ذات مرة، وأنا أتجول في مدينة أبوظبي مع بعض الأصدقاء التقيت بسوداني، وهششت للقائه، ولكن كان باديا أنه لم يعرفني، وبالتالي لم يبادل ترحيبي به بحماس مماثل، واستاء أصدقائي لذلك، ووقفوا بعيدا عنا قليلا تفاديا لتبادل التحية مع رجل لا يحسن رد التحية من شخص يعرفه، ثم تعجب أصدقائي عندما رأوه وبعد تبادل بضع كلمات معي، يتلقفني بالأحضان السودانية التي تؤدي إلى بهدلة الملابس والقفص الصدري، ويتبادل معي أرقام الهواتف،.. وفارقته ولحقت بأصدقائي الذين سألوني عن ذلك الرجل، فقلت لهم إنه كان رئيسي في العمل عندما كنت طالبا وأعمل خلال الإجازات لتوفير مصروفاتي الدراسية.. وشرحت لهم أنه كان مديرا لمحل لبيع الأحذية كنت أعمل فيه.. وسألوني عن طبيعة عملي في ذلك المحل، فقلت لهم إنني كنت "بياعاً"!
إذا أريد للشباب أن يتسلحوا لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين فمن الحكمة أن نفهم جيدا ما جاءت به الأبحاث العلمية حول ماهية وطبيعة تعلم الإنسان قبل أن نذهب بعيدا في أية إصلاحات لأنظمة التعليم الحالية في بلداننا العربية.
وهنا تحضرني مقاربة مفادها أننا جميعا نستخدم أدمغتنا في التفكير كما نستخدم معداتنا في تغذية أجسامنا معتقدين بأننا نفهم كلتا العمليتين جيدا وكأنها من المسلمات. ولكن مع الاكتشافات الجديدة والدراسات والأبحاث التي ساعدت على فهم أفضل لنظم التغذية خلال الثلاثين عاما المنصرمة، أصبحنا نختار أطعمتنا وطرق تغذيتنا بصورة أفضل ولهذا صرنا نعيش أطول ونتمتع بحياة أفضل. وعند النظر إلى الدماغ نرى هذه المقاربة مفيدة حيث تتوفر الفرص لتطوير قدرات الدماغ لأننا في وضع أحسن لفهم وظائف الدماغ التي تتكيف مع التعلم.
دائما تمر مسيرة الأمم بلحظات تغير تقطع مسيرة الثبات القيمي أو التنظيمي التي تحكم تلك المسيرة، ومن الظواهر الصحية في واقع أي أمة أن تؤمن بضرورة المراجعة الدورية والتقييم الصريح للأهداف والوسائل والهياكل التنظيمية التي تنظم هذه المسيرة على نحو يمكنها من العمل على تحقيق أهدافها عبر الاستخدام الأكفأ للوسائل المتاحة. وما تمر به المنطقة العربية الآن لحظة تغير تأخرت كثيرا وعندما حلت بعد موعدها أصبحت استحقاقا معقدا في سياق أكثر تعقيدا. والتغيير خطابا وسلوكا يفتقر إلى بدهيات يبدو تجاهلها في هذه اللحظة شديدة الخطورة بالنسبة للحاضر والمستقبل معا.
يدرس المسؤولون في بيروت ودمشق على اعلى المستويات تقريراً جاء به من واشنطن مؤخراً مسؤول لبناني رفيع ومعروف بصلته الوثيقة بآل بوش .
التقرير يتحدث عن محاولة ديبلوماسية قامت بها باريس لإقناع واشنطن بتقديم إقتراح مشترك الى مجلس الأمن الدولي يدعو الى إنهاء "إحتلال" سوريا للبنان.
بحسب التقرير ، فان ديبلوماسيين فرنسيين روّجوا، بتوجيهٍ من ديوان الرئيس جاك شيراك، لفكرة مفادها ان إستخدام مجلس الامن هو وسيلةٌ أفضل وأفعل للضغط على سوريا من العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن بصورة منفردة. ولا يتوقع الديبلوماسيون الفرنسيون ان يلقى إقتراح فرنسي – اميركي مشترك معارضة كبيرة في مجلس الأمن اذا كان موضوعه مطالبة سوريا بالإنسحاب من لبنان وفقا لبنود إتفاق الوفاق الوطني في الطائف للعام 1989. كما يعتقد الفرنسيون ان قرارا من مجلس الأمن بهذا المضمون من شأنه ايضاً تلطيف موقف سوريا تجـاه " الحضور" الأميركي في العراق.
المدير شخص مكروه في جميع الأحوال، فإذا كان من النوع الجاد والمنضبط الذي يكافئ المجتهدين ويحاسب الخائبين، كرهه المتسيبون العاجزون، وإذا كان من النوع المتغطرس الذي يستمتع بتعيين الناس وإنهاء خدماتهم كرهه الجميع، وفي منطقة الخليج كتيبة من المديرين أسهل كلمة على ألسنتهم هي "فنشوه": فلان غائب عن العمل منذ يومين ولا ندري سبب ذلك! فنشوه! ويتضح لاحقا أن فلانا ذاك توفي قبل يومين، ويحس المدير بالحرج فيقول: بلاش تفنشوه.. أعطوه لفت نظر!!
أنا هنا تعلمت الكثير وأعجبت بالكثير واطلعت على ثقافات مختلفة وكنت سفيرا أنقل ما أراه جميلا إلي بلدي، لم أنظر بعين القبح إلي القبيح ولكني نظرت بعين الناقد البصير من أجل أن أضع لمسة جمالية على كل قبيح، أقف مع كل إنسان متواضع الفكر لأرفع من مستواه الفكري وأتعلم من كبار الكتاب بتواضع لأضيف إلي معرفتي ما كان محجوبا عني.
لم تتاح الظروف لأغلبنا ليكونوا سفراء ولكن وجب أن تنهمر رسائل الحب من هنا إلي إخوانكم في البشرية فى جميع أنحاء الأرض.
أنا لا أبغي من لقاءي هذا إلا أن أضع نقاط بسيطة أخذها من الأديان .
حينما وجد عيسي رهط من البشر يقذفون امرأة بالحجارة قال لهم من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، ووقفوا جميعا كأن على رؤؤسهم الطير يفتشون في خطاياهم.