احدى المشاكل الكبيرة في مجتمعاتنا الاستهلاكية،حيث الاطفال يجلسون ساعات طوال الى التلفاز ،ويلتهمون ما وصل الى أياديهم دون وعي أو ادراك لما يأكلون وماذا يتناولون من الشيبز وهذه المشروبات الغازية المركزة بالمحاليل السكرية.
بعد جولةٍ محمومة من الصراع بين لاعبين متعددين ، محليين وإقليميين ودولييــن ، تمّ في الاسبوع الماضي ، بمعزل عن اللاعبين الدوليين ، " توافقٌ " جزئيٌ وغامض على مخرج لجانب من أزمة لبنان المزمنة والمستفحلة : التمديد للعماد إميل لحود ثلاث سنوات إضافية في رئاسة الجمهورية ، والتجديد للسيد رفيق الحريري أياما أو أسابيع أو شهورا أو سنين – لا أحد يـدري كمّ ! - في رئاسة الحكومة .
لا حاجة للإفاضة في الحديث عن واقعنا المؤلم والمزري الذي نعيشه منذ فترة ليست بالقصيرة، وليس ثمة ما يدعو الى تقرير حقائق المآسي المفزعة وبيان فداحة البلايا المدلهمة، فذاك أمر يدركه كل ذي عينين بما يغني عن سرد الدلائل واستنطاق الشهود! لكن ما يهمنا هو التعرف على الأسباب التي جعلتنا نتردى في هذه المهواة السحيقة، ومع اشراقة كل صباح نكتشف اننا نغوص في الوحل عميقا وتبتعد أيدينا أكثر فأكثر عن الإمساك بطوق النجاة المأمول، ذلك الطوق الذي لم نجد حتى الساعة من يتفضل بقذفه الينا! ورحلة البحث عن جذور البلاء وأسباب التدهور رحلة طويلة بلا ريب، فالانحطاط الذي تعيشه الأمة لم يحدث فجأة بين عشية وضحاها، ولكنها ظروف تكاتفت وآفات تآلفت وأمم تحالفت وكانت النتيجة ما نرى وما نسمع.
أهاج انقطاع الكهرباء في البحرين قبل بضعة أيام، وهرب بعض سكانها إلى المنطقة الشرقية بحثا عن "التكييف" شجوني الصيفية،.. وهناك كثيرون في بلدان عربية كثيرة سيقولون إن أهل البحرين "مدلعون" ولم يصبروا على الحر بضع ساعات، ولهم العذر في إطلاق ذلك النعت القاسي على البحرينيين، لأنهم لا يعرفون ماذا يحدث عندما تتحالف الحرارة مع الرطوبة، ولأن من لا يعرف نعمة تكييف الهواء، يحسبه ترفا ودلعا لا لزوم له!! وكما قلت بالأمس فإنني لا أطيق الحر ولا أطيق "سيرته"، بل لا أتابع نشرات الأحوال الجوية في الدول العربية في فصل الصيف لأن من يقومون بإعدادها ذوي نزعات إرهابية:
أكثر ما يضايقني خلال الصيف عندما ترتفع درجة الرطوبة إلى فوق المئة في المئة، هو أن يأتيني قريب أو صديق مع عائلته، فما يحدث في مئة في المئة من الأحوال هو أن الضيوف يقررون المغادرة، ونبكش لهم: بدري يا جماعة.. ابقوا معانا شويتين.. زمن ما أتشاوفنا.. أيه رأيكم في كركديه ساخن؟ فيصرون على المغادرة بحجة أنهم يجب أن يكونوا في بيت مصطفى بعد ربع ساعة، وتخرج مع صديقك إلى باب البيت، وتقف معه في انتظار أن تهل ست الحسن حرمه،.. وبعد خمس دقائق من الوقوف أمام الباب مع الزوج تسمع صوت حرمه وحرمك، وتستبشر خيرا،.. لا يضايقني أن يزورني صديق أو قريب، بل أتمنى لو يزورني الناس ويقضون الليل معي ثم يتسللون خارجين في الصباح الباكر بدون طقوس وداع،.. فالنساء يقضين نحو ثلث الساعة في طقوس الوداع:
أهل دبي "شطَّار" في مجال التجارة وجذب الاستثمارات، ما في ذلك شك، بل نجحوا في شفط ما في جيوب أهل منطقة الخليج ببرامجهم التسويقية والترويجية المبتكرة، ومن الثابت أنك تستطيع أن تشتري في دبي سلعة بألف ريال تكلفك أربعة آلاف في دول الجوار،.. كل ذلك أمره هين، وأمر جزيرة النخيل ومجمع شاطئ الجميرة أيضاً هين، رغم أن معظم الوحدات السكنية فيهما آلت إلى علوج من أمثال ديفيد بيكام كابتن منتخب إنجلترا، ولاعب فريق ريال مدريد الإسباني حاليا،.. ولكن الأمور وصلت درجة لا يمكن السكوت عليها، فقد طرحت إمارة دبي الكرة الأرضية للبيع.. نعم فهناك مجمع سكني جديد اسمه "العالم" وبإمكان كل مستثمر أن يشتري البلد الذي يريده،.. هل تصدقون أن البحرين معروضة للبيع بنحو خمسة ملايين دولار؟