من الواضح إن إشكالية التعليم في العالم الإسلامي إشكالية ذات طابع ثقافي أي أنها في الأصل " إشكالية ثقافية " وقد يتضح صحة ذلك القول إذا ما تم تحديد كل من مفهوم الثقافة وعلاقة الثقافة بالحضارة والمدنية التي هي دلالات لتقدم المجتمعات أو تخلفها .
أولا : مفهوم الثقافة قديما وحديثا :
تعتبر " الثقافة " الأساس الأول الذي يؤثر ويتأثر بالتعليم حيث أن من وظائف التعليم الهامة نقل التراث الثقافي وأيضا تجديد وإحياء الثقافة ، لذلك فالعلاقة بين الثقافة والتعليم علاقة دائمة وملازمة ؛ لذا فإن " إشكالية الثقافة" تعتبر نظام كلى يتضمن كثير من نظم ومنظومات فرعية أخرى هي إشكاليات المجتمع المتعددة وفقا لأبعادها المتعددة :السياسية _الاقتصادية _ الاجتماعية _ ... الخ .والتي قد تؤثر وتتأثر بإشكالية التعليم ؛ وقد يتضح ذلك في ضوء استعراض موجز لمصطلح الثقافة ومصطلح الحضارة .
الحمد لله و الصلاة على من لا نبي بعده و بعد :
لقد أحببت أن أجد الحب و الروعة و الجمال في الصداقة و الأخوة .. فلم أجد الصداقة إلا إسـمـا لغير شيء .. لقد آلمتني الوحدة .. و عجزت عن إحتمالها .. فخالطت الناس .. و استكثرت من الأصدقاء و الأصحاب .. فوجدت بذلك الأنس لنفسي .. و أصبحت أضحك و أمزح و أفرح .. حتى يعدني الرائي أسعد من على الأرض
و الآن و قد نفضت يدي عن الصداقة حتى إشعار آخر .. و غدوت وحيداً لا أملك سوى ثلة من الأصحاب .. لا يبلغون عدّ أصابع اليد الواحدة .. و مـا هم باصحاب و لا أصدقاء .. إنما أناس أشم فيهم أحيانا قليلة روح الصداقة .. و عبق الأخوة
فـأين هو ذلك الشاب الذي أحببته .. الذي كنت أحسبه صديقا .. أخا .. حبيبا ..أين هو ؟ أين اختفى ؟
أين رفيقي الذي اودعته في قلبي .. و في أعماق قلبي .. هل تلاشى ؟ ..أين هو بعد أن نسيني الناس .. و عقني الكل .. و تغير العالم عليّ
أين هو بعد أن تكدرت الأيام .. و اشتدت الآلام .. و ابيضت الأعين
منذ سنوات أواسط القرن العشرين المنصرم، وهي السنوات التي بدأ العالم العربي بالإستقلال عن كل من بريطانيا وفرنسا، لم تشهد الأمة العربية تغييرا جذريا في هيكلية مؤسساتها. لقد كان التغيير شكليا، وبخاصة فيما يتعلق بالمؤسسات السياسية، وتحديدا الأنظمة السياسية.
تحت ظلال هذه الأنظمة العربية السياسية، عاش المواطن العربي زاحفا لاهثا وراء تحصيل لقمة عيشه، وحبة الدواء لمريضه، وقسط من التعليم لأبنائه الذين قدر لهم أن يتعلموا، وأما أولئك الذين لم يكتب لهم أن يتعلموا، وهم كثر، فظلوا رهينة الجهل والأمية والفقر المدقع.
إلا أن منظومة لقمة العيش، وحبة الدواء، وهذا القسط من التعليم، وارتفاع مستوى البطالة التي تنتمي إلى الوضع الإقتصادي السائد في معظم أقطار العالم العربي باستثناء القلة، ليست هي الحدود التي تنتهي عندها مشكلات العالم العربي والإنسان العربي. ثمة مشكلات سياسية خطيرة هي الأخرى، لا تقل خطورة عن المنظومة آنفة الذكر.
إن الغيبوبة السياسية العربية قد انتهت. لقد عاد الوعي وتغلغلت روح تونس في النفس العربية. إن الطغاة ترتجف منهم الركب في كل أنحاء الوطن العربي من أقصاة إلى أقصاه. وليس العرب فقط الذين تتم مراجعة أولوياتهم والتفكير في مستقبلهم . ولكن أيضا الكيان الصهيوني ، بعد أن نخر عظام الأنظمة ودبت الفرقة بين الأشقاء، الآن يحق له أن يقلق من الصحوة العربية.
فما الذي حدث؟ ولماذا يحدث؟ وما هي الظروف الموضوعية التي أدت وتؤدي وستؤدي لمثل هذه الثورات؟ وفيما يلي وصف للظروف التي يحتمل أن تخلق بيئة مواتية لمثل هذه الثورات الشعبية.
أولا وقبل كل شيء هي الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها وتعاني منها معظم الشعوب العربية إن لم يكن كلها. في عصرنا هذا الشرط من السهل الوفاء به. هناك مناطق كثيرة من العالم حيث الاقتصادات الراكدة، مرتهنة من قبل المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، غير قادرة على إطعام الأعداد المتزايدة من السكان، والأهم من ذلك ، غير قادرة على توظيف الأعداد المتزايدة من الشباب، بما في ذلك المتعلمين من الطبقة الوسطى تعليما عاليا. وفي عصر الاتصالات الفورية في جميع أنحاء العالم، لا أحد يعتقد حقا أن مثل هذه الظروف هي الأمور التي تسود وتنتشر. لقد كان محمد البوعزيزي، الشاب الذي، من خلال فعل التضحية بالنفس، أشعل الثورة التي أسقطت دكتاتور تونس، والاستجابة لسنوات من الإحباط الاقتصادي.
1- الحرية والكرامة: يجب أن يكون المواطن كامل الحرية والكرامة في وطنه، ولا يتأتى ذلك سوى بإلغاء النظام الرئاسي، وإعطاء الرئيس دورًا تشريفيًا هامشيأ كما هو الحال في لبنان وإيطاليا وألمانيا. وانتخاب الرئيس من قبل مجلس الشعب المنتخب. وتكون كل السلطات لرئيس الوزراء المنتخب بالأكثرية من قبل مجلس الشعب. وانتخابات مجلس الشعب يجب أن تكون نزيهة ودقيقة وشفافة وتحت إشراف قضائي ومجتمعي كامل.
2- تأكيد الهوية العربية الأسلامية: فلا مجال بعد الآن لتضييع عمر الأمة والحيرة في الهوية بين العلمانمية والفرعونية والأفريقية أو المتوسطية. فنحن شعب عربي واللغة العربية مقدسة ويجب تفرض على كل صعيد في الدولة. وتتم إنشاء هيئة كبرى فعالة لنقل أكبر كم من الانتاج العلمي والأدبي العالمي للغة العربية أول بأول. كما أننا شعب مسلم نريد حكومة مدنية كاملة بمرجعية إسلامية بحيث لا تكون فيها أية قوانين تتعارض مع الشريعة الأسلامية.
تمهيد :
قد تستغرب عزيزي القارىء حين تقرأ هذا المقال ووجه الاستغراب يكمن فيما يلي :
- القيمة المضافة مفهوم اقتصادي ابتدعه علماء الاقتصاد أمثال " كارل ماركس وميلتون فريدمان وغيرهما الكثير فما ارتباطه بالإنسان المسلم والإسلام كدين .
- مكارم الأخلاق : مفهوم يكاد يكون غائبا في العصر الذي نعيشه والذي يتسم بطغيان المادية وسيادة مفهوم الفردية وتضخم الأنا عند الفرد على حساب الجماعة .
وقد يزول ذلك الاستغراب بمجرد تدبرك للحديث الشريف المتفق عليه حيث ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله الشريف :
- عن مالك انه قد بلغه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت لأتمم حسن الأخلاق (فهرس أبو داود – حديث رقم1609 )
الصفحة 108 من 433