يشكل البعد الرابع Forth Dimension - إضافة للأبعاد الثلاثة- الفراغ على نحو نظامي. وكثيراً ما يعد الزمن كبعد رابع، وهو التمثيل الذي شُجع كثيراً في الهندسة الإحداثية التي يمثل الزمن فيها روتينياً كمحور خطي. بمعنى آخر فإن البعد الرابع صار زمن الحدث، ممثلاً على الإحداثي الرابع لفضاء رباعي الأحداث للمكان والزمان (فضاء زمكاني أو فضاء مينكوفسكي(.
البعد الرابع كزمان أضافته النظرية النسبية لآينشتاين إلى أبعاد المكان الثلاثة المعروفة وهي الطول والعرض والارتفاع. فحتى نستطيع تحديد موقع طائرة فإننا نحتاج إلى البعد الرابع. لأنه لا يمكن تحديد موقع طائرة متحركة بثلاثة أرقام، وحتى نستطيع تحديد موقع طائرة في الجو، بمجموعة الأرقام (6,4,2) مثلاً، فإننا نحتاجإلى بعد رابع هو الزمن.
في أوائل القرن العشرين أدرك عالم الرياضيات هيرمان مِنكوفسكي أن نظرية النسبيةالتي أطلقها العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين وصفت كونًا ذا أربعة أبعاد. وكما يرىمنكوفسكي فإنالبعدالزمني يندمج مع الأبعاد المكانية الثلاثة ليشكلالزمان- المكان(أو اختصاراً: الزمكان)بعد ذلك بدأ الرياضتيون بدراسة أشكال هندسية ذات أربعة أبعاد أو أكثر.
قرأتُها قبل أن أعرفها أو ألتقيها، فشدني بروز بنائية لغتها، ورصانة فكرها، في خلفية مشهدها النقدي السهل الممتع الممتنع الذي ينزل إلى فهوم وألباب المتخصص والهاوي، دون التعالي على القاريء المحب المتابع لحركة النقد الأدبي العربي بعامة والمصري بخاصة، فيأتي مقالها خلوًا من التقعير والاستشهاد بغوامض المصطلح، وأقوال المفكرين من نقاد مدارس النقد الغربي التي تجيد الانتقال بينها بخفة وخبرة.
إنها الدكتورة أماني فؤاد أستاذ النقد الأدبي التي رصدتُ أفكارها المتنوعة التي أتفق مع أغلبها، وأختلف مع بعضها، فكتبتُ عنها دراسة وافية من منظور نقدي لحركتها الثورية السائدة داخل نقدها، وإبداعها، ومقالاتها، والتي تأتي متناغمة ــ لا فجة ولا مصطنعة ولا نشاز ــ مع تكوينتها الفكرية الثائرة.
وكان أن هاتفتها لتكتب لي مقدمة لمجموعتي القصصية التي أوشكت على الصدور، فاعتذرت بأنها لاتحسن القراءة من الكمبيوتر، وخيرتني بين أن أرسلها بريدًا أو ألتقيها فاخترت أن أربح اللقاء، ومثلها يسعى إليه.
اختارت اللقاء في حديقة المجلس الأعلى للثقافة بعد أن تكبدتْ ــ مشكورة ــ عبء الانتقال من مقر عملها البعيد عن مكان اللقاء، وأتيتُها قاطعًا الفيافي والقفار من محافظة غير قريبة أيضًا، لأتفاجيء بسيدة هادئة الملامح، مريحة النبرات، مهذبة العبارات، مصرية القسمات، تمتزج في ثناياها بصمة الريف وتوقيع المدينة، غضبها يكمن في عقلها، وثورتها تسكن قلبها، فعندها المباديء تفاعلاً لا افتعالاً، فجاء اللقاء غير ثوري على غير ما توقعت، يحمل حديث الوفاء عن أساتذتها، وماذا استفادت منهم، وماذا توقعوا لها، وهو حديث إن غابت عنه الثورة فلم يزايله أمارات الثقة، والاعتداد بذاتها، والانتشاء بما أنجزت وستنجز.
هنري كامبل بانرمان، رئيس وزراء بريطانيا في الفترة ما بين 1905-1908م.
"إن الإمبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى ثم تستقر إلى حدٍّ ما ثم تنحل رويدًا رويدًا ثم تزول، والتاريخ ملئ بمثل هذه التطورات، وهو لا يتغير بالنسبة لكل نهضة ولكل أمة، فهناك إمبراطوريات: روما، أثينا، الهند والصين وقبلها بابل وآشور والفراعنة وغيرهم.
فهل لديكم أسباب أو وسائل يمكن أن تحول دون سقوط الاستعمار الأوروبي وانهياره أو تؤخر مصيره؟
وقد بلغ الآن الذروة وأصبحت أوروبا قارة قديمة استنفدت مواردها وشاخت مصالحها، بينما لا يزال العالم الآخر في صرح شبابه يتطلع إلى المزيد من العلم والتنظيم والرفاهية، هذه هي مهمتكم أيها السادة وعلى نجاحها يتوقف رخاؤنا وسيطرتنا."
تلك كانت الكلمة الافتتاحية لرئيس وزراء بريطانيا في المؤتمر المزعوم الذي عُقد في الفترة ما بين 1906 وحتى 1907، وكان أول من أشار إلى تلك الوثيقة باحث هندي كان يقوم بالبحث في أرشيف وزارة الخارجية البريطانية في عام 1937 ويبدو أنه توصل إليها عندما كان في لندن في إحدى الجامعات البريطانية، ولكن فيما بعد فقد اختفت هذه الوثيقة تمامًا ولم يعثر لها على أثر، ولكن هل اختفاء هذه الوثيقة يعني عدم وجودها؟ بالطبع لا.
"خالد" طالب في "الصف السادس" من المرحلة الابتدائية، حَسَنُ التربية، مجتهد في دراسته. عاش في هذه المرحلة حياة مستقرة، يملؤها براءة الطفولة ومشاكسات الصغار، ما بين تربية، وتعليم، ولعب؛ قضى "خالد" السنوات الست في مدرسةٍ يشعر بالأمان والاطمئنان فيها، لمعرفته التامة بمدرسيه وبالمرشد الطلابي للمدرسة.
غير أن هذه المرحلة لا تخلو من بعض السلوكيات الخاطئة، من بعض الطلبة الذين فقدوا التربية السوية، ولكن ما إن يحصل لـ"خالد" موقف سلوكي خاطئ في هذه المرحلة، فإنه يتوجه مباشرة لمرشده الطلابي أو لأحد معلميه الذين قضى معهم سنوات طويلة، فيشتكي ما حصل له، فيبادر المرشد أو المعلم باحتواء الموقف، ومحاسبة المخطئ ومعالجة السلوك، أو يرجع لبيته فيشتكي لأبيه ما حصل له، "فيستمع له الأب" فيقوم بالتواصل مع المرشد لمعالجة هذا السلوك والسعي لعدم تكراره، بذلك يكون "خالد" انتصر للقيم والسلوكيات التي تربى عليها.
في البداية لابد لنا من أن نعرف بأن توجيه الرأي العام وبناء فكرة معينة عن شيء ما أو وصف شريحة معينة بصفةٍ ما ليست بالمهمة السهلة كما يظن البعض، وأن هذا يحتاج إلى الكثير من العمل والوقت والتكرار والتغيير ولكن على نفس النمط والأسلوب وإنما يكون التغيير في الإستراتيجيات التي يمكن تناول هذه الفكرة بها. والأهم من ذلك كله أن تستعين بأشخاص لا يملكون ضميرًا حيًّا في عرض تلك الأفكار.
وهنا نتذكر مقولة وزير إعلام هتلر المدعو جوزيف غوبلز: «أعطني إعلامًا بلا ضمير أُعطيك شعبًا بلا وعي»، وفي هذا إشارة إلى ما يمكن للإعلام فعله من توجيه الرأي العام وبناء صورة نمطية عن الأمور التي يتناولها بتكرار حتى يمكنه بعد ذلك من قلب الحقائق وتغيير الصورة الذهنية للشعوب.
نتحدث هنا عن نظرة المجتمع الغربي بشكل عام والمجتمع الأمريكي بشكل خاص للشخصية العربية بشكل خاص، والشخصية المسلمة بشكل عام. وهنا نعود بالزمن إلى الوراء حوالي قرن من الزمان حيث أنه وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأت تلك الحملة الموجهة لتشويه صورة الرجل والمرأة والشيخ والطفل العربي وإظهارها بمظاهر مختلفة جميعها تحط من قدر هذه الشخصية فإنك إما تجدها شخصية قاتلة متوحشة متعطشة دائماً للدماء، أو شخصًا مغتصبًا متعصبًا ثريًّا لما يملكه من النفط، أو شخصًا لعوبًا (زير نساء)، أو مسيئًا إلى النساء، أو مستهترًا، أو أهبلَ، أو امرأة ترتدي بدلة رقص وتضع على وجهها نقاب، أو شيخًا كبيرًا في فيلم ما من تلك الأفلام التي تعرضها هوليوود بلحية سوداء وغترة وعقال ونظارة سوداء ينزل من سيارة فارهة (ليموزين) ومن خلفه العديد من النساء في صورة جواري أو أو...
ما هي إلا أشهر بعد زواجنا حتى هجمت ظلمات الباطن تريد إسكات لساني عن أيِّ ذكرٍ طيبٍ لك، وليجاري غيري ساخرًا منك ضاحكًا كالأبله! زوابع كامنة كادت ترضخني لأراعي صحتي ومالي وعلمي ورفاهيتي منتظرًا منك تحقيق ذلك لي. حفظتُ ألا أسمح لك بمتابعة أية مصلحة لك، فلا مصلحة لك إلا مني! وحفظتُ أن عثراتي بسببك وأن نجاحي بسببي، وأن أحصي هفواتك ومحاسن غيرك. حفظْتُ وحفظتُ... كشريط جامد، فبئس ما حفظتُ ويا لغفلة من دسوا!
عزيزتي، أوشكتُ أن أقترف ما ذكرتُه، وما شلّ فطرتي وسوّد دخيلتي، كاد أن يخنق عواطفنا ويعطل عيشتنا ويعكر أيامنا لولا قبسات مودة ورحمة ونبضات عدل وكرامة هزمتْ جهالةَ التّلقّي وذُل الإمّعية، فأحرقتْ هذيانًا سالفًا تالفًا قبل أن يسيطر، وانتبهتُ لأحيا معك وبك. حررتُ مشاعري من أقبية باطلة قديمة ففاضتْ تهذب جوارحي. عرفتُ معاني السكن ومستودع السر ومنطلق السعادة، وأن حقيقة الحياة هي أن يعطي الانسان ويعبر ويصغي ويتأدب قبل أن ينتزع ويتهم ويصيح ويتمرد ويحيل غيره آلات يشغِّلها كما يريد.
الصفحة 66 من 433