جعفر عباس
كتبت الزميلة الشرق الأوسط وأختها في الرضاع "الاقتصادية" - ولابد هنا أن أشكر الدكتور فهد الدخيل مدير عام الشركة السعودية للتوزيع فقد قرأ في هذه الزاوية عن حزني لأنني لا أرى مقالاتي منشورة لأن صحيفة "الوطن" لا توزع في دولة قطر وصار يزودني بها يوميا، بل صرت أقرأها في بعض الأيام قبل القراء الذين يعيشون في شمال المملكة العربية السعودية - المهم أن الصحيفتين كتبتا يوم الأول من أمس عن كشف أثري مهم في شمال المملكة، حيث عثر علماء الجيولوجيا على هيكل عظمي لديناصور، وبكل ثقة تحدثت الصحيفتان عن كيف أن الديناصورات انقرضت قبل ملايين السنين، ولا أدري كيف توصلت الصحيفتان إلى هذا الاستنتاج الساذج، لمجرد أن علماء جيولوجيا أو آثار عثروا هنا أو هناك على عظام ديناصور.
تعيش الأنتليجانسيا العربية في الغرب حالة من الخيبة والتراجع شبيهة بتلك الحالة التي كانت عليه هذه الانتيليجانسيا في موطنها الأصلي , ورغم أن هذه النخبة غادرت موطنها الأصلي باتجاه عواصم المنفى بحثا عن الهامش الواسع للحريّة والإبداع إلا أنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة بل الأكثر من ذلك أنه تعطّلت لديها حركة الإبداع وذلك يعود لأسباب عديدة منها فقدان النسيج الثقافي العربي حيث أغلب العرب الموجودين في الغرب تهمهم العملة الصعبة أكثر من الهم الثقافي والقضايا العربية , ومنها إنقطاع تواصل هذه النخبة مع المنابر الإعلامية والثقافية العربية الأمر الذي أدى بها إلى أن تعيش عزلة حقيقية انعكس كل ذلك على أدائها الإبداعي الذي انطفأ مع مرور الإيام والشهور.
لم يتطلب الأمر سوى أن يعلن "غوغل" أنه "يعتزم" زيادة سعة بريد Gmail التابع له - وغير المفتوح للتسجيل العام- إلى 1 غيغابايت، حتى تهب أريحية بقية مزودي البريد في خطوات استسباقية مضاعفين سعة صناديق البريد التي يقدمونها إلى أضعاف مضاعفة.
يبدو أن الليلة لا تشبه البارحة، فجميعنا نتذكر ما فعله "ياهو" في السابق حين خفض سعة بريده من 6 إلى 4 ميغابات للمشتركين الجدد بنطاق yahoo.com في حين بقيت ال 6 ميغابايت متوفرة للمشتركين في خدمات "ياهو" المحلية ك"ياهو" الفرنسي و "ياهو" المملكة المتحدة.. سبق ذلك خيبات أمل كثيرة و كبيرة سببها "ياهو" لمشتركيه منها طلبه رسوما لاستخدام بروتوكول POP الذي يسمح بنقل الرسائل من المزود إلى برامج مكتبية للبريد الإلكتروني ك"آوت لووك". اليوم "ياهو" هو أول الواصلين إلى ساحة الوغى التنافسية حيث رفع سعة بريده إلى 100 ميغابايت وأرفق معها تغييرات في تصاميمه.
بين الحبر والبحر مشاكلة ظريفة لا تقتصر على التجانس الحرفي بينهما، فثمة وشائج معنوية وثيقة تؤلف بينهما، فالقرآن الكريم في بيانه المعجز قد جعل الحبر بحرا حين ضرب لنا مثلا بليغا لسعة كلمات علم الله تعالى (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وبين الحبر والبحر مشاكلة اخرى على النقيض من هذه المشاكلة القرآنية ستكتشفها عقب فراغك من قراءة هذه المقالة!!.
بادئ ذي بدء، على الرغم من أن هناك عشرات القرارات الشرعية الدولية التي تقبع في أدراج الأمم المتحدة في الجمعية العمومية ومجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية وعدالتها والتي تثبت أن "إسرائيل" محتلة ومغتصبة، إلاّ أن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة كانا في أمسَ الحاجة في هذا الوقت بالذات ،الذي حاولت فيه الأمم الإلتفاف على نضاله المشروع والتشكيك في عدالتها وحتى من ذوي القربى "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة"، إلى مثل هذا القرار الصادر عن أعلى مؤسسة قانونية في العالم الذي بلا شك جاء واضحا ومحددا ليعيد الاعتبار إلى مشروعية النضال الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. ولا شك بأن هذا
القرار يعد انتصارا للشرعية الدولية أولا ويفتح المجال واسعا أمام الفلسطينيين والعرب ثانية ليحولوه إلى انتصار حقيقي للقضية الفلسطينية بكل أبعادها وليس بما يتعلق بالجدار العازل فقط. وبكلمات أخرى، لقد أوقف هذا القرار القضية الفلسطينية على رجليها من جديد. فهل تقف السلطة الفلسطينية على رجليها؟
(1)
بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ، بعد رحلة صامتة خاضتها الكلمة المحكومة باللانطق ، الكلمة الممنوعة من التعريف بهوية المنجز الذهني ، الكلمة الممنوعة من الصرف، أو ربما نستطيع القول الكلمة المحكومة بالعقم ، ليس العقم بمعناه التقليدي، بل العقم القسري المنسوج وفق إرادات ورغبات تؤدي بالفعل لخدمة السائد من المؤثر ، أو المعرقل الذي يأتي مشتقاً من فكرة الحاجز أوالممانع ، هذا المصطح أو ذاك وربما كل تلك المسميات وإذا تماديت في تشويش المعنى ، قلت كل تلك الإشكالويات التي أستعيرها مجبراً من قواميس ومعاجم خضير ميري الحي الميت قبل هذا التاريخ والميت الحي بعد هذا التاريخ ، بعد كل هذه الرقصات المجنونة التي أدّتها فرق الموت فوق تربة سماّها عابروا سبيل حسداً بأرض السواد ، سموها بهذا الإسم بعدما ذابت صفرة وجوههم واختفت تجاعيد جلودهم التي دبغتها الشمس على ضفاف دجلة والفرات ، سموها أرض السواد ومضوا بسواد وجوههم ، بعد كل هذه الإحتفالات لابد من قراءة ما تبقى من لوحة حمورابي ، أقول ما تبقى لا يقيناً بما ذهب ، ولا يقيناً بما أكله الدمار ، إنما يقيناً بما تبقى منيّ أنا الذي أتظاهر بإنسانيتي ، ما تبقىّ من إمكاناتي وقواي الحدسية التي ربما لم تعد قادرة على إدراك ما هو يقيني وأزلي .