يروج أنصار تكنولوجيا النانو بشكل متزايد إلى أنه يمكن وصفها بتكنولوجيا النانو "الخضراء"، والتي سيكون من شأنها تحسين الأداء البيئي للصناعات القائمة، وستحدّ إلى قدر كبير من استهلاكنا للموارد والطاقة، وبالتالي ستسمح لنا بتحقيق التوسع الاقتصادي الحميد بيئيًا. ولكن على صعيد آخر، يظن آخرون أن تكنولوجيا النانو ستزيد من التوسع في استهلاك الموارد والطاقة، وستزيد من التلوث والانبعاثات والنفايات، بل ستضيف مجموعة جديدة متكاملة سيكون لها مخاطر بيئية خطيرة.
التشكيك:
أنصار تكنولوجيا النانو على ثقة بأن تكنولوجيا النانو سوف تحل مشاكل التلوث، ومشاكل ندرة المياه وتلوثها، وتقلل الانبعاثات التي تسبب فوضى المناخ. ولكن فشل كثير من الصناعات السابقة لتكنولوجيا النانو خلقت حالة من التشكك، حيث يُظهر التاريخ أن العديد من التقنيات السابقة التي طرحت والتي سبقتها ووعدت بمكاسب الكفاءة فشلت في أن تكون متصالحة بيئيًا، هذا الأمر يدفعنا لتبني الرأي الذي يقول: بأنه ينبغي أن تُعامل الحلول التي ستقدمها تكنولوجيا النانو بقدر كبير من الحذر؛ حيث أن تجربتنا حتى الآن مع هذه التكنولوجيا تشير إلى أن الصناعة النانوية لا تزال تسعى لوضع الأرباح على المدى القصير قبل سلامة البيئة.
بذرة وُجدت في تربة، رَبَت مريضة من أخلاط مياه ورفعت عودًا رقيقًا هينًا تعلن به حياة ضعيفة، لكن الجذور الغضة أحست بماء لؤلؤي غني طيب ينساب بين الأخلاط ويدنو ثم يغمرها ويصل قلبها فاستعذبته وانتفضت تعوض ما فاتها. انتشى العود واخضر وأضحى شجيرة تعجب الناظرين. لكن الحال تبدلت بغتة بعدما ألفتها الشجيرة. هبت ريح جافة من كل صوب واغبرّ الجو. تشققت الأرض وتجافت عن الجذع والجذور وانقطع الماء العذب وبقيت الأخلاط. تعاظمت المعاناة وتنكرت الحياة. خفتت نبضات الشجيرة في جنباتها متعللة بمياه منفرة وهواء رديء، وتكلفت بجذعها وأفرعها وقلبها الصبر والصمود في ريح كاتمة قاسية تقتلع وتخرب وتجلب الغثاء. طال عهد السوء وذبلت الشجيرة وذهب لونها وظلها ووقف نموها فاستدقت أغصانها وسال دمعها علقمًا ملتهبًا من بين الشقوق والأجراح واستسلمت للموت. قاربت آخرُ ورقة السقوط وأوشك طائفُ الأجواء يقتل الشجرة ويمزق لحاءها ويغري بها الفؤوس.
تمهيد:
الثّقافات في تشكيل حياة النّاس وبالوصول إلى مناطقها الأعمق، تمنحهم هُوِيَّة محددة معترف عليها علنًا، وهي نفسها كيانات غير متجانسة. تُقدَم أنماط التّعبير الثّابتة في تاريخ شعب على أنها تشكل -عادةً- المرجع لوحدة جماعية متاحة، وكذلك بوصفها العاكس الأولي للمسافة المتحصلة من إمكانيات تعبيريّة معينة.
إلا أنه في تاريخها الَّذي أصبحت فيه ما هي عليه الآن كائنة، تفاعلت عوامل كثيرة بعضها متناقض، وبعضها نتج عن الكثير من البواعث المتضاربة. وليست فقط الأفكار الخاصة – بواعث تشكل وقوى صياغة الأمة - هي الّتي تكون ثقافتها، بل كذلك القوة المحضة وقوة القهر من الخارج، ولكن أيضاً في بعض الأحيان الإعجاب والحماس للثقافات الأخرى من قبل الشّعوب الأخرى كان يسجل في الثّقافات. فالثّقافات تنمو من غير مخططات، إنها لاتحمل فقط الأفكار الملهمة والأعمال الإبداعية، ولكن أيضاً النّدوب من أغلال الماضي؛ لصمت مغلوب على أمره ولمقاومة مشلولة. الثّقافات بناء متعدد الأصوات، وليس كل صوت له رنّة نقيّة، والثّقافات بهذا المعنى تكون عادة ثقافات مختلطة. الموضوع الخاص وأحياناً المشكلة الخاصة لهذا النّوع المختلط من الثّقافة، أن عناصر مهيمنة في هذا الخليط تكون قد وفدت من ثقافات أجنبية، وبالتالي قد جلبت معها طابعها الخاص. كيف يمكن - أو يمكن على الإطلاق- تشكيل هُوِيَّة ثقافيّة خاصة، إذا كانت الخصوصية نفسها ستكون محددة مع الدّخيل؟!
لا أعرف لماذا بدأتُ أملُّ الكتابة، وأصبحتُ أقصُرُ من الساعات التي أخلو بها مع نفسي، ربما لأسباب كثيرة لا سبيل لتفصيلها في هذا المقام، لكني على قناعة من أنّ الذين يكتبون بمداد الدم يُعْذَرون، فأنت أحيانا تكاد تفقد الصواب حتى وأنت في أتمّ هيئاته وقواعده، أو يُخيّلُ إليك أنك تفكر بعقل خاص، وإن لم يكن ذلك؛ فلماذا لا يشعر بقية البشر بما تشعر به أنت؟
كان صاحبنا المسكين ينتظر انتهاء صلاة الجمعة بفارغ الصبر، ليحمل سجادة قديمة، ويضعها على ناحية مدخل المسجد، ويقول:من أجل بناء مسجد يا إخوان، ويأتي بالأحاديث والآيات التي تُذكّر بفعل الخير. وهل الذي يدخلُ المسجد ويؤدي الصلاة ويعي عظمتها بحاجة إلى كل هذا التذكير يا شيخ؟ سامَحَكَ الله، فالخير أبوابه مفتوحة، دائمًا لا تُغلق! لكنّ أهله وما أدراك ما أهل الخير في هذا الزمان يا شيخ!
كنا ننتظر أن تقوم ثورة، أو أن يحدث شيء ما ليغير من الطريق التي كانت تسير فيه البلاد، وقامت ثورة يناير ففرحنا وهللنا وكبرنا وسجدنا فرحًا، وبدأ كل واحد منا يرسم في خياله شكل مصر الجديدة التي يردها. وبعد مناوشات وتحرشات بدأت الدولة تتحرك للأمام، ودارت عجلة الديمقراطية وجاءت الانتخابات البرلمانية (شعب وشورى) وكانت أول انتخابات نزيهة بنسبة كبيرة جدا بغض النظر عما شابها من بعض الأخطاء، بعدها جاءت الانتخابات الرئاسية وبعد قراءة كل برامج المرشحين قمت بالتصويت لأبو الفتوح وكنت معجبا ببرنامج العوا. وحينما سقط الاثنان في الجولة الأولى وصعد شفيق ومرسي للجولة النهائية قمت بمقاطعة الانتخابات.
تحولت الساحة السورية في الفترة الأخيرة إلى ثقب أسود يكاد يجرف دول المنطقة كلها إلى التورط في الصراع الدائر بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة، وقد تميز الصراع منذ بدايته بضراوته وظهور إمكانية توسعه وانتشاره وهدا ما حدث بالفعل بانجرار بعض الأطراف الإقليمية والجماعات المسلحة للمشاركة في العمليات القتالية سواء بدعم المعارضة والدعوة إلى تسليحها أو دعم الجيش النظامي، أي أن الأمر تعدى المساندة السياسية التقليدية إلى التحالف الاستراتيجي والمشاركة كطرف فاعل في الحرب الأهلية.
الصفحة 73 من 433