القطاع الثالث (tertiary sector) في الاقتصاد هو قطاع الخدمات التي تشمل التجارة؛ والتسويق؛ والبنوك؛ والاتصالات؛ والمواصلات؛ والعناية الصحية؛ والتعليم ... إلخ، حيث أن القطاع الأوّل هو قطاع الزراعة؛ والقطاع الثاني هو قطاع الصناعة؛ أما القطاع الثالث (tertiary sector)في إدارة شئون الدولة والمجتمع هو القطاع الذي يأتي بعد القطاعين العام والخاص؛ ويطلق عليه القطاع غير الربحي (Non Profit Sector) أو القطاع التطوعي (Voluntary Sector) أو القطاع الخيري (Charitable sector)، ونظرًا لهذه الطبيعة غير الربحية لهذا القطاع؛ فقد اصطلح على اعتبار إدارة مؤسسات القطاع الثالث فرعًا من علم الإدارة العامة وليس إدارة الأعمال.
غير طبعي أن امرءا راشدا يظل سنينا يطلب بقاءه، ويصطنع وجوده من الناس، ويبني كيانه على قبولهم وانصياعهم له كطفل مدلل، ثم لا يتوقف ولا يدع أحدا، ثم ينسب كل علم وفضل لنفسه مظهرا الاكتفاء والعبقرية بمغالطات ولغط وتلون واختيال! ولهذا جاءت عاقبته مخيفة في القرآن والحديث. ذاك هو المتكبر، لا يحسن الوقوف إلا على النظرات والكلمات والحركات التي تناسبه من الآخرين، ومن دونهم يبقى في قلق ووحشة ووسوسة، يبحث عن الناس ويلح وراءهم بكل وسيلة ظاهرة وخفية ليثبت وجوده ويشعر ببقائه، لا يطيق العيش يوما دونما استجداء شخصية وصفات وتقريظ من الناس، الحكم عنده مصلحته، ينافق ويتملق ويحتال أو يفارق ويسحق ويختال من أجل أن يكون ويبقى ويبرز، وليكن من بعد ذلك الطوفان لا يبالي على من.
حينما يبكي طفلك؛ خائفًا أو جائعًا أو متألمًا من أيّ شيءٍ كان؛ فإنّكَ تودّ لو أن تفتديه بكلّ ما تملك؛ فقط كي يزول عنه ذلك الألم الذي لم يتعدى الدقائق!
تخيّل طفلك هذا وقد سكن الرعب قلبه؛ متشرّدًا يفرّ من الموت؛ لا مأوى ولا ملجأ له؛ ولا قدرة لك في مساعدته، فيُباد من بطش العدو، حينها ماذا ستفعل؟ تخيّل؛ ترى أختك؛ مكسورة مجروحة؛ وقد هُتكت كرامتها وجُرحت براءتها، كنت تتمنى أن تموت ولا يُمَسّ شرفك؛ وقد مُسّ الآن حقًّا، حينها ما كنتَ تفعل؟ تخيّل أمك؛ زوجها شهيد؛ ابنها أسير؛ ابنتها مكسورة؛ طفلها جائع عليل، ترتجي عدوًّا فيضربها، حينها ما كنتَ تفعل؟
ليس هذا بحثًا تاريخيًا، ولكنه رصد لواقع مشين عند أهل الغرب عموماً، وتحسّب لمشكلات قادمة؛ حيث إنَّ الهند والصين في انتقالهما من مجتمعات أمية متخلفة إلى مجتمعات حضرية متعلمة تتبنيان الحضارة الغربية في الغالب، وتتحولان إلى الثقافة المسيحية، وتأخذان ما فيها من علم ومن خرافة. وما عند الغرب عن رسول الله صلى عليه وسلم ليس سوى خرافات عجيبة –إلا ما ندر- تعبّر عنها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة –التي ظهرت قبل سنوات في الدانمارك وغيرها- خير تعبير.
المتابع للأحداث السياسية وتطوراتها على مستوى المنطقة العربية او اقليميا او على المستوى الدولي يرى قيادات وشخصيات سياسية مختلفة المشارب والتوجهات لكنها تشترك – حاليا - في شيء واحد جميعها تبدو كلاعب بوكر سيء الطالع ، فنوع اخطائهم وسوء اختياراتهم هو الامر المشترك بينهم ويمكن ان نبدأ بكاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي يبدو انه اساء فهم المزاج العام للشارع البريطاني وراهن على تمرير مشروع ضربة عسكرية لسوريا على خلفية استعمال الاسد لأسلحة كيماوية ضد مدنيين ، ويبدو انه تناسى المقدمات المتشابهة بين هذه الحاله والتي سبقتها من وقوف بلير الى جانب بوش ودعمه سيء السمعة للحرب في العراق
يرفعني نظري متلهفًا؛ وتشدني رقبتي وخواطري فأسكن أترقبك أيها البدر العالي فأستبشر لبزوغ حاجبك ثم جفنك؛ وابتسم لظهور خدك، أنتشي وتبيَضّ أيامي عندما يكتمل وجهك في السماء، تذُر من لؤلؤ حضورك على عباءة محيطي السوداء فإذا ليلي بك يجاري نهاري والأشياء لا تنتظر الشمس.
وبعد ذلك تحتجب يا صاحب التاج وأديم العاج، يمضي موكب إطلالك عن الطبيعة والوتر والغمام والسحر، تغيب كي أعود لحركتي ولليل حياتي البهيم، تحتجب أيها البدر مشفقًا على كوكب أرضي بائس أن يذهل عن واجباته، تمضي مثلما بزغت؛ ببعض وجهك ثم بخدك ثم يختفي جفنك ثم هلال حاجبك؛ رويدًا رويدًا لئلا يزيغ كوكبي جزعًا ويضيع أسى إن ذهبت بغتة.
الصفحة 74 من 433