عندما وضع ابن خلدون أسس علم الاجتماع وضع – دون أن يدري – أسس "علم المستقبليات"، فمحاولة تجريد قواعد للعمران البشري كانت تعني بالضرورة اضطراد بعضها على نحو يتسم يقدر من الثبات، ومع الوصول لقوانين من هذا النوع يصبح التوقع في مداه القريب والاستشراف في مداه البعيد متاحًا. وبقدر ما تعد السياسة مواءمة بين متعارضات ومفاوضة بين خصوم يعد "التخطيط السياسي" للمستقبل مسعى للتحكم في العوامل التي تتفاعل على نحو حر لو تركت دون تدخل، وهنا نصبح أمام سبيكة من الإدراك الواقعي والخيال المحسوب والطموح إلى استباق الآتي.
لا شيء يبدو في الأفق القريب أو البعيد يستطيع حمل ولو قليلٍ من رذاذ الأمل، شبه المفقود لبقية الشعوب العربية التي ابتليت من غير أن تدري بحكم غريب الأطوار، غريب البنية، موبوء بفيروسات أيديزية، بعد أن ظنت نفسها هذه الشعوب المستضعفة قد حطمت قيود الاستغلال، واستنشقت عبير الحرية، بزحزحة آخر جندي من جنود الاحتلال، خارج الديار العربية. كما لا شيئ يعبر عن استقامة الأوضاع العامة لهذه الشعوب العربية رغم تبني "حكومة العالم"الشرطي "أمريكا" لمشروع الإصلاح الكبير داخل بيت الأنظمة العربية، و الذي تنكر لهذا الإصلاح زعماء العرب، وعدّوه إلى وقت قريب جدا ترفا فكريا، و أحلام يقظة تتلهى فقط بها الشعوب العاطلة والمقعدة.
كنت من أوائل من تعاملوا مع الهاتف الجوّال في العالم العربي، بالتحديد كنت ضمن أول عشرة مقيمين في الوطن العربي يستخدمون الهاتف الجوال، وليس مرد ذلك فقط لأنني إنسان متحضر وبحاجة إلى وسيلة اتصال مضمونة ومأمونة لمتابعة موقف استثماراتي وأرصدتي في الخارج، ولكن لأنني كنت موظفا في شركة اتصالات قطر،
قد يكون ما أقدمت عليه فرنسا مؤخرا من اعتراف رسمي بمجوعة كبيرة من الخونة الذين قدموا يد العون والمساعدة للجيش الفرنسي في حربه القذرة ضد الشعب الجزائري،وضد القضية الجزائرية التاريخية العادلة،هو عين الصواب من الناحية المنطقية الفرنسية،وقد لا يعني أحد من خارج فرنسا،فهذه مسألة فرنسية داخلية بحتة،تخص الفرنسيين لوحدهم.كما تخص المستفيدين من هذا الاعتراف وهذا التبجيل البطولي
ودَّع العالم الإسلامي الأسبوع الماضي فقيدين كريمين من رجالاته المعدودين، لهما في سِفْرِ المجد صحائف نورانيَّة تعبق بطيب الصنيعة ونفح العطاء، وحري بنا أن نستذكر في هذه المقالة شذورًا من مناقبهما العطرة, أولهما: الزعيم الشيشانيُّ أصلان مسخادوف الذي اغتيل على يد قوات روسية خاصة بعد أن رصدت لرأسه مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، ولد الفقيد عام 1951 في جمهورية كازخستان فقد رحَّل الطاغية ستالين الشعب الشيشانيَّ من دياره العام 1944، وعاد مسخادوف مع وَالِدَيْهِ إلى بلده في سن السادسة، وتدرج في المراتب العسكرية للجيش السوفياتيِّ حتى بلغ رتبة عقيد في سلاح المدفعيَّة عام 1991....
عبارة موحية تلك التي وردت في تقرير الصحافية رندة تقي الدين (الحياة 21/ 2/ 2005) منسوبة إلى الشّهيد رفيق الحريري إذ يشبه لبنان بأوكرانيا قائلا إنّ: "أوكرانيا ليست أهم من لبنان والرئيس بشار الأسد ليس أقوى من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالنسبة إلى الأسرة الدولية التي تريد انتخابات حرّة في لبنان".