الإصلاح والتغيير في العالم العربي، إشكالية استقطبت اهتمام الكثيرين. إلا أن الجدال حول هذه الإشكالية قام بمعزل يكاد أن يكون كليا عن تطلع المواطن العربي واهتماماته وعن دور الفعلي وإمكانية انخراطه في تفعيل آليات التغيير لتكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان على أرض الواقع المعيـش.
زال العديد من الآباء والأمهات العرب يرغمون أولادهم وبناتهم على دراسة الطب، من منطلق "البرستيج"، يقول الواحد منهم: الولد بيدرس طب،.. ويحس ساعتها أنه صعد عدة درجات في سلم المجد الاجتماعي، ليس مهما عنده أن الولد كان يريد أن يدرس المحاسبة أو علم النفس، بل المهم أنه رفع رأس العائلة عاليا بدخول كلية الطب، ولهذا صار عدد كليات الطب عندنا أكبر من عدد رياض الأطفال، وصار القبول فيها أسهل من دخول الحمام في الأسواق العامة،.. بالطبع فإن دراسة الطب تضمن للدارس مستقبلا محددا وشبه مضمون، وإن صار الأطباء عاجزين عن توفير أساسيات المعيشة لعائلاتهم قبل انقضاء 12 سنة على دخولهم الحياة العملية.
لا غرابة في أن يزداد الاهتمام الفرنسي أكثر فأكثر بالشأن الجزائري هذه الأيام..بعد تبدد الغيوم التي كانت تحجب الرؤية عن الأفق السياسية والاقتصادية لأكثر من عشرية من الزمن.فالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي نصبت للمرة الثانية مرشح المصالحة الوطنية الشاملة عبد العزيز بوتفليقة .يبدو أنها زادت من جرعة هذا الاهتمام وهذا الانشغال المفرط فيه.وبعد أن تبين للفرنسيين بأن مشروع الأصوليين في غلق الباب أمام الاستعمار القديم قد ولى وللأبد...
يلح علي منذ سنوات سؤال هو : ماذا أعطى الإسلام للبشرية ؟ ورغم أن الإسلام الوحي السماوي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أكبر من أن يوضع موضع الاتهام أو يحتاج إلى من يدافع عنه ، إلا أن مسئولية تجلية حقائقه للبشرية مسئولية إنسانية تختلف اختلافا تاما عن وعد الله لعباده بحفظ الذكر . وثمة خلط يقع فيه كثيرون عندما يتحدثون عن عطاء الإسلام الحضاري في مسيرة البشرية ، إذ يعددون ما أنجزه المسلمون : علماً ، وتفلسفاً ، وتوسعاً ، وثراءً ، و... بوصفها عطاء الإسلام الحضاري .
وجمعيها منجزات مدنية لعبت العقيدة الإسلامية ، برؤيتها : للذات والآخر والكون وما وراء الكون ، والشريعة بأحكامها دورا كبيرا في تهيئة المناخ لظهورها ، لكن هذا العطاء هو في النهاية عطاء المسلمين كبشر تفاعلوا مع منظومة معرفية متكاملة فيها أبعاد ما ورائية وأخلاقية وقواعد تنظيمية أتاحت المناخ للعطاء الحضاري ، ولكنه يظل مرهوناً في تحققه بالناس الذين يتفاوت تفاعلهم، مع الفكرة من ناحية ، ومع الواقع من ناحية أخرى . ولذا فإن للإسلام عطاء حضارياً لا دور للمسلمين فيه إلا تجسيده ، وهو أمر يتفاوت نجاحهم فيه صعوداً وهبوطاً .
لا أحد يدري كيف ستنتهي الأزمة التي تعصف بالسلطة الفلسطينية وبمنظمات المقاومة في قطاع غزه وحتى في الضفة الغربية . فالأزمة شديدة التعقيد ، تتداخل فيها عوامل محلية وإقليمية ودولية ، وتتفاقم في ظروف سياسية وميدانية ليست في مصلحة الفلسطينيين والعرب أجمعين . والأزمة مزمنة ، أنضجتها سنوات مترعة بالنزاعات والمؤامرات والتسويات والنكسات ، على طرفي سياج الصراع التاريخي المستمر .
عشية إنفجار الأزمة ، كانت خطوط الصراع بإيجاز على النحو الآتي :
لقد تعبت ياأبي. لم أعد قادراً على احتمال العالم. الضغوط التي أعانيها تجاوزت حدود الاحتمال، ولم أعد قادراً على الصمود. كنت (أرى ماأريد) حتى اكتشفت أن العالم ليس كما ينبغي.
الأصدقاء تتوالى خياناتهم. ويوماً بعد يوم يتّضح لي أكثر أن الإنسان كائن وحيد.
أنا وحيد ياأبي، وكل الذين يحيطون بي وحيدون، لكنّهم يتشاغلون عن الوحشة بافتعال الخلافات والحسد والمنافسة، كلهم يتصارعون كي يتناسوا هذه الوحدة القاتلة التي تحيط بنا.