ومضى الثامن عشر من ديسمبر، اليوم العالمي للغة العربية. أدينا واجبنا، ورفعنا العتب، وذررنا الرماد في العيون، ودبّجنا الكلام ثناءً على لغتنا العربية وفخرا بها، ثم عدنا إلى حياتنا الواقعية! عُدنا نُكبِر في نفوسنا لغاتِ قوم آخرين، عدنا نتعمد دسّ كلمات أجنبية في كلامنا توسلا إلى الوجاهة. أما من لديهم أبناء منا، فما فتئوا يلحقونهم بالمدارس الأجنبية كي يضمنوا لهم مستقبلا طيبا، بل يزيد بعضهم في بره ويحرص على أن يحدث أبناءه في البيت بالإنكليزية، كي يترعرع الناشئ وقد أخذ بزمام اللغة التي ستقوده إلى الأعالي حينما يكبر.
نحن اليوم أمام أجيال تُنشّأ على اللغة الأجنبية لغةً أولى بحسبانها ضمانا لمستقبلها، وهذا تفكير نابع من حب الوالدِين لأبنائهم. سيقول قائل: "وماذا علينا إذ جعلنا لغات قوم آخرين لغتنا الأولى؟ سنقطع شوطا كبيرا، ونلحق بأمم متقدمة، ونكون مثلها." خطأ! سبقنا إلى هذا أمم أخرى وشعوب، ولم يتقدموا. بل صاروا تابعين، ذائبين. صاروا دائرين في هوامش حضارة أخرى، ولم يصيروا جزءا أصيلا منها، ولن. وإذا أردتم دليلا، ابحثوا في الإنترنت مثلا أسماء الدول الإفريقية التي اختارت الفرنسية لغة رسمية لها، ثم ابحثوا أيضا عن بصمة هذه الدول في عالمنا اليوم.
منذ نعومة أظافرنا ومنذ دخولنا للمدرسة ونحن ندرس عن الفصول الأربعة الصيف الخريف الشتاء والربيع، وكنا ندرس مزايا كل فصل وصفاته. ومن الفصول التي تتصدر المشهد دائما فصل الصيف والربيع، حيث إن الصيف يستمتع الناس في البحر وفي الشواطئ الجميلة حول العالم وبحمامات الشمس والملابس الملونة الجميلة، أما بالنسبة للربيع فكان دائما يرتبط بجمال الورود والأزهار والجو المعتدل. بينما فصل الخريف كان مظلوما ودائما يستخدم ككناية عن كبر السن وبداية الشيخوخة وانتظار الموت.
صدر العدد الثامن عشر من مجلة ذخائر للعلوم الإنسانية متضمنا لجملة من الأبحاث والدراسات المهمة، والمتنوعة في تخصصاتها وجنسية كتابها.
وقد وردت المشاركات المندرجة ضمن محور "دراسات" كالآتي:
- القبيلة والأرض في البلاد التونسية خلال العصر الحديث، للدكتور عادل النفاتي، باحث في التاريخ الثقافي المغاربي والمتوسطي للفترة الحديثة، وعضو بمخبر التاريخ الاقتصادي للمتوسط ومجتمعاته، من جامعة تونس.
- مدينة تنبكت في مرآة الر حالة الأوروبيين خلال القرن التاسع عشر: روني كايي وهنري بارث نموذجان، للأستاذ هشام بلمسرحة، باحث في سلك الدكتوراه بجامعة الحسن الثاني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية - المغرب.
- الطب في المغرب من مرحلة ما قبل الاستعمار إلى الاستقلال بين الجانب الشعبي والديني والنظرة الأوربية، للأستاذة حفصة أعبود، باحثة في سلك الدكتواره بجامعة عبد المالك السعدي، تطوان - المغرب.
يحتفل العالم في 23 يونيو من كل عام باليوم العالمي للخدمة العامة، وذلك تكريمًا لجهود الموظفين العموميين في جميع أنحاء العالم، وتقديرًا لمساهماتهم في بناء المجتمعات وتقدمها.
وتعود جذور يوم الخدمة العامة إلى عام 2003، عندما صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يومٍ سنويٍ للاحتفال بجهود الموظفين العموميين.
جاء هذا القرار إيمانًا من قبل الأمم المتحدة بأهمية الخدمة العامة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحكم الرشيد وتحقيق الازدهار لمختلف المجتمعات، كان هذا القرار نتيجة لجهود في هذا الصدد، من أبرزها:
أولا: بدأت فكرة الاحتفال بيوم الخدمة العامة تتبلور في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، من خلال نقاشاتٍ ومبادراتٍ دوليةٍ مختلفةٍ، ركزت على أهمية دور الموظفين العموميين في التنمية.
ثانيا: أصدرت الأمم المتحدة في عام ١٩٩٨ تقريرًا بعنوان "الخدمة العامة في القرن الحادي والعشرين"، دعا إلى اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لتحسين أوضاع الموظفين العموميين وتعزيز قدراتهم.