هل نستغني بالعلم عن العمل؟ أم هل لنا أن نتفرغ للعبادة دون غيرها؟
كثيرون هم العلماء.. ويغلبهم العابدون كثرة.. لكن الأقل النادر في الفريقين من يعبد الله تعالى على علم، أو من يحدوهم علمهم إلى إحسان العبادة.
فكم من عالم لم يزده علمه إلا حيرة؛ حيث لو يوفَّق إلى المواءمة بين ما يقرؤه وما يدرسه وبين نواميس الكون التي لا تتبدل ولا تتغير، ومن ثم لم يوفَّق إلى بارئها وخالقها.
وكم من عابد لم تزده عبادته إلا نصبًا وإلا بعدًا عن الله، لأنها في الحقيقة ليست عبادة، وإنما مجرد حركات وطقوس اعتاد على أدائها عن جهل، فلا هي نفعته وروحت عن نفسه وزادته رقيًا حيث ذلك هو المرجو من العبادات، ولا هو رحم نفسه فلم يرهقها بهذه الأفعال.
استهل عبد الوهاب المسيري مؤلفه ( اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود ) ، بمقدمة عبر من خلالها عن جدة الموضوع الذي سيتناوله، طارحا في الآن ذاته الهيكل العام الذي يستوحي من منجزه تصوراته في إطار مقاربة نسقية ، تتوخى إضفاء نوع من الوحدة والتماسك على مختلف الحقائق الثقافية المرتبطة بالظواهر الإنسانية. إذ ينطلق الكاتب في مقاربته من سيادة الاعتقاد القائل بأن هناك نموذج معرفي، بمثابة الإجراء التوليدي الكفيل بتفجير مختلف ينابيع البنى الرمزية التي يهبها الإنسان للظواهر. والنموذج برأي الكاتب هو ذاك الواحد الكثير في مرائي مراياه، الذي تنتظم وتصطف بداخله تلك التعددية وفق نوع من المعقولية الداخلية، يكون فيها كل من الإله والطبيعة قطبي الرحى أما مركزها فهو : الإنسان. فهذا الأخير عنصر التوسط الإلزامي من شأنه صياغة الواقع وفق بنية تصورية ترادف رؤية الإنسان للكون، تعكس هذه البنية نموذجا معرفيا من بين نماذج معرفية أخرى (من تصور الإنسان).
وفي إطار السعي الحثيث لتعقب هذه النماذج، ينطلق الكاتب من فرضية مفادها أن هناك ترابطا بين اللغوي والديني والنفسي، على اعتبار أن الصورة المجازية أداة للتعبير وللإفصاح عن رؤية الإنسان للكون من جهة، ووسيلة للانتقال من اللغوي إلى الديني (رؤية الإله) إلى النفسي (مضمون الإدراك) من جهة أخرى.
المحاكمات الأخيرة لأقطاب نظام مبارك والتي تذيعها القنوات الفضائية المصرية تعيد بقوة الحديث عن العدالة الانتقالية وما وصلت إليه في مصر، خاصة وأن الحياة السياسية المصرية عرفت منعطفات شديدة الأهمية بعد الثورة من المرحلة الانتقالية إلى فترة حكم مرسي إلى نظام 3 يوليو الذي ما يزال مستمرًّا إلى الآن بعد أن حظي بغطاء شرعية انتخابية .
العدالة الانتقالية كمفهوم سياسي وأخلاقي وقانوني ظهرت بعد موجة التغيير السياسي التي اجتاحت أوروبا الشرقية في التسعينيات من القرن الماضي مع أن أشكال من العدالة الانتقالية كانت موجودة عمليًّا في تجارب سابقة مثل الثورة البلشفية والفرنسية، وكان هدفها الرئيسي تسوية الموروث السابق من الانتهاكات بهدف بدء صفحة جديدة مع نظام يحترم حقوق الإنسان والتصالح مع تاريخه، إضافة إلى تعزيز الثقة في قدرة النظام القائم على تحقيق العدل والالتزام بالقانون .
أول اعتراض صدر من الملائكة على خلق الإنسان أنهم سيفسدون في الأرض ويخرجونها عن النسق الذي وضعه الله لها: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"، وفي هذه الدعوى إشارة بليغة إلى أن الإفساد في الأرض منافٍ لما يقنضيه وجود الإنسان في الأرض كخليفة مسؤول عن إدارة شؤونها وإعمارها بما يعود على البشرية جمعاء بالخير، وهو في نفس الوقت أول ما يتبادر إلى الذهن من الجرائم التي يرتكبها الإنسان.
انتصرت غزة. هذا هو ملخص مشهد الحرب الدامية على غزة، التي مر على بدايتها شهر ولم تنتهِ بعد.
وهذا الداخل الذي أعنيه قد يكون مقصودًا به داخل غزة نفسها، بمعنى أن أهلها المعرضين للخطر ليل نهار لا يلقون لهذا الخطر بالاً ويتمسكون بمشروع مقاومتهم ويلتفون حول حقهم في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم.
استهل عبد الوهاب المسيري مؤلفه (اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود)، بمقدمة عبر من خلالها عن جدة الموضوع الذي سيتناوله، طارحًا في الآن ذاته الهيكل العام الذي يستوحي من منجزه تصوراته في إطار مقاربة نسقية، تتوخى إضفاء نوع من الوحدة والتماسك على مختلف الحقائق الثقافية المرتبطة بالظواهر الإنسانية. إذ ينطلق الكاتب في مقاربته من سيادة الاعتقاد القائل بأن هناك نموذج معرفي، بمثابة الإجراء التوليدي الكفيل بتفجير مختلف ينابيع البنى الرمزية التي يهبها الإنسان للظواهر. والنموذج برأي الكاتب هو ذاك الواحد الكثير في مرائي مراياه، الذي تنتظم وتصطف بداخله تلك التعددية وفق نوع من المعقولية الداخلية، يكون فيها كل من الإله والطبيعة قطبي الرحى أما مركزها فهو: الإنسان. فهذا الأخير عنصر التوسط الإلزامي من شأنه صياغة الواقع وفق بنية تصورية ترادف رؤية الإنسان للكون، تعكس هذه البنية نموذجًا معرفيًا من بين نماذج معرفية أخرى (من تصور الإنسان).
الصفحة 63 من 433