لا يختلف إثنان كما لا يتناطح عنزان في أن العمل بمقتضى قانون حالة الطوارئ،منذ الانقلاب المشؤوم على الخيار الشعبي الحر في 1992، كرَّس صفة الجمود على العمل السياسي بصفة عامة،إذا لم يكن قد شلَّها شللا نهائيا،وأخَّر على وجه الخصوص الجزائر سنين طويلة عن اللحاق بركب التنمية،ومجابهة التحديات الكبيرة التي فرضتها النمطية الدولية الجديدة،المصطلح عليها بالعولمة
ماذا نعني بالحكامة gouvernance أو governance؟
ما هي علاقتها و أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية؟ و ما علاقتها بالتنمية الإنسانية عموما؟
و ما هي معاييرها؟
و كيف يمكن قياس فعالية و نتائج تطبيقها؟
هذه كلها أسئلة تستوجب الجواب اعتبارا لأهميتها الحيوية حاليا أكثر من أي وقت مضى؟
ما زالت " حماس" في ذكرى إنطلاقتها السابعة عشرة ممتلئة حماسة ً. ما زالت تشهر منطقها وسيفها معا وترفض إغمادهما.
سأل صحافي في برنامج حواري في قناة " الجزيرة " رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل عمّا اذا كانت الحركة في صدد تعديل إستراتيجيتها بعد وفاة ياسر عرفات وشيوع مقولة ان فرصةً للسلام قد اتيحت مع ترتيبات حلول محمود عباس ( ابو مازن ) محله في إدارة الدفة ، فكان أن سأله مشعل مستغربا ماذا حدث ليستوجب تعديلا في نهج " حماس " ؟ هل كان عرفات هو العقبة الوحيدة ضد " السلام " بمعناه الأمريكي والإسرائيلي ؟ صحيح ان عرفات مارس ممانعة جدية لمنطق الاستسلام لشروط إيهود براك وارييل شارون ولا سيما لشروط جورج بوش ، لكن منظمات المقاومة وجماهير الانتفاضة ، وفي مقدمها " حماس " وجمهورها ، كانت تمارس بلا هوادة كل ألوان الممانعة والمقاومة طيلة السنوات الأربع الماضية.
أطفال يسيرون بانتظام بجوار الرصيف المقابل، تختلف ملامحهم لكن تتفق حقائبهم المدرسية التي تتوسطها خريطة بيرو (إحدى دول أمريكا الجنوبية)، شاب ممتلئ، ينتظر الإشارة الخضراء بملل وسط الزحام، يخرج يده اليسرى وبعض جسده من وسط نافذة سيارته احتجاجا على الطقس الحار، علم المكسيك يتمدد على ساعده كوشم، بناية ضخمة تقع على ضفاف مدينة فورت لودر ديل (جنوب شرق فلوريدا) تعانقها لوحات كثيرة كتبت باللغة العبرية.
ولاية فلوريدا (جنوب أمريكا) يقطنها الملايين من أصول وعروق مختلفة، يتضح ذلك جليا عندما تتصفح الوجوه والقنوات الإعلامية المختلفة سواء مرئية، مسموعة أو مقروءة، هذه الولاية المشمسة دائما تتكلم عدة لغات.
كعادته جاء على بغتة! هكذا هو الشتاء في بلاد لا تعرف من فصول السنة الاربعة سوى فصلين، فنحن نسمع مذ كنا صغارا بفصلي الربيع والخريف في دروس الجغرافيا لكننا لا نراهما هنا! ولا يقف العجب عند كل هذا الحد بل يتعداه الى قسمة الفصلين ونصيب كل منهما من اشهر السنة، فهناك صيف يمتد لسبعة اشهر، وشتاء يستأثر بثلاثة فقط، واما الشهران الباقيان «3 و11» فمحل تناهب الفصلين وتداول الخصمين، فتارة ينتزعهما الصيف بسيف لهيبه البارق الحارق، وتارة اخرى يبسط عليهما الشتاء عباءته الباردة! والناس في التعصب لهما منقسمون الى: صيفيين وشتائيين، فالأولون يستحسنون من الصيف خفة ملابسه وحرارة شمسه التي تبعث النشاط في البدن وطول نهاره المتسع لقضاء حوائج المعاش وقلة مؤونته على الفقراء، اما الآخرون فيقدمون الشتاء عليه لما فيه من هطول الامطار وتجدد الهواء واجتماع الشمل في لياليه الطوال حول المجامر الدافئة حيث تحلو المسامرة والمحاورة، ويستأنسون في تفضيل الشتاء بالأثر المشهور (الشتاء ربيع المؤمن: طال نهاره فصام، وقصر ليله فقام).
في ما مضى كان "الإنشاء" نشاطا مدرسيا يبرع فيه أقلية من الطلاب، وكانت مواضيع الإنشاء هي، هي من المحيط إلى الخليج: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام،.. كيف قضيت عطلتك الصيفية؟ ماذا تفعل لو هبطت عليك ثروة ضخمة؟.. وكان الطالب الذي يحصل على تقدير "ممتاز" هو الذي يحسن استخدام المعلبات من محسنات بديعية ويتلاعب بالألفاظ مجاراة لابن العميد أو ابن النقيب أو ابن وكيل العريف! وفجأة صار الإنشاء نشاطا للكبار، وصارت العواصم العربية تتبارى لعقد منافسات في الإنشاء يشارك فيها الكبار بل الكبار جدا، وبنفس طريقة المدارس التي ظلت فيها مواضيع الإنشاء ثابتة ومكررة منذ بدء التعليم النظامي، فإن الكبار يشاركون في مسابقات "إنشاء" عناوينها واحدة حتى وإن تنوعت واختلفت مفرداتها، وحتى لو عقدت تحت مسميات تجنن وتهبل مثل منتدى ومؤتمر ومنبر وورشة عمل