ثمة توافق بين مراقبي المشهد العراقي ومتتبعي تطوراته المتسارعة على ان الولايات المتحدة تعاني فيه هزيمةً سياسية وتبذل جهودا واسعة لتدارك هزيمة عسكرية .
الهزيمة السياسية تحققت بإفتضاح كذبة حيازة العراق أسلحة دمار شامل ، وبثبوت عدم وجود علاقة بين نظام صدام ومنظمة " القاعدة " ، وبإتضاح الغاية الأساسية من شن الحرب وهي محاولة وضع اليد على إحتياط العراق الضخم – ربما الأول عالمياً – من النفط .
ما سأكتبه هو أقرب إلى الأفكار و الخواطر أكثر من كونها دراسة منظمة . و قد و جدت أنه من المفيد أن أقولها بصوت مرتفع كي يسمعها الآخرون و نفتح نقاشا حول هذا الأمر .
نسمع و نقرأ كثيرا عن الأزمة التي يعيشها المسرح العربي و من أعراضها ابتعاد الجمهور عن العروض المسرحية الجادة ، و هجرة العاملين في المسرح إلى التلفزيون ، و من ثم تراجع عدد الأعمال المسرحية و قلة عدد الكتاب الذين يكتبون للمسرح . .....الخ
فما هي أسباب هذه الأزمة ؟
قبل أن نبدأ بحديث الأزمة لا بد لنا من توضيح نقطة هامة حول ما يعنيه مصطلح (( المسرح العربي )) . فعندما نقول لأي إنسان كلمة مسرح فإن ذهنه يستدعي على الفور مكان العرض المسرحي ، المتمثل بصالة عرض مؤلفة من خشبة مسرح و مقاعد للمتفرجين ، بارتفاعين مختلفين و يفصل بينهما الستارة ، التي تفتح مع بداية العرض و تغلق عند نهايته لتفصل صالة العرض إلى عالمين مختلفين لا احتكاك بينهما . عالم ما خلف الستارة من ممثلين و فنيين ، و عالم المتفرجين الجالس أمام الستارة .
منذ أعلنت فرنسا عزمها على سن قانون يحظر ارتداء ما تعتبره رموزا دينية والجدل لا يتوقف داخل فرنسا وخارجها ، وبطبيعة الحال كان رد الفعل العربي الإسلامي متوقعا ، ليس فقط لأن القرار يفرض قيودا على الحرية الدينية لمسلمي فرنسا ، بل لأنه اختبار عسير لحقيقة موقف العلمانية الأوروبية من الإسلام . وقد كان رد الفعل الذي يستحق التوقف عنده لما يحمله من دلالات تتجاوز قضية حظر الحجاب أو السماح به هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت القضية مبررا لأن تعرب عن " قلقها على الحريات الدينية في فرنسا للمرة الأولى من نوعها " (2 / 12 / 2003 ) ، فالموقف يتجاوز منطق التصيد النفعي البسيط ليشير إلى فروق جوهرية في الموقف من الدين وطبيعة حضوره على ساحة العمل العام بين شاطئي الأطلنطي .
العراق بلد متعدد . انه متعدد القوميات والاديان والمذاهب والثقافات والمناخات والثروات والتطلعات .
لكن العراق بلد متوحد او متحد في حالة سياسية فريدة اسمها وحدة الداخل ضد هجمة الخارج وبالتالي في حرب الداخل ضد الخارج .
في مجال التعدد والتنوع ، ثمة قوميات عدّة : عربية وكردية وتركمانية وحتى فارسية .
ثمة أديان عدة : الإسلام ، المسيحية ، الصابئة ، اليزيدية ، وقبلها كانت اليهودية.
ثمة مذاهب عدة : سنّة وشيعة ، أرثوذكس وكاثوليك، سلفيون ومتجددون ، اصوليون وعلمانيون .
ثمة ثقافات عدة عربية تراثية واخرى حداثوية ، كردية ماضوية واخرى عصرية . قومية عربية ديمقراطية واخرى عنصرية شوفينية ، ماركسية متعددة المدارس وليبرالية متعددة المشارب ايضا.
منذ نشأ الكيان الصهيوني ومصطلح "إسرائيل الكبرى" يتردد مصحوبا بخرائط متباينة ومخططات مختلفة بوصفه التطور الحتمي الذي سيعقب نشأة الكيان، ولعل المفارقة التي تستحق الذكر هنا أن الخرائط ليست محل إجماع بين الصهاينة أنفسهم وتشير عبارة "من النيل إلى الفرات" والإحالة على الخطين الملونين باللون الأزرق في علم الكيان كرمز للنهرين إلى التصور الأكثر شيوعا من بين تصورات عديدة لخارطة هذه الدولة. وقد كان الانكماش الجغرافي للكيان الصهيوني الذي فرضته التحولات الإقليمية بدءا من حرب العاشر من رمضان مرورا بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء وانتهاء بالانسحاب من جنوب لبنان مؤشرا على أن "إسرائيل الكبرى" ستأخذ شكل سيطرة إقليمية دون توسع عسكري وهو ما عكسه مشروع "السوق الشرق الأوسطية" الذي ولد ميتا.
منذ مدة والنقاشات جارية حول إشكالي توحيد فعاليات اليسار المربطة بشكل أو بىخر بالحركة الماركسية اللينينية المغربية. لقد انطلق المخاض منذ 1990 وتبلورت عدة أفكار وتجمعت بعضها وعبرت عن مواقف جماعية. وقد عرف المسار عدة تعثرات لا سيما ابتداء من 1995. ومنذئد والسجال والجدال قائمان حول جمع الشتات وتوحيد الفعل السياسي. وخلال هذا المسار برزت تيارات وتوجهات، عمل كل واحد منها، بشكل أو بآخر، عل ضمان استمراريته ومحاولة هيكلة نفسه. فهل ستستمر الأوضاع على ما هي عليه، أم يجب الشروع في الفعل؟ نحو أي مسار سيتجه تحول أوضاع اليسار – المنبثق عن الحركة الماركسية – اللينينية ؟ إلى متى سيظل فعله مشلولا ؟ هذه بعض التساؤلات المطروحة أجوب شافية.