العصور القديمة:
دلت الحفريات والنقوش ورؤوس الرماح الحجرية ومجموعة الفخاريات المتقنة الصنع التي عُثر عليها في مناطق متفرقة من البلاد بواسطة البعثة الدانمركية عام 1965، والبعثة الإنجليزية عام 1973، والبعثة الفرنسية عام 1976، على أن أرض قطر كانت مأهولة بالسكان منذ الألف الرابع قبل الميلاد، حيث استوطنها أقوام عديدة في شبه الجزيرة.
وقد تم اكتشاف حوالي مائتي موقع لآثار ما قبل التاريخ خلال الأعوام الثمانية التي اضطلعت خلالها البعثة الدانمركية الأثرية بالعمل في قطر فيما بين عام 1956 إلى عام 1965. واكتشفت عدة مواقع ترجع إلى فترات مختلفة من العصر الحجري في شرق "أم باب"، وكذلك وجدت مواقع أخرى في الجنوب الأقصى قرب "سودانثيل"، وإلى الجنوب الشرقي من "دخان" وجد موقع كبير لصناعة الأدوات الصوانية عند "أم طاقة" من المحتمل أنها ترجع إلى مرحلة العصر الحجري الوسيط الميزوليتي، وإلى الجنوب الغربي من "مسيعيد" تم اكتشاف عدة مواقع جديدة. كما دلت الحفريات على امتداد الحضارة العبيدية التي قامت جنوبي العراق وشمالي الخليج العربي إلى شبه جزيرة قطر.
صديقي الكاتب..هل فكرت يوماً وقررت أن تأخذ قراراً جريئاً نابعاً من ذاتك وقناعاتك؟ هل فكرت يوماً أن تبدي وجهة نظر مخالفة لمن تحبه وتحترمه دون حساب لانزعاجه وردَّة فعله..؟ وهل جرّبت أن تعادي أهواءك وقناعاتك التي جاءتك معلّبة كالسردين، ومع الزمن أدركت أبعادها القريبة والبعيدة وهل أعلنت موقفك على الملأ والتزمت به دون خوف من نفسك ودفاترك القديمة؟..
إذا أجبت بنعم فأنت تجاوزت عصرك ونفسك..إذاً هيئ نفسك لقادمات الأيام لتبدي رأياً يخصّك ويخصّنا..
صديقي الشاعر..هل فكرت يوماً وقررت أن تكون شاعراً يشار إليه بالبنان؟ وهل جرّبتَ وقلت: نويت أن أكون شاعراً أو أن اكتب قصيدة هذه مواصفاتها..وذهبت لتجمع المفردات وعناوين الدواوين والقصائد ولَمَمْتَ صورة من هنا وصورة من هناك ولفظة من هذا ورأياً من ذاك ثم دخلت المعترك مرفوع الرأسِ متسلحاً بالجهل وبفراغ الساحة من النقاد والمتابعين..
حينما كنت ابحث في ارشيف بعض الصحف عن خبر معين وقعت عيناي على عناوين ومانشيتات صحفيه جعلتني اتوقف أمامها منها "فتاه كويتيه تحصل على ثلاث براءات اختراع كويتيه " فأخذني الفضول أن اعرف أكثر عن تلك الفتاه النابغة.
فوجدت أنها حاصلة على دبلوم عالي في هندسة الكمبيوتر .. بعدها دخلت الى عالم الصحافة التي كانت تحبها كمحررة صحفيه ثم ترأست قسم المرأة والطفل في جريدة الرؤيه ثم مسئولة صفحات المنوعات في جريدة مكان الاقتصاديه ثم انتقلت الى جريدة الراي التي تركتها لتدير مؤسستها الخاصة.
وأدرج اسمها في موسوعة "who who in Kuwait" ورغم أنها مازالت في بداية مشوارها إلا لها كتابا يحمل عنوان حروف بالقلم الأحمر وهو عبارة عن بعض مقالاتها وتحقيقاتها بالصحف وتقوم بالاعداد لإصدار كتابها الثاني.
بين الفينة والأخرى أُسئل سؤالا محرجا مزعجا وهو "كيف أتعلم الكتابة؟". ورغم مرور قرابة الاثنتي عشرة سنة قضيتها في الكتابة، فإني أتلجّم وأتلعثم أمام سؤال كهذا؛ سؤال يتوقع إجابة علمية وعملية على أمر أقرب إلى الفن. حينها لا أملك إلا النجاة بالصدق، فأقول للسائل "اتبع نظام اخدم نفسك بنفسك؛ اقرأ ولاحظ ما يفعلون، وستعرف سر الصنعة".
لا ضير من تعليم الناس كيفية كتابة البحوث مثلا أو التقارير أو الأخبار الصحافية أو غيرها من صنوف الكتابة الرسمية التي لا تخلو من قواعد حاكمة، بيد أني لا أستطيع أن أخفي استغرابي حين أرى إعلانا لدورة في الكتابة الإبداعية (مقالة أو قصة قصيرة مثلا)، تعلّم الناس –في الغالب الأعم- الكتابة على الطريقة الحربية! إذ يعلمونهم أن للمقالة مقدمة ومتن وخاتمة، تماما مثل الجيش الذي له مقدمة وقلب وساقة. هنا، لا أجد فرقا بين البحث العلمي والمقالة إلا في الحجم، تماما كالفارق بين الجيش والسريّة! دعيت ذات مرّة إلى دورة مشابهة، ففضلت الحديث عن الأخطاء اللغوية التي يقع فيها الكُتّاب، بدلا من تعليم الحاضرين كيفية ربط الكلمات والفقرات بالصمغ.
أن تكون مواطناً بشحمِهِ ودمِهِ ونبضِهِ يعني أن تكون إنساناً له وجودٌ وكيانٌ ، وله دور فاعِلٌ ومنتج . له ذاتُهُ وشخصيته وانتماؤه. وكلُّ هذه الصفاتِ يحضنها وعْيه.
أن تكون مواطناً يعني أن تملك جناحين قوييّن ، بهما تحلّق في فضاءات الوطن حيث الكبرياءُ والعزَّةُ والمَنَعَةُ . ويعني هذا أنّك تقرأ أسفارَه الخالدة بإحساسكَ وقلبك وعقلك قبل عينيك ، ولذلك تراه معك في كلِّ نبضة قلب.
ما إن انتهى الشارع الاردني من أحداث الجمعة قبل الماضية حتى وجد الكتاب في الصحف المحلية فرصة جديدة للكتابة !! هكذا نحن دائماً ،، لا نكتب ولا تفيض أوراقنا بالأحبار إلا إن وجدنا ما يثير أنفسنا والأنا داخلنا ،، ولم نعلم أبداً أننا نحيك اثواب ثقافة المستعمر ،، لنلبسها بعد كل جولة ونزدهي بها والعالم من حولنا يشهد صراعاتنا الداخلية متأملاً اتساعها لتتفجر بعد ذلك ثورة تجتاح كل البلاد ويتسلل بدوره ليهنأ بالكثير من الصلاحيات التي يمنحها لنفسه !!
الصفحة 103 من 433