إذا أراد الإنسان أن يصاب بارتفاع الضغط أو الجلطة فليس عليه سوى أن يحدق في التلفاز طوال اليوم، فقد أصبحت متابعة الأخبار في المحطات الفضائية مشكلة حقيقية، لا نرى سوى القتل والدمار، والمذابح، والحرائق والزلازل والعواصف. صار العالم مسرحا للعنف والشراسة، يتبارى البشر فيما بينهم من هو الأكثر وحشية، تعجز الحيوانات الكاسرة عن مجاراة البشر في هذه المباراة المرعبة
النقلة النوعية في المسار السياسي الجزائري مع الجمهورية الفرنسية عدو الأمس، الذي فصل فيه الرئيس الأسبق المرحوم هواري بومدين، بقوله بيننا وبين فرنسا جبال من الجماجم، وأنهار من الدماء، بدأها بشكل غير مسبوق الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد بكسره للحاجز النفسي الذي سبق و أقامه أسلافه السياسيون، والرعيل الأول في الحكم بالجزائر، عندما اختار أن يزور العاصمة باريس سنة 1982 بشكل مفاجئ، ودون ترتيبات سياسة مسبقة، وقد فسرت هذه الزيارة فيما بعد على أنها زيارة تدخل في المسعى العام الذي أخذته السلطة، وهو المسعى الجاحد لكل ما بنته الحقبة البومدينية، سواء على مستوى العلاقات مع التاريخ أو مع النهج السياسي،و الاقتصادي
لقد أدركت القوى الفلسطينية أن الشارع الفلسطيني يعيش مرحلة حاسمة في تاريخ نضاله العريق، وأنه آن الأوان لأن تتوحد الفصائل الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تتوحد في برنامج سياسي ونضالي في نفس الوقت للتعامل مع ظروف المنطقة التي ساءت على الصعيد السياسي أو المقاومة، بحيث يجب الحفاظ أولا وأخيرا على وحدة الصف الفلسطيني.
في تدخلها المتزايد في أزمة لبنان المستفحلة ، تركّز الولايات المتحدة على ثلاثة أغراض استراتيجية : انسحاب كامل وشامل للقوات العسكرية والمخابراتية السورية ، وتجريد المقاومة اللبنانية ( حزب الله ) من السلاح ، وتجويف انتماء لبنان إلى محيطه العربي.
أفلحت أمريكا أو كادت في تحقيق الغرض الأول ، وهي تسعى إلى استكماله بإلزام لبنان وسوريا بالتخلي عن بند في اتفاق الطائف يولي البلدين حق استبقاء قوات سورية في نقاط محددة داخل لبنان ( منطقة البقاع ) يتم تحديد حجمها ومدة تواجدها وعلاقتها مع سلطات الدولة اللبنانية في أماكن تموضعها بموجب اتفاق خاص.
ليس بغريب أن تصدر الحماقة عن أصحاب الغفلة وأرباب الغباء فالشيء من معدنه لا يستغرب ولا يستهجن، لكن ما يستغرب حقًّا هو تلك الحماقات التي يرتكبها العقلاء، وقد يقال: كيف يجرؤ العاقل على ركوب حماقة ما ووصفه بالعقل يقتضي اجتنابه ذلك واحتراسه من مقارفته أيما احتراس؟ والحق أن العقلاء ليسوا بمعصومين من ذلك، وإنما الامر نسبي، فمن أكثر من الحماقات تحول من حزب العقلاء إلى حزب الحمقى، وإلا فهو بوصف العقل حري قمين، غير أن خطورة حماقات العقلاء تكمن في أنها تروج على كثيرين ويخفى أمرها فلا يتنبه لها، وتضيع وسط الزحام فتمر مرور الكرام بلا حساب ولا عتاب, كما أنها في كثير من الأحيان تفوق في ضررها وشؤمها حماقات الحمقى وطوّام المغفلين!.
قبل نهاية العام 2004 نشرت وول ستريت جورنال نتائج أول استطلاع عالمي للإيمان والإلحاد، ورغم أن الاستطلاع كشف عن حقائق شديدة الأهمية لفهم الدور المتنامي الذي يلعبه الدين في الساسة الدولية إلا أن مجرد إجرائه يظل تحولًا تاريخيًّا جديرًا بالتوقف عنده، فمنذ الثورة الفرنسية والقسم الأكبر من النخب السياسية والثقافية في العالم يعتبر الفصل بين الدين والسياسة حقيقة من الحقائق المستقرة التي لم تعد تقبل الجدل.