يمكن القول بأن تقويم البرامج العامة والمحلية هو حجر الزاوية في أداء الإدارة العامة والمحلية وتطوير هذا الأداء، بيد أن العديد من وحدات الإدارة العامة والمحلية العربية تعاني في الأغلب الأعم من مشكلات رئيسية في إجراء تقويم علمي فعال للبرامج العامة والمحلية، ولوحظ أن هذه المشكلات قد تعود بالأساس إلى عدم وجود إدراك بالقدر المنشود لدى الكثير من العاملين في الإدارة العامة والمحلية لمفهوم التقويم العلمي وأسسه وآلياته؛ ومن ثم يجدر بنا في هذا المقال محاولة إلقاء الضوء بشكل سريع على الإطار المفاهيمي لتقويم البرامج العامة والمحلية.
بداية فإن التقويم في اللغة (حسبما جاء في معجم المصطلحات الفقهية، والمعجم الوسيط، والمعجم الرائد، وغيرها من المعاجم) لها عدة معان، منها: أحسن تقويم (أكمل تعديل وأحسن صورة)، وتقويم النصاب (وضع قيمة له)، وتقويم السنين (حساب الزمن بالأيام والشهور)، وتقويم البلدان (تعيين مواقعها وبيان ظواهرها)، وتقويم السلعة (تحديد البدل العادل عنها)، وتقويم النقود (إعادتها إلى قيمتها الأصلية)، وتقويم الأسنان (إصلاح إعوجاجها)، وتقويم السلوك (تعديله).
تمرُّ الشهور والثواني، ومعها الفرصُ والأماني، في كل لحظةٍ في الحياة هناك ملايين الحوافز التي تجعل من الشابِّ شخصًا فاعلًا مؤثرًا في مجتمعه، فقبل أن تأتيهِ الفرصة؛ يترقَّبُها ترقُّب القناص للفريسة، ويبادرُ لها ليطلبها، ويهيئ الظروف لتمشي معه بمرونته، ثم هو يصنعُ الحدث ليكونَ محطَّ الأنظار من الآخرين دون أن يناديهم.
فهذا أحمد طالبٌ مُستجد بعد أن أنهى محاضراته الجامعية؛ نوى أن يصليَّ الظهر، فبحث عن مصلى فلم يجد - فلم يكن ذلك مبررًا لتأخير الصلاة -، فبادر، وصلى لوحده في ساحة الجامعة، فإذا بالطلاب والأساتذة ينظرون إليه وإلى تصرفه، فبعضهم مستغرب وبعضهم مستهزئ، فلم يزدهُ ذلك إلا إصرارًا حتى أنهى صلاته، وفي اليوم التالي كرَّر نفس الفعل، فرآه أحد عمال الجامعة فذهب وصلى معه جماعة، ثم جاء طالبان وصليا معهما، وهكذا أصبحت ساحة الجامعة مصلى للطلاب، ويومًا بعد يوم تكثر جماعة الصلاة وإمامهم الطالب أحمد، وحينها علم عميد الكلية بذلك؛ غضب، واستدعى أحمد وسأله عما يفعله ؟ فرد عليه أحمد بكلِّ شجاعة وثقة: "بحثتُ عن مسجد في الكلية فلم أجد فصليت في الساحة فاجتمع الناس وصلّوا معي، ولو كان هناك مسجدًا لصلينا فيه بدلًا من الساحة"، ففهم العميد الموضوع ووعد أحمد بأنه سيبني لهم مسجدًا ليصلوا فيه، وبعد أيام انتشرت هذه القصة بين كليات الجامعة، وقام طلاب الكليات يطالبون بإنشاء مسجد في كلياتهم، وبالفعل تم تلبية ذلك الطلب وتم بناء مساجد في كليات الجامعة، وكل ذلك بفضل الله ثم بمبادرة من؟ إنها بمبادرة الطالب أحمد، وقد كسب أجر جميع من يصلي في تلك المساجد إلى يومنا هذا، كما أصبح قدوة حسنة للآخرين إلى يومنا هذا.
تمهيد
ليست الكتابة عن “الطيب صالح” بالشيء الهين أو اليسير، هذي قلعة عالية الأسوار، منيعة الجدارن. لا يبرز لها المغامر برماح قصار أو أسياف عقار، إلا أن يكون رأس الغنم عنده، تقريض الخصم، قَعيرُ الرأي أحسنه – كما هو حالنا هنا- أما الكسب فهذا أبعد من أن تهذي به أقلامنا.
من “كرمكول” بل من دبة “الفقراء” برزت عبقرية عربية – أفريقية فذة، بزت الأقران، وبلغت في عتبات الرّواية والأقصوصة وفن السير حد الجمال والإتقان، فحازت بذلك الامتنان والعرفان من كل منصف وعارف بأصول الحرفة، وأغراض المهنة.
“الطيب صالح”: (1928- 2009) ذلك السّوداني النّموذجي في هيئته وتواضعه ولباسه وثقافته الواسعة، والإستثنائي في عبقريته وإبداعه وشخصه. إنّ الحديثَ عن “الطّيب صالح” .. ليس حديثًا عن شخص بعينه .. ولكنه ذلك التّوصيف لنتاج تمازج مذاهب الثّقافة الإنسانيّة بشرقها وغربها، شمالها وجنوبها. وإذا كان من غير الممكن أن نبدأ مقالة ما، عن “الطيب” من غير هذا التّمهيد المتواضع عنه .. كذلك يكون الأمر عند الحديث عن الكاتب النّمساوي – الألماني الكبير “روبرت موزيل”: (1880- 1942)، الذي ولد بمدينة “كلاكنفورت” النّمساويّة.
من الظواهر التي تبعث الأسى في مجتمعنا الإسلامي نشاط المتخيل الجمعي المذهبي في تشكيل صور نمطية تحمل عناصر الضدية للآخر فتفرض ذاتها على الذاكرة الجمعية بثقل الشغف لا تهتم بها إن كانت صائبة أو خاطئة فتحل الصورة محل الواقع وتندرج ضمن سياق الصراع على المواقع والمصالح والرموز، وهو صراع يحركه رجال يدعون الدين وينفذه جنود وإعلام دعائي تهويلي مكرور، أو يحركه ويحرسه بهلوان الساسة من أجل تلك المصالح؛ فتتمدد رموز وشخصيات من الماضي البعيد أو الحاضر المرهون للماضي بالصور المضادة للحقيقة على الاختلافات والمتناقضات تؤكد مشاعر النفور والاستبعاد ومن ثم اللجوء للعنف.
يملك الشباب طاقة كبيرة في القدرة على العمل، والإنجاز، وتحمل الضغوط، ومواجهة الصعاب والتحديات، ونرى في واقعنا المعاصر همة الشباب وسواعدهم تسهم في تنفيذ وتطوير العمل الخيري والتطوعي، مما أدى إلى نقلة نوعية في هذا المجال فبدءًا بإدارة وتخطيط العمل، أصبحت المؤسسات الخيرية والفرق التطوعية التي يديرها الشباب تعمل وفق خطة إستراتيجية، تحتوي على رؤية، ورسالة، وأهداف واضحة، تواكب العصر. ثم تقييم الانجازات والمشاريع بشكل دوري، وكذلك على المستوى الإعلامي حيث توسع العمل الخيري فأصبح هناك قسم خاص بالعلاقات العامة يعمل على بناء جسور التواصل مع المؤسسات الحكومية والخاصة والخيرية والأفراد، كما ابتكر الشباب قسم تسويق المشاريع الخيري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والهدايا الإبداعية التي يقدمونها للمتبرعين، وكذلك عملية الانتساب للجمعيات الخيرية والفرق التطوعية أصبحت سهلة في ظل وجود شباب واع يؤمن بالطاقات البشرية والتخصصات العلمية، حتى من أراد أن ينشأ مشروعًا أو فريقًا خيريًّا أصبح بإمكانه عمل ذلك بكل سهولة من خلال اختيار أعضاء الفريق بشبكة الإنترنت أو الملتقيات والمعارض الشبابية، كذلك وسائل التواصل الاجتماعي أعطت اليوم فرصة للشباب للتواصل فيما بينهم لتنفيذ المشاريع الخيرية، وحضور الاجتماعات، وقراءة المقترحات، حتى وصول المعلومة أصبحت اليوم سهلة للشباب، وهنا لا بد من الإشادة بالدور الكبير والمهم الذي يقوم به المركز الدولي للبحوث والدراسات (مداد) حيث يختص بالعمل الخيري ونشر كل ما يتعلق في هذا المجال، ويرى القارئ الكريم التطور الواسع للعمل الخيري والتطوعي، في ظل إدارة الشباب وحضورهم المخلص في هذا العمل الخيري المبارك.
واليوم نرفع نداء عاجلًا إلى باقي الشباب الفاعل الذي لم ينخرط بالعمل الخيري: أن العمل الخيري والتطوعي أصبح من أهم القطاعات، والذي تقاس به نهضة الأمم وتقدمها؛ لما فيه من وفرة وآثار اجتماعية واقتصادية وسياسية؛ فحريٌّ أن يكون لكم بصمة خيرية واضحة في مشروع أو فريق يخدم المجتمع بأحد المجالات المتعددة.
التدقيق اللغوي: سماح الوهيبي.
إذا أردنا أن نصف المسرح التجريبي فلن نصل إلى مصطلح جامع مانع لتعريفه، لكننا من خلال ماتفضل به المسرحيون من ثرثرة طوال العقود الماضية قد نحدد ـ كلٌّ من وجهة نظره ـ مفهومًا ينطلق منه إلى ساحة الجدل حول المسرح التجريبي، وأعتقد أن تفكيك هذا المصطلح خطأ فادح يرتكبه من يريد الوصول إلى تعريفه؛ لأنه بكل بساطة سبق توصيف الحالة ولم يأت بعدها.
لقد ذهب الكثير من المسرحيين الأساتذة والزملاء والمجتهدين إلى تكوين صورٍ ذهنيةٍ متناقضةٍ ومتقاطعةٍ حول مفهوم المسرح التجريبي مما أربك العمل تحت مظلة هذا النوع، وتفاقمت الإشكالية بتشويهٍ خَلقي نفَّر المتلقي وصنع فجوة معه وكاد يُفقِدُ مسرحَنا ركنًا هامًّا في العملية المسرحية وهو الجمهور.
الصفحة 71 من 433