يدندنون على موّال الطاقة الإيجابية؛ السعادة؛ الأمل؛ كُن جميلًا وابتسم، ويحاربون مشاعرَ الحَزن بكلّ ما أوتوا من قوةٍ.
كلّ كتب تطوير الذات ودورات التنمية البشرية؛ تحث على استجداء مشاعر الفرح والتفاؤل، وقد استهلكت عبارات الأملِ والعيش بسلام.
لكن، لم يعرّج أحدٌ علىٰ أنّ من أهم أسباب الإحباط والشعور السلبي؛ هو مبالغتنا في التفاؤل، مُكابرتنا على مشاعر القلق، ادعاءاتنا اللامتناهية على أنّنا لن نستسلم للضيق وإن كسرنا وأُحبِطنا وفشلنا.
لم يدر بمخيلتي أنني سأكتب عن بداية العام الهجري الجديد ولا الميلادي عندما يدخل لأنني باختصار شديد أرى أنه كسائر الأيام ولا فرق بين اليوم والأمس إن لم تزدد فيه علماً أو أجراً أو عملاً أو مالاً، ولكن رسائل الواتساب التي أمطرنا بها الأحبة حفزت مخيلتي للكتابة وكانت الشرارة الأولى التي قدحت في ذهني عندما فتحت هاتفي هذا الصباح.
وأكثر ما يؤلمني حال أولئك الذين يضعون خططاً طويلة الأمد ثم لا يلتزمون بتطبيق أسبوع منها، ولا عيب في التخطيط بالعكس هو الأفضل والأجدى في حفظ الوقت وعدم تزجيته فيما لا طائل منه:
الوقت أنفَس ما عُنيت بحفظه وأراه أهون ما عليك يضيعُ
تعد ظاهرة الوهج القطبي Aurora من أقدم الظواهر الجوية التي شاهدها الإنسان. وقد ظهرت العديد من التفسيرات لها كان قسم من تلك التفسيرات خياليا. ومن أجل أن نسلط الضوء على تلك الظاهرة وتفسيرها لا بد لنا أن نستعرض أولا ماهية الغلاف الجوي.
الوهج القطبي Aurora
إن كوكب الأرض محاط بغلاف جوي (يتكون من غازات، بخار ماء، هباء جوي) يمتد إلى آلاف الكيلومترات مشكلا السماء التي نراها، ونتيجة للتوازن بين قوة جذب الأرض على الغلاف الجوي وقوة اندفاع الهواء باتجاه الفضاء الخارجي يبقى الغلاف الجوي محيطا الأرض والسماء مرفوعة، وصدق الله العظيم الذي يقول في كتابه الكريم (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) سورة الرعد/2. ونظرا لاختلاف مكونات الغلاف الجوي من سطح الأرض إلى الفضاء الخارجي وفي درجة الحرارة فقد قررت منظمة الأنواء الجوية WMO تقسيم الغلاف الجوي كما هو مبين في صورة المقطع الرأسي للغلاف الجوي إلى أربع طبقات وهي:
1- طبقة الغلاف الجوي المضطرب Troposphere
2- طبقة الغلاف الجوي المستقر Stratosphere
3- طبقة الغلاف الجوي الوسطى Mesosphere
4- طبقة الغلاف الجوي الحرارية Thermosphere
بسم الله الرحمن الرحيم "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" سورة القصص: آية (7).
كيف يمكن لحسابات بشرية أن تستوعب أنه إذا خافت أم على ابنها أن تلقيه في النهر؛ لينجيه الله تعالى ويرده إلى أمه، ويجعله من الرسل، ولكنها حسابات إلهية تعجز عنها حسابات البشر.
وفي حسابات البشر
1-1 = صفر
1 + 1 = 2
لا تستغرب أيها الطبيب القارئ لهذه الرسالة، فعنوانها (الأبيض) لا ينفي حزننا وشقاء بعضنا من بعضكم.. وإن كان الشقاء يشفع له عطاؤكم وإنجازاتكم العظيمة في تخفيف آلام كثير من المرضى، لكن هذا لا يمكن أن نرى دمعة الحزن فيمن كان مصابه نتيجة خطأ، من بعضكم حيناً، أو إهمال وتسرع وعدم اكتراث من بعضكم الآخر، وإن كانوا قلة ولله الحمد والمنة.. ولا تحسب أيها الطبيب القارئ أنك على العموم متهم ما دمت طبيباً، ومن منا لا يخطئ، لكني أتحدث عن الخطأ الواقع لأسباب لا يمكن أن يقبلها عقل عاقل، ولا فهم فاهم.أنت تعمل أيها الطبيب الشهم مقدار ما تخلفه من فرحة وسعادة في قلوب الناس الذين يشفيهم الله على يديك.. لكن هل تعلم في المقابل مقدار الحزن الذي تورثه لمن يقع ضحية بين يدي بعض زملائك.. لا تقل إن في هذا الكلام تجنياً عليهم.. لا وربي.. ولست أنا من يحب التجني، وقد سمعت يوماً من طبيب مشهور قولاً مثل قولي، ورأياً مثل رأيي.. حتى في نفسه.. ودون أن ننسى فضل الأطباء على الناس، لكننا في المقابل لا بد أن نذكر أن أطباء اليوم لا يتنافسون على دخول كليات الطب من أجل الإنسانية، لكن باعتبارها كليات النخبة التي تضمن لصاحبها مالاً وفيراً ومقاماً رفيعاً.. وما من أب وأم اليوم - إلا من رحم ربي - يشجعان أبناءهما على دراسة الطب ويدفعانهم فقط ليكرسوا أنفسهم خدمة للبشرية جمعاء، وكل الناس - إلا ما ندر منهم – يؤملون أنفسهم بالثوب الأبيض كمهنة إنسانية، لكننا أيها الطبيب ما عدنا نجد ذلك في معظم الأحيان، فالطب بات كسائر المهن، كلما دفع المريض أكثر كلما نال من العناية أكثر، ولا يخفى على الناس كما تذكر الصحافة في بعض البلاد وفاة مريض على باب الطوارئ لأنه لا يملك دفعة على الحساب، ومن ذلك ولادة حامل على رصيف مستشفى رفض استقبالها..
عرضت سورة هود في موضوعها القصصي العام؛ الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية الفاسدة، في القرى القديمة التي أهلكها الله، بعد تحذير مجتمعاتها مما هم فيه من فساد في الفكر، وانحراف في السلوك، وإقبال على الترف والطغيان، وإنكار للبعث، وإعراض عن الحق، وبالمقارنة بين هذه الظواهر المذمومة المعروضة في السورة، وبين المبادئ التي تقوم عليها العلمانية؛ نجد تقاربا كبيرا، لذلك يمكن اعتبار موضوع السورة أكبر من يشخص النظام العلماني، ويبين الأسس التي يقوم عليها وينقضها، وينقض كل ما يقوم عليه هذا النظام من مبادئ فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية، فهذه السورة أكثر سورة في القرآن تشخيصا للعلمانية، ومظاهرها العامة، ومقرراتها المعلنة، وقواعدها المتحكمة في المجتمعات.
الصفحة 21 من 433