قيل في لقاء الثلاثية .. الحكومة الجزائرية .. الاتحاد العام للعمال الجزائريين .. وأرباب العمل أنه لقاء لا بد أن يكون مثمرا هذه المرة بعد أن طال الفقر شريحة الطبقة المتوسطة فضلا عن الطبقة الدنيا التي هدها الفقر هدا.. ودفعها للانتحار بالدفعة الواحدة كما لفها الفقر دفعة واحدة.. هذا اللقاء على ما أحيط حوله من تستر وتحضير للعضلات اللسانية طبعا من طرف المنافح الكبير عن بقايا العمال عبد المجيد سيدي السعيد السياسي بلقب عمالي جاء مبتورا و ممحوقا .. ولو أن الدهشة لم تتملك أحدا لأن اللقاء ولد نصف كيلو بطاطا . .. لكن الدهشة حقا تملكت المتضررين من هذا اللقاء ومن يجتمع باسمهم وهم في سبات عميق لماذا هذا السيناريو دائما ألا توجد طريقة أخرى سوى هذه الطريقة التي يتآمرون بها على الموظف الذي لا يقدر حتى على شراء جريدة تخبره عن فحوى اللقاء القديم الجديد .. هذا الموظف المتعب من طابور الإنتظار عند شبابيك البريد أو البنوك .. عندما يأذن الصارف بصرف مرتبه فالمؤكد أنه لم يرهق نفسه أكثر مما هو مرهق بأن يسليها بالأمل الكاذب وينتظر من شجرة الصنوبر الموز.. لأنه يعلم أن المرتب نفسه الذي يقبضه تحوم حوله الأخطار في أن يذهب في يوم من الأيام ولن يجده بالمرة .. فهل سيطمع في الغيب الذي يتحكم فيه من لا يعلم تأوهات رضيع يستيقظ الفجر فلا تجد أمه ما ترضعه.. فيوقظ الجار ويحير أهل الدار. إن لقاء الثلاثية ولو كان لا حدث حسب التعبير السياسي والأمر الواقع.. لأنه في اللحظة التي كان يجتمع فيها الثلاثة كان الأساتذة مهيئين لشن إضراب مفتوح والتهديد بجعل السنة بيضاء مادامت الثلاثية سودتها.. وإضراب من قال فيه شوقي وفه التبجيل لقد كاد أن يكون رسولا منطلقه الازدراء الذي يلاقيه الأستاذ حامل الرسالة والمطبق لقرارات ابن زاغو رغما عن أنفه.. لكن أغلب الظن الرسل جميعا لا قوا العنت والعذاب من أقوامهم .. وأظن أن شوقي كان يقصد من رسالة المعلم والأستاذ شقها الغالب عليه العذاب والجموح من الأهل و العشير.فباسم من كانت الثلاثية تتحدث إذن في لقائها الأخير أم أن أنها التقت على رأس الأستاذ الذي توقف عن التفكير إلى إشعار آخر.الوضع برمته ينذر بانفجار كبير .. ولو أن جهات معلومة تريد استغلال هذا الوضع البائس من أجل شيء في نفس يعقوب وضرب على وجه الخصوص سياسة بوتفليقة.. فالأستاذ مهان قبل مجيء بوتفليقة.. والصحف التي تروج لعفونة الوضع من أجل إلصاق التهم بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن طريق أزمة الطبشور..أو تبحث عن دعم يسندها كي تبرر انقلابها على ممارسات بوتفليقة وتأييد علي ابن افليس الكومبارس في مسرحية مخرجها يعطي الأوامر من بيته.. فهي تغالط نفسها مهما أرادت أن تقف مع مطالب الأساتذة أو ذرفت دموع التماسيح من أجل ذلك .كل شيء في الجزائر يحتاج لتغيير.. كما أن كل شيء قابل للإحتراق في أية لحظة.. والذي يتأمل خارطة الجزائر الجغرافية لا يمكنه إلا أن يرى الفقر المدقع والنفوس المتعبة. فالجزائر على شساعتها أضحت سجنا كبيرا للجزائريين من مختلف الشرائح.. وبدل من تسطير سياسة تنموية تأخذ أعباء الفرد المعيشية في الحسبان .. المكلفون بهذه السياسة في غيهم منطلقون لا يكترثون بالمسؤولية التي أنيطوا بها وكأن الأمر لا يهمهم .. على رغم أنهم يتقاضون أجرا وامتيازات على ذلك.إن الدولة غائبة بل غير موجودة بالمرة .. وإلا كيف يتم تفسير موقف الحكومة من الزيادة الأخيرة التي تضحك البكاء على حاله .. فلو كان هذا الموظف أرنبا لما رضي بها لأنها لا تكفيه ولا تقيم أوده.. وهل يكفي الفتات الضائع نفرا من العائلة جل أفرادها بطالون معدمون. الحقيقة المرة أن الحكومة وبمن يأكل الخبز باسم العمال لا يعلمون بالحال الذي وصل إليها الفرد في الجزائر لأنه لو علموا بالحال وتملكهم الإحساس الصادق ما قبلوا بأن يعلنوا عن تلك الزيادة الممقوتة.إن الظروف اليوم مواتية أكثر من ذي في تعقيد الوضع السياسي برمته وجعل المشهد الجزائري أكثر قتامة على ما هو عليه الآن.. خصوصا مع تنامي التقهقر في القدرة الشرائية للمواطن.. وقد ازدادت نسبة الوافدين على المز ابل في الآونة الأخيرة من أجل اقتناء الضروري من المرمي الصالح من أطعمة.. والسادة من الوزراء يحدثوننا عن انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية .. فأي سيادة بقيت للجزائر والمواطن السيد لا يتعشى إذا تغذى- ونقصد بالغذاء الأكل لأن المفاضلة موجودة بين الغذاء والأكل ،الأول يكون متوازنا من بروتينيات، ودهنيات ،وسكريات، وفيتامينات أما الثاني فمجرد حشو للمعدة-.. أم أن السادة الوزراء مستوزرون على شعب غير موجود سوى في المدينة الفاضلة لأفلاطون.. أو في الخيال وعلى الورق عندما يتحدثون في المجمعات الكبيرة.ما أصاب الجزائر فضح للسياسة الراشدة التي يتغنونا بها على الخلق ويسوقونها من مكبرات الأبواق..وحتى الأزمات الطبيعية من زلازل وفيضانات وأمراض تنسب لفقر البطن لم تشفع كي تؤنب الضمير النائم ليستيقظ ويعرف أن العالم الآخر يسير نحو السماء بسرعة الضوء والسلطة تغرز رأسها في التراب وادعاء الحضارة المزعومة.. فأي سياسي يرى شعبه يقتات من المز ابل من الأحسن له أن لا يخرج خارج الحدود الجزائرية.. ويقابل الغير .. لكن الظن الأكبر أن السياسة في الجزائر أصبحت على شرودها وعدم تحملها للمسؤولية شبيهة بعصر الأبيض والأسود أيام الجزائر تحت نير الاستعمار يقتات الشعب من خماسة الإستعمار الفرنسي..فأين الفارق إذن....؟

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية