خصصت الجامعة العربية مشكورة مبلغا ضخما لتحقيق السلام في الصومال، بدءا بنزع سلاح المليشيات القبلية، فخلال الاجتماع الوزاري الأخير صدر قرار عن الجامعة بتقديم مليون دولار للحكومة الصومالية الجديدة لنزع نحو مليوني قطعة سلاح في أيدي المواطنين، وقال رئيس الحكومة الصومالية إن المبلغ لا يكفي لنزع السلاح في حي واحد من أحياء أي بلدة صومالية،.. والتفسير الوحيد لهذا السخاء العربي هو أن من اعتمدوا ذلك المبلغ المهول لا يعرفون شيئا عن الصومال.. عندما اشتعلت الحرب في البلقان ما من رئيس أوروبي، إلا وزار المنطقة "بدل المرة أربع"، والصومال من الناحية النظرية "عربي" وعضو في كل المنظمات العربية عديمة الجدوى، ولكن العرب الوحيدين الذين زاروا الصومال خلال الـ 15 سنة الأخيرة هم المتطوعون العاملون في جمعيات الإغاثة.. وحتى هؤلاء لم يعد بإمكانهم زيارة الصومال مجددا لأن "الإغاثة العربية" إرهابية بالضرورة!
الخطوات الإصلاحية المتبعة حكوميا منذ بداية الفترة البوتفليقية،التي اعتبرت كفترة تغيير شامل لكل المفاهيم السائدة،اقتصاديا،وسياسيا لم تستطع إلى الآن أن تخلق جوا أوكسيجينيا،يسهل على كل القوى الحية في البلاد بأن تتفاعل مع المرحلة الجديدة.وتتكيف مع المنعطف الاقتصادي الليبرالي كبديل للاقتصاد المركزي البالي.فمشروع الإنعاش الاقتصادي مع بداية سنة 2001 الذي اعتبر نقطة عبور نحو إصلاحات اقتصادية، لم يكن في حقيقة الحال سوى قفزة في فراغ مجهول،شبيهة إلى حد كبير بالقفزات الكاميكازية.ولو أن المشروع صاحبه غلاف مالي ضخم،وسيج بسياج معنوي أطلق عليه مشروع مارشال الذي أنقذ أوروبا من الضياع،والجوع بعد الحرب العالمية الثانية.
تتعدى العلاقة بين النازية والصهيونية مجرد التماثل البنيوي والتأثير والتـأثر الفكريين ، إذ أن ثمة علاقـة فعليـة على مستويات عدة . ولنبدأ بأدناها ، وهي كيفية استغلال النازيين للدعاية الصهيونية في الترويج لرؤيتهم . فقد نشر الصهاينة في ألمانيا ذاتها المزاعم الصهيونية الخاصة بالتميز اليهودي العرْقي والانفصال القومي العضوي عن كل أوربا ، وذلك حتى قبل ظهور النازيين كقوة سياسية . ففي عام 1912 ، قدَّم عضوان في المنظمة الصهيونية مشروعاً بإيعاز من كورت بلومنفلد جاء فيه أنه ، نظـراً للأهمية القصوى للعمل ذي التوجه الفلسطيني ( أي الصهيوني ) ، يعلن أن من الواجب على كل صهيوني ، خصوصاً من يتمتع باستقلال اقتصادي ، أن يجعل الهجرة جزءاً عضوياً من برنامج حياته .
لعل البوابة المنطقية إلى ملامسة التساؤل الذي أنهينا به لجزء الأول من مقالتنا هذه، نعني: ما هو مستقبل الدور الإقليمي التركي في الشرق الأوسط؟!.. هي ملاحظة مدى الأهمية التي تتمتع بها تركيا لدى الإستراتيجية الأمريكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وفي منطقة شرق المتوسط عل وجه الخصوص.
هنا، لنا أن نلاحظ أن الولايات المتحدة هي اليوم تحتاج إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى، وذلك لكي تلعب دوراً في سلسلة من الأدوار في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق، إضافة إلى أفغانستان، ناهيك عن أوروبا.
إن من يمر في شوارع مدينة الكويت يجد ما يسحر لبه من المباني العالية الجميلة ويرى كذلك على النقيض مباني آلية للسقوط تنتشر على نوافذها ملابس ساكنيها والذين لم يجدوا مكاناً لنشر ثيابهم إلا عليها، فعاصمتنا تجمع ما بين سحر مباني نيويورك و كوالالمبور وبين مظاهر شوارع نيودلهي أو كراتشي الفقيرة ، إن المباني القديمة بل الأثرية المنتشرة في أنحاء مختلفة من مدينة الكويت هي تماماً كمثل النقاط السوداء المنتشرة في ثوب أبيض ناصع البياض ، فالناس ترى هذا الثوب متسخ وغير مقبول فهي ترى النقاط السوداء ولا ترى البياض المنتشر في الثوب ولو كان البياض أكثر من النقاط السوداء فالمطالبات سواء من أعضاء مجلس الأمة أو المجلس البلدي لم تسكت لإزالة هذه المباني التي تشوه صورة العاصمة والتي تمخضت عنها حملة العاصمة جديدة .
ما أطلقته بعض الوجوه النسوية المحسوبة على التيار التحرري،المؤمن بضرورة عصرنة المرأة،و الخروج بها من عصر الظلامية إلى عصر التنوير، من صيحات حول التقرير المعد من قبل منظمة العفو الدولية،والمتعلق بوضع المرأة في الجزائر عموما.أعاد للواجهة الصورة الباهتة لمثل هذه الشرذمة النسوية التي تريد أن يخضع الجميع لأطروحاتها،وينصاع الشرع لنزواتها.وكيف أن نفس هذه الوجوه التي مل سماع صخبها الناس تريد أن تكون محل إجماع الحكومة والسلطة،وتكون في نفس الآن الممثلة الشرعية للمرأة الجزائرية.التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية جاء خلافا لما تقتنع به هذه النسوة إذ اعتبر في مضمونه أن الحكومة الجزائرية مقصرة نوعا ما في ما يخص وضع المرأة.وأن هناك تساهلا من قبل هذه الحكومة حيال يوميات المرأة الجزائرية التي تعرف الحيف،وتعاني من حالات الضرب والاغتصاب.ولو تريثت هذه النسوة قليلا وتمعنت في محتوى التقرير،وقرأت ما بين أسطره لفهمت أن المغزى