كثيرا ما يثار لغط وجدل حول موقف الإسلام من المرأة، وسببه الجهل بهذا الدين، أو التشبث ببعض العادات والتقاليد الفاسدة، وعلى العموم فالمرأة شريكة الرجل في الحياة، وفي المسئولية، وفي التكاليف الشرعية، وما من رجل إلا ولدته امرأة، ولذلك قال الإمام علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
فتكريم المرأة ما هو إلا تكريم للرجل أيضا، والعلاقة بينهما علاقة حب وتكامل وتعاون وليست علاقة حرب واستعباد، وفيما يلي بعض النصوص التي تثبت ذلك:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء /1)
على ذمة الصديق الكاتب الصحفي السعودي أحمد المهندس فإن صحفيا عربيا كان يعمل في السعودية في الستينات درج على كتابة مقالات ونشرها باسم زوجته التي لم تكن تحسن حتى كتابة قائمة المواد الاستهلاكية اللازمة لشؤون الطعام والنظافة (لا أكره عطلة نهاية الأسبوع إلا بسبب تلك القائمة التي تجهزها زوجتي على مدى عدة أيام، ولأنها لا تثق في ذوقي في اختيار الأشياء فإنها أحيانا تكتب تفاصيل فيها استخفاف بي: دريم ويب من النوع الأبيض.. ما تجيب اللي بنكهة الفراولة،.. وكنت في بادئ الأمر أحسب أن الدريم ويب نوع من الأقراص المنومة، وهو لعلم الرجال الحمشين الذين لا يعرفون شيئا عن لوازم الطبخ عبارة عن بودرة بيضاء عديمة الفائدة تصنع منها النساء شيئا يشبه الرغوة يضعنه في الحلويات المنزلية)..
الذي يغوص في قراءات ملفات ومذكرات قادة الأجهزة الأمنية الأمريكية السابقين والراهنين يتجلّى له بوضوح أنّ وكالة الإستخبارات الأمريكية لا تعنى بالملف الجيوسيّاسي و السياسي والإستراتيجي في العالم العربي و الإسلامي فحسب , بل تعنى أيضا بالملف الثقافي وهو يشكّل حالة مرصودة من قبل الأدوات الأمريكية في العالم العربي .
ومثلما تحرص مطابخ السياسة في هذه الوكالة على إنتاج النظم والتيارات السياسية , فإنّ هناك بالمقابل مطابخ تعنى بإنتاج الأفكار وضخّها إلى العالم العربي والإسلامي عبر قنوات متعددة ومتشعبة وللأسف الشديد لا يوجد لحّد الآن رصد علمي ودقيق لها لتحقيق مجموعة من الأهداف الضروريّة لتكريس الإستراتيجية الأمريكية .
ثمة هاجس واحد ، حاد ومقلق يستحوذ على جورج دبليو بوش طيلة الأشهر الأربعة القادمة : إنتخابات الرئاسة في مطلع تشرين الثاني / نوفمبر المقبل .
بوش يبتغي النجاح ، بطبيعة الحال ، لذا يوظّف كل جهوده لتحسين صورته لدى الرأي العام .
المهمة صعبة للغاية ، لكنها غير مستحيلة . صحيح ان إستطلاعات الرأي العام تشير الى تراجع قياسي في شعبيته ، الاّ ان مياها كثيرة ستجري تحت الجسور من الآن لغاية الاستحقاق الرئاسي ، ويؤمل بوش بأن تخدم حظه المترنّح . كذلك منافسه جون كيري ، فهو يؤمل – ربما أكثر من بوش – بأن تخدم التطورات المتلاحقة ، لا سيما العراقية منها ، حظه الصاعد ، ولو ببطء ، في الأوساط المتضررة من سياسات بوش الخائبة في العراق وغيره.
العرب أقوياء ومبدعون ، علينا أن نؤمن بهذه المقولة ونعمل على ترجمتها إلى حقيقة وواقع حال كما فعلت الكثير من الأمم والشعوب ، هكذا ارتأت تلك الشعوب أن تحدد لها مفاهيم وقناعات وتعمل على تجسيدها إلى ملموسات وحتى إلى بديهيات تنطلق منها نحو تحري واستقصاء ما يمكن أن تحققه في ظل عصرنة أو عولمة العالم واليوم ، والعرب ليسوا بحاجة إلى أبتداع مفاهيم وفلسفات تثبت قوتهم وإبداعهم وتميزهم ، إنهم حقاً يتميزون بالقوة والإبداع ، ولا أعتقد أن اثنين من العرب يختلفان على ذلك ، ولكن المفارقة التي دائماً تخيبها الفراسات والفلسفات العربية هي في تحديد الظروف والمنطلقات التي من خلالها يمكن تحديد مفاهيم القوة والتميز لدى هذه المجموعة التي تحمل إسم العرب،
إنه من الصعب حقا تصور غياب العدد من أي جانب من جوانب حياتنا. إن العدد وما يترتب على استخداماته الحسابية يتدخل في جميع نشاطاتنا اليومية. فهل مثلا يستغني أحدنا عن أرقام الهواتف وعناوين الشوارع ومحطات المذياع وجداول انطلاق الحافلات والقطارات والطائرات واستخدام النقود وما يرافقها من عمليات السحب والإيداع والشيكات وبطاقات الإئتمان وما إلى ذلك من عمليات مصرفية؟ إن مفهوم العدد دائم الحضور في عالم اليوم. ومن لا يدرك هذا المفهوم قد ينظر إليه على أنه معوق. وهذا استنتاج ظالم لفئة ولو قليلة من الذين يعانون من "الإلتباس العددي" والمؤدي إلى صعوبة في الحساب. فما هو الالتباس العددي؟ ما أسبابه؟ وما هي أعراضه؟ وما هي الحلول؟