لم تستطع كل مهرجانات الدعاية الإعلامية ، في شرق الأرض وغربها أن تحملني على الخوض في موضوع "عيد الحب" هذا القادم إلينا خلال أيام ، والذي لايخرج عن كونه مظاهرة اقتصادية ، اخترعتها المراكز التجارية الكبرى لترويج البضائع بعد انقضاء موسم "رخص رأس السنة وأعياد الميلاد" ، ليستمر المستهلك في مزاولة العادة الأجمل لدى التجار وهي الإنفاق والإنفاق والإنفاق ، موسما وراء موسم ، وعيدا بعد عيد ، ومناسبة بعد مناسبة .
إنّ الطابع العلمي للدرس اللساني جعلني أفكّر في طريقة رأيتها الأمثل لتقريب الفكر اللساني إلى المتلقي العربي، فحاولت أن أتقمّص دور هذا الأخير لأخمّن في بعض الأسئلة التي قد يطرحها للاستفسار عن خفايا و مزايا هذا العلم، لأنتقل بعد ذلك إلى الإجابة عنها بطريقة موجزة و مبسطة، و لتكن البداية في السؤال العام الذي عنونت به المقال:
استكمالاً لمسلسل البحث عن الحقيقة والوصول لليقين بطريق العقل ، اقتنيت كتاب صغيراً للدكتور محمد سعيد البوطي ، شدني عنوانه – حرية الإنسان في ظل عبوديته لله- كما يشدني كاتبه دائماً.
بدأت قراءته وأنهيته في أثناء رحلة مركز الرواد التدريبية الأخيرة للولايات المتحدة في يناير – فبراير 2010، وكنت أحاول أن أربط ما سأراه ونناقشه من حرية مطلقة يطالب بها اليوم في الكثير من مجتمعاتنا ، بما أعتقده كمسلم، وفي الحقيقة أنني لا أريد أن أعيش هذا التناقض .
يناقشنا الكثير من غير المسلمين عن الدين، ومن أكثر المواضيع التي تطرح علينا، هي حقيقة الحرية البشرية في الاعتقاد والسلوك والرأي والسياسة والجهاد في الإسلام.
من نعم الله علينا أن الدنيا تاريخ طويل موثق ومكتوب نعتبرمنه ونتعظ به, فكلنا يعرف الدنيا ويعرف مصائبها وإن لم تصبه .
فهكذا الدنيا تكون تجارب عديدة منها القاسية ومنها الجميلة .
فمثلا حينما تخسر صديق أو من تظن انه صديق وكنت تعتز بصداقته فإن المعاني تتوه منك و الكلمات تهرب من عقلك .
كحـبَّـات المطـر يهطـل المـداد.. قَطـرَة هنا وقَطـرَة هناك
وفي هذه المَسـاحـة تَتَجمَّـعُ القطـراتُ
..........
الصفحة 133 من 433