تعريف المصطلح :
الترقيم وضع رموز مخصصة في أثناء الكتابة ؛ لتعيين مواقع فصل الجمل ، وتقسيم العبارات ؛ لبيان مواقع الموقف ، والابتداء ، وأنواع النبرات الصوتية ، والأغراض الكلامية في أثناء القراءة .
وتوضيح مواضع العلامات السابقة يتأتى في العرض التالي :
1 ـ الفاصلة ( ، ) :
الغرض منها أن يسكت القارئ عندها سكتة خفيفة ؛ ليميز بعض أجزاء الكلام عن بعضه ، ومواضعها هي :
ـ بين الجمل التي يتركب من مجموعها كلام تام ، مثل : إن محمدا طالب نبيل : لا يؤذي أحدا ، ولا يكذب في كلامه ، ولا يقصر في دروسه .
ـ بين الكلمات المفردة المتصلة بكلمات أخرى تجعلها شبيهة بالجملة في طولها وبعبارة أخرى بين المفردات المعطوف بعضها على بعض ، مثل : ما خاب عامل صادق ، ولا تلميذ عامل بنصائح والديه ومعلميه .
ـ بين أنواع الشيء وأقسامه ، مثل : فصول السنة أربعة : الربيع ، والصيف ، والخريف ، والشتاء .
ـ بعد لفظ المنادى ، مثل : يا طارق ، أحضر الكتاب .
ـ قبل ألفاظ البدل إذا أريد التنبيه لها ، مثل : إن هذا الشهر ، شهر رمضان ، ملئ بالخير والبركة .
ـ بعد أحرف الجواب ، مثل : نعم ، زرت بيت الله .
ـ بين الشرط والجزاء .
لقد كانت الفلسفة الهندوسية والأدب الكلاسيكي في الهند يُكتبان باللغة السنسكريتية والتي كانت قد أُهملت منذ زمن طويل، ولكنها عاشت لتكون لغة للعلماء الذين لا تربطهم لغة مشتركة أخرى. ولما كانت هذه اللغة الأدبية بعيدة الاتصال بحياة الأمة، فقد أصبحت نموذجاً يُحتذي به لمن أراد أن يكون اسكولائي التفكير أو مهذب اللسان. وفي حوالي القرن الخامس قبل الميلاد استطاع عامة الناس في شمال الهند أن يحرروا السنسكريتية إلى براكريتية، فأصبحت اللغة البراكريتية حيناً من الدهر لغة البوذية والجانتية. ولبثت كذلك حتى تطورت بدورها إلى اللغة الباليّة التي كُتب بها أقدم ما هبط إلينا من الأدب البوذي، وفي نهايات القرن العاشر الميلادي كان قد تولّد عن هذه اللغات التي شهدتها الهند لهجات مختلفة كان أهمها اللغة الهندية، ثم ولدت هذه اللغة بدورها في القرن الثاني عشر الميلادي اللغة الهندستانية "الهندو" التي باتت لغة الشمال، وأخيراً جاء الفاتحون المسلمون وملاأوا الهندستانية بألفاظ فارسية فكونوا بذلك لهجة جديدة هي اللهجة الأردية؛ وهذه كلها لغات هندية جرمانية انحصرت في الهندستان (شمال الهند). أما الدكن في الجنوب فقد احتفظت بلغاتها الدرافيدية القديمة وهي "التاميل" و"التلجو" و"الكانارية" و"الملايالام".
لا أدري من أين أبدأ بالحديث عن عالم شاب نهض بمستقبل أمة، إنه أحمد زويل الحائز على نوبل للكيمياء عام 1999، وعنوان مقالتي آخر الفراعنة هو لقب أسبغه عليه أحد أساتذته ومجايليه في جامعة كالتك في الولايات المتحدة الأمريكية، فرغت للتو من قراءة كتابه الأثيـــر (عصر العلم) وفي نفسي أشياء كثيرة تمنيت أن أستطيع سكبها على الورق، ولكنها كثيرة جدا وإن ادّعيت إحصاءها فلن أكون منصفا لقامة علمية مثل زويل.. وقبل ذلك لا بد من الإشارة إلى كتاب آخر لأحد الفراعنة من أساتذة زويل وهو الدكتور طه حسين الذي ما وجدت معلومات دقيقة عن شخصه وعلمه وفكره وفلسفته وميوله مثل ما وجدتها في كتاب (معك) لزوجته سوزان الفرنسية الأصل المسيحية المذهب المصرية الإقامة والممات أيضا.. كانت لغة سوزان أقرب للأدب بوصفها قارئة لزوجها عندما كان يدرس في مونبلييه في فرنسا، فقد قرأت إعلانا في الصحف للبحث عن موظفة مرافقة لكفيف فاختارت الدرب دون أن تعلم نهايته من أنها ستقترن بقامة أدبية أخرى بحجم مصر آنذاك.. سأحاول جاهدا أن أعقد مقارنة بين الكتابين أي بين حياتي قطبين مصريين وهرمين كبيرين ملآ الدنيا أدبا وعلما، بيد أن التلميذ حاز على نوبل وخدمته الظروف بينما اكتفى الأستاذ بلقب عميد الأدب العربي.
في ذلك اليوم الصيفي، حيث وصلت الكآبة حدَّها الأقصى، استيقظت بثقل وجعلتُ أتأمّل النقوش على حاشية السقف في غرفتي في الفندق. كانت تلك طريقتي للتهرب من اليوم الممل الذي ينتظرني في رحلة إلى مدينة عربية استهلاكية لا تناسبني، ولا يهم ذكر اسمها هنا.
رنوت إلى السقف، "زخرفة إسلامية"، قلت لنفسي. نفسي الضجِرة التي كانت تبحث عن طريقة تمضي بها الوقت. وبدأت حفلة الأسئلة في رأسي!
- عزيزتي نفسي، كيف ولدت الزخرفة الإسلامية؟
- من أبوين مسلمين!
- لا، لا، هذا ليس أوان الاستظراف! كيف يمكنك الهزل في ظرف كئيب كهذا؟
كثيرًا ما نسمع عن أنصاف الحلول، وأنصاف الرجال، وأنصاف العقول، وأنصاف المتعلمين وسواها من أين جاءت تلك التسمية؟ لقد جاءت من التلكؤ في إتمام أي مهمة وقبل نضوج أي ثمرة فتجد عدداً من الناس يقول لك: قرأت نصف كتاب وتركته، وآخر يقول لك: سرت إلى مقابلة في فرصة وظيفية بشركة محترمة وفي نصف الطريق رجعت، وآخر يقول لك: ذهبت للاعتذار من صديق عزيز وفي نصف الطريق عدلت عن رأيي وقلت أتواصل معه من خلال الوتساب، ولم يحصل شيء من ذلك، وآخر يقول لك: دائما أصلي مع جماعة المسجد خلف الإمام ولكنني ألتحق بهم وقد مضى نصف الصلاة، إنه متأخر إلى حد النصف، وقد فاته الكثير وأولها تكبيرة الإحرام، وقول آخر درست السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية وقبل الامتحان النصفي قررت أن أؤجل الموضوع، وكيف حالك يا فلان؟ يجيب: نصف ونصف، ويمدح أحدهم علاجاً ما ولكن يقول أخذت نصفه وشعرت بالتحسن وتركت باقي الدواء رغم أن الطبيب كتب لي أخذه طيلة أسبوع كامل. وآخر يقول لك درست في معهد لتعلم اللغة الإنجليزية وقبل الاختبار انسحبت ويصطنع عذراً واهياً حال دون إكمال الامتحان والبدء بمستوى جديد من عملية التعلم. وهذه تسمى القناعة الزائفة أو التقاعد المبكر عن الأداء. وهي أقرب ما تكون إلى الطبيب الذي لم يتخصص بل أفنى عدة سنوات من عمره في الطب العام ومن ثم اختار أيسر الطرق فصار طبيباً عاماً ولم يدخل حيز التخصص لينفع نفسه وينفع مرضاه.
تحدثت في مقالات سابقة عن عوامل تقدم مجتمعات ومؤسسات عامة من وجود فريق للعمل ومن سيادة قيمة المؤسسية، ومن العمل على تطبيق إدارة المعرفة، ومن سيادة الأخلاق، ومن وجود تخطيط استراتيجي ناجح مقترن بتخطيط تشغيلي، ويأتي هذا المقال لاستكمال أسباب تقدم مجتمعات ومؤسسات عامة؛ وذلك بالحديث عن عامل سادس مهم للتقدم، ألا وهو التصنيع الفعال والكفء Effective & Efficient Industrialization؛ فالمجتمعات الصناعية والاقتصاديات الصناعية هي الأكثر تقدما؛ حيث لا تكون أقل عرضة للتقلبات العالمية التي تؤثر بشدة على الاقتصاديات الخدمية التي تقدم خدمات من سياحة ونقل وتجارة وعلى الاقتصاديات الريعية التي تعتمد على مصدر واحد للدخل غالبا ما يكون مصدرا طبيعيا ليس بحاجة إلى آليات معقدة للإنتاج.
ويعني التصنيع الفعال Effective Industrialization تحقيق النتائج المستهدفة من خلال عملية التصنيع؛ وهي بالترتيب، كما يلي:
1- زيادة عدد المصانع في حاجات الاستهلاك المحلي؛ وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ أي إشباع حاجات الاستهلاك المحلي؛ بما يؤدي إلى تقليل الواردات من أجل الاستهلاك المحلي؛ وذلك ل أولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الخارج؛ أي تفليل الواردات إلى أقل قدر ممكن؛ بما يعني تحسن الميزان التجاري وزيادة قيمة العملة الوطنية.
2- بعد إشباع حاجات السوق المحلي؛ يبدأ التصدير، وهو يأتي كأولوية ثانية؛ لتحسين الميزان التجاري، وجلب العملات الأجنبية، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي؛ وزيادة قيمة العملة الوطنية.
بينما يعني التصنيع الكفء Efficient Industrialization تحقيق النتائج المستهدفة بأقل تكلفة ممكنة وبأعلى جودة ممكنة، وهو يعني ما يلي:
1- تقديم منتجات محلية رخيصة الثمن بالنسبة لنظيراتها من المنتجات الأجنبية المستوردة؛ فليس من المعقول أن نجد سعر سلعة مستوردة ذات تكاليف نقل عالية تساوي سعر سلعة محلية ذات تكاليف نقل منخفضة، وهنا يجب أن يتم مقارنة أسعار السلع بعد خصم تكاليف النقل لكل منها؛ حتى نستطيع الوقوف فعلا على السعر الأقل.
2- تقديم منتجات محلية ذات جودة معقولة ومقبولة في البداية؛ ثم زيادة هذه الجودة في المراحل التالية للإنتاج؛ لكي تصبح مناظرة لجودة المنتجات الأجنبية الأعلى جودة في العالم؛ وهنا يتم التأكيد على أن هذه الجودة المعقولة والمقبولة التي تمثل الحد الأدنى للمنتجات المحلية تعني عدم الإضرار بصحة وأمان وسلامة الإنسان أو البيئة بأي شكل، فالحديث عن جودة معقولة ومقبولة أقل من جودة المنتجات الأجنبية ذات الجودة العالية؛ يعني وجود مميزات أقل في المنتج المحلي عن الأجنبي في البداية فقط، ولا يعني وجود أضرار لهذا المنتج المحلي على سلامة وصحة وأمان الإنسان والبيئة بأي درجة من الدرجات.
وفي النهاية لتحقيق الفعالية Effectiveness والكفاءة Efficiency المطلوبة في عملية التصنيع للوصول إلى التقدم المنشود على ما تم إيضاحه أعلاه؛ يتطلب الأمر ما يلي:
1- وجود مصانع تعمل بكامل طاقتها وبكفاءة وتقنية عالية وتضع معايير السلامة والصحة والأمان نصب عينها وفي كل مراحل وعمليات الإنتاج.
2- وجود مؤسسات حكومية وغير حكومية لمراقبة جودة المنتجات المحلية وتطبيق معايير السلامة والصحة والأمان لهذه المنتجات.
3-وجود قانون صارم يتضمن عقوبات غليظة جدا على المصانع المخالفة تشمل الإغلاق والحبس والغرامة.
4- وجود قضاء ناجز لتوقيع هذه العقوبات الصارمة على المصانع المخالفة.
5- وجود أجهزة تنفيذية فعالة وذات كفاءة عالية لتطبيق هذه العقوبات.
الصفحة 25 من 433