كل عام وأمة الإسلام بخير، وأهنئ المصريين والسودانيين واللبنانيين بأثر رجعي بقدوم شهر رمضان لأنهم سبقوا بقية الأمة إلى الصوم، واسمحوا لي أن أعكنن أمزجتكم في مطلع الشهر الفضيل بإعادة فتح ملف الجنرال وليام بويكن، الذي تبوأ منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الأمريكية ثم تبوأ (اختر الحرف الصحيح في آخر هذه الكلمة) على رؤوسنا
مرحبا أيها الشهر العظيم، فأنت تزورنا في كل عام مرة، فتجلب معك السعادة والبركة والنشاط.
مرحبا برمضان، فهو شهر الطاعة والزهد والتقشف والقيام لله عز وجل، وهذا الشهر العظيم شرع لتربية الأمة المسلمة على الصبر وتحمل المشاق في سبيل الله، فالأمة المسلمة أمة عمل وإنتاج وجهاد، ولا يتم ذلك من دون الصبر، فالصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وكفى بالصيام باعثا على الصبر، فيه يحبس الإنسان نفسه طواعية عن لذائذ الحياة ابتغاء وجه الله عز وجل، وهذا الحبس يولد في نفسه القدرة على التحمل في أعتى الظروف، ويربي فيه الإرادة الحرة التي لا تخضع إلا لله تعالى.
تعاني الأمة الاسلامية في عصرها الحافل بالرزايا والنكسات والمنغمس في لجج الهزائم والنكبات من فوضى عامة عارمة تجتاح حياتها فرادى وجماعات حتي غدت السمة المميزة لها بين الامم شرقا وغربا، فالفوضى تتسيد صناعة قرارها وتصبغ نمط سلوكها على صعد شتى: فوضى في ترتيب الاولويات وفقه المصالح والمفاسد، وفوضى في مناهج التربية والتعليم، وفوضى في شؤون الحكم والسياسة وفوضى ادارة الاقتصاد والثروات، ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للافراد فالفوضى تضرب بجرانها على دقائق مجريات حياتهم وتتدحرج بسلاسة على خرائط اهدافهم مجهضة احلامهم الوردية البرئية، لتنتج اشأم مولودين في الوجود:
قيل في لقاء الثلاثية .. الحكومة الجزائرية .. الاتحاد العام للعمال الجزائريين .. وأرباب العمل أنه لقاء لا بد أن يكون مثمرا هذه المرة بعد أن طال الفقر شريحة الطبقة المتوسطة فضلا عن الطبقة الدنيا التي هدها الفقر هدا.. ودفعها للانتحار بالدفعة الواحدة كما لفها الفقر دفعة واحدة.. هذا اللقاء على ما أحيط حوله من تستر وتحضير للعضلات اللسانية طبعا من طرف المنافح الكبير عن بقايا العمال عبد المجيد سيدي السعيد السياسي بلقب عمالي جاء مبتورا و ممحوقا .. ولو أن الدهشة لم تتملك أحدا لأن اللقاء ولد نصف كيلو بطاطا .
أخيراً أصبح من حقنا ـ نحن السودانيين ـ أن نتفاءل بأن الحرب الأهلية في بلادنا ستنتهي بسلام يؤدي إلى تقاسم السلطة بين العقيد جون قرنق والفريق عمر البشير، ولا يعني هذا أن طرفي الحرب مقتنعان بالاتفاق الذي يجري وضع اللمسات الأخيرة عليه، بل يعني أنهما قبلا بالاتفاق على مضض خوفاً من عين أمريكا الحمراء، فقد قالت أمريكا للطرفين: "وراي أشغال ومشاغل أهم منكم، وأنا مش فاضية لكم... وإسرائيل طالق بالثلاثة لو لم أطربق الدنيا على رؤوسكم، إذا لم تتوقفوا عن القتال والجدال، خلال شهرين"!!
لا يختلف إثنان في أنّ اللغة العربية كانت معروفة في العصر الجاهلي , وأنّ لغتنا الجميلة كانت تشغل بال كثير من المفكرين والشعراء والخطباء , يلتمسون ودّها , وينظمون دررها , ويغترفون من نبع معانيها الثرّ أجمل القصائد , وأعذب الألحان . ومن يراجع معجم مفرداتها في ذلك العصر , يجدهُ من أغنى المعاجم من حيث وفرة الكلمات وكثرة التشابيه , وتعدد الاسماء للمسمى الواحد .