لقى بعضهم في نفس سيِّد البيت الأبيض الأمريكي الراهن جورج والتر بوش أنَّه نبي فعلا لا توهّما ، وأنه قد اختير لمهمة رسولية خاصة تنافس مهمة الرسول بطرس أو لعلها قد تزيد قليلا في هذا العصر المنكوب بالجزء الأكبر من منظريه الخائبين ونظرياته الخائبة ، فانطلق هذا يتقمّّص الدور هنا وهناك ، وكنا توقّعنا منذ أسبوعين أو يزيد في مقال سابق "محاولة رائعة وشكرا ماليزيا "أنَّ الوقت قد حان لقيام أصحاب هذه النظريات من هؤلاء النفر عينهم ومراكزهم الإستراتيجية ذاتها ومحافل التأثير في السياسة الأمريكية نفسها ،
الأمل واليأس , المدّ والجزر , الانتعاش والموات, مفردات متناقضة ترددت كثيرا في الآونة الأخيرة لدى وصف أحوال العرب والمسلمين في بلاد الغرب أو في بلادهم , فبينما يتحدث الناس في بلادنا عن الفوضى العامة التي تعم البلاد سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا وفكريا , تجد الجاليات العربية والاسلامية المقيمة في الغرب لاتكاد تصدق هذه النظرة المغرقة في الاحباط والاكتئاب , خاصة وأن هذه الجاليات آخذة بالاتجاه ودون فضل يذكر للقائمين عليها الى نوع ما من تنظيم الصفوف والتصورات والأفكار وصناعة الرأي المتناغم على الأقل ,
للحوار الذاتي غايتان شريفتان يتوخاهما ,تتمثل الأولى في التعرف على جوانب القصور ومكامن الإخفاق بقصد علاجها, فحوار المحاسبة يمثل نظرة تقويمية لسلوك الذات في فترة سابقة تقضّت بحلوها ومرّها,وأما الثانية فتتسم بصبغة استشرافية مستقبلية , إنه لمن الخطأ الفادح أن يقصر المرء دور الحوار الذاتي على دائرة الماضي حين يعتقد أن إجراء الحوار مرتهن بوقوع الهنات وارتكاب الأخطاء ليتولى إصلاحها في مرحلة متأخرة,بل إنه يلعب أيضا دور وقائيا استباقيا يجنّبنا الإلمام بها ,إنه (حوار التعزيز) موضع حديثنا اليوم .
الوثن هو كل ما يُعبَد من حجرٍ أو نحاسٍ أو فضةٍ أو خشبٍ أو ذهب..
قال تعالى:
" اجتنبوا الرجسَ من الأوثان"..
فإذا كان الوثن كله قذارة ونجاسةً وهو مجرد وثن أي صنم لاحول له ولاقوة
فكيف
جمالي او حتى قبحي شأني الخاص. فلا شئ اكثر ظلما من ان تقيَّم و يحكم عليك من شكلك الخارجي ، فتَّقدر و تُشكر ان كنت جميلا – وفرت كفاءتك او عدمت- ، و تعاقب و تحتقر -بدلا من ان ينظر الى كفاءتك- ان لم تُمْتِع مؤهلاتك الشكلية الاعين.
العالم - تشرّقَ او تغرّبَ - اثبت و بجدارة - للاسف- على مدى التاريخ انه حكم ، و يحكم و سيحكم على المرأة من خلال شكلها . فامام المرأة اذا خياريان احدهما مر و الاخر لاذع . فاما ان تقبل راضية بمعيار الحكم الشكلي الاعوج الاهوج ، و اما ان تختبئ في قمقم، او صندوق او أي شئ آخر لئلا تهدر كرامتها .
فلانة: "يا للظلم! نحن نتلفع بأمتار من القماش، و هم يسيرون كما يشتهون. أين حقوق الإنسان، هذا يسمى تمييزا جنسيا!"
فلان: " أين العدل؟ النسوة يكسبن أطنانا من الثواب بارتدائهن الحجاب، و نحن لا شيء البتة"
للوهلة الأولى، يبدو منطقيا جدا. لكن، بعد التفكير، ليس تماما. و بعد التفكير العميق، ليس منطقيا أبدا. قليل من
إعمال العقل يشفي الأمر برمته.