درجت السلطة الفعلية في الجزائر منذ بلوغ الأزمة السياسية الحلقوم،وتتبعها بأزمة اقتصادية ،في أواسط الثمانينات بعد الصدمة البترولية، على اختيار أقصر السبل لأجل اجتيازها،والسهل من الوصفات لعلاجها.وكما كانت الغيبوبة السياسية السمة البارزة للحكم آنذاك ،في تدارك الوضع الذي كان يتفاقم ساعة بعد ساعة.كان الاقتصاد هو كذلك قد بلغ انهياره أطوارا متقدمة.السلطة كانت تظن بأن أسواق الفلاح،سوف تكون كافية لتغطية عيوب التسيير،ولا تفضح مسيرة التنمية التي كان شعارها نحو حياة أفضل. ولكن فضحها الشارع بانتفاضة أكتوبر وقبلها بانتفاضة القفة.لم يكن هدف السلطة الفعلية في واقع الأمر،بكل حكوماتها المتعاقبة،هي تحريك عجلة الاقتصاد،وتمكين سياسة اقتصادية عامة،واضحة الأهداف تشارك فيها الحكومة،ويشارك فيها المواطن،ويتحمل الجميع الأعباء.كل ما هنالك أن الحكومات بمئات وزرائها كانوا ينظرون إلى الوضع
تخلو انباء الكوارث المدمرة من مواقف إنسانية فريدة، حتى انك لتجد فيها النقيض وضده، فتطوف فيها بين مواقف تستحق الاكبار والإجلال، وأخرى تنضح بالمرارة والخزي، لكنها في كلتا الحالين تبعث في الذات البشرية استجابة شعورية حميدة، اذ انها تنظر بعين التقدير والامتنان الى قيم شريفة تجلت ساعة المحن وشدة الكرب، كما يعتريها شعور بالنفرة والامتعاض حينما تطالع صور الرذائل الممقوتة التي استوطنت نفوسا شوهاء ناقصة ولم يتكشف وجهها القبيح إلا زمن الشدائد!
"لا تصير منافق" هي العبارة التي توجهها شياطين الإنس والجن للإنسان العائد إلى الله، كلما رأوه يكثر من الطاعات في مكان أو زمان معين دون غيره، مثلما يحدث للكثيرين ممن يعودون إلى الله سبحانه ودينه القويم في أوقات الأزمات العائلية أو الامتحانات الدراسية أو غيرها، فهل ما يقوله أولئك الشياطين صحيح! أم أنها (كلمة حق يراد بها باطل)؟
بلا شك فإن الإجابة الثانية هي الصحيحة لأن الإنسان بطبيعته الضعيفة القاصرة يصبح أقرب من الله تعالى في مواطن الشدة واليأس من الأسباب الأرضية، فيحاول في هذه الأوقات أن يستند إلى قوة الله عز وجل التي لا يخيب من التجأ لها واعتمد عليها.
إن التبريرات المقدمة من الجانب الحكومي على لسان وزير الطاقة والمناجم التقنوقراطي السيد/ شكيب خليل،حول جنوح شركة نافطال نحو اعتماد أسعار جديدة لكل أصناف الوقود، واسعة الاستهلاك لدى أغلبية الشعب الجزائري، جاءت لتعبر عن الوجه الحقيقي لمسعى السياسة الاقتصادية الحكومية، وبيّنت كيف أن ليبرالية العالم الثالث، عندما تبدأ تحصد، لا تجد أمامها سوى الفقير المعدم لتبدأ بحصده.كما بينت في نفس الوقت ،حقيقة مفهوم مصطلح التقنوقراطية، التي لا تعترف إلا بلغة الأرقام، ولا تلقي بالاً لأي أمر له شأن بالكيان الإنساني. لأنه لا يمكن التصديق بأطروحة زيادة هوامش الربح على مختلف أصناف الوقود، كي نبرر الزيادة الارتجالية، التي لا سند لها قانونا حسب ما أدلى به بعض البرلمانيين
في خطبة التنصيب يرسم الرئيس الأمريكي عادةً الأهداف العامة لسياسته في جميع الميادين . وفي خطبة " حال الإتحاد" يكشف المناهج والآليات والإجراءات المتعلقة بتنفيذها.
في خلال شهادتها امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ، كشفت كوندوليزا رايس قبل تثبيتها في منصبها الجديد وزيرةً للخارجية عن تلك الأهداف والمناهج والآليات والإجراءات اكثر بكثير مما قاله جورج بوش في خطبة التنصيب او ما سيقوله ، ربما ، في خطبة " حال الإتحاد" مطلع الشهر القادم .
لقد أضحى الجميع بالمغرب يؤمن بضرورة الانخراط الفعلي في سياق التحولات الرامية للإقلاع بالإعلام المغربي، والمطلوب حاليا، بعد رصد مكامن الضعف والنقط السلبية، هو فتح آفاق جديدة لتمكين القطاع السمعي البصري من عدم التفريط في موعده مع التاريخ.
ومن الملاحظ أن جل الحوارات والنقاشات حول هذا القطاع مازال تطغى عليها الاندفاع والسطحية وتجنب التطرف للجوهر. باعتبار أن تحرير القطاع السمعي البصري بالمغرب الذي يصفق له الجميع لا يعني بالضرورة إنعاش السوق المغربية في هذا المجال وتطوير الإنتاج الوطني ودعمه.