أربعة وأربعون حزيرانا مرت على أول حزيران منذ العام 1967، وما زال حزيران نفقا طويلا مظلما، لا يلوح بصيص نور في آخره. أربعة وأربعون حزيرانا تفرز أحشاؤها كل يوم مزيدا من السطور الكئيبة على صفحات تاريخ النكبة الفلسطينية، هذه النكبة التي دخل الفلسطينيون عامها الرابع والستين.
واذا كان الخامس عشر من أيار/مايو 1948 قد ألقى بظلاله القاتمة على الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، فقد جاء حزيران بعد تسعة عشر عاما ليفرز تداعياته المستدامة على مجمل الحياة العربية، ولتصبح أسيرتها بصورة أو بأخرى.
أربعة وأربعون عاما منذ أن دخل هذا الحزيران أجندة القضية الفلسطينية وشكل واحدا من أخطر مفترقاتها. هو في حكم الزمن ماض، إلا أن هذا الماضي ما زال حاضرا حتى اللحظة الراهنة وعلى ما يبدو إلى ما بعدها.
شهدت مصر -في الفترة الأخيرة عقب سقوط النظام السابق – ظاهرة خطيرة ، وهي التهافت على السلطة ؛ وتمثل ذلك في تزايد عدد المرشحين لرئاسة الجمهورية. وفي الواقع ، فإن هذه الظاهرة هي نتاج لسلوك منتشر في منظمات الإدارة العامة والمحلية، وهو السعي إلى السلطة وحب امتلاكها ؛ بل الشغف بامتلاكها والتشبث بها؛ حيث تكاد تختفي ثقافة الاستقالة من المسئولين في العديد من منظمات الإدارة العامة والمحلية في مصر والعديد من الدول العربية.
ولكن الأمر المهم هنا ، هو أن السلطة مسئولية؛ لذا يطلق على كل صاحب سلطة لقب "مسئول"؛ فهو مسئول أمام من أعطاه هذه السلطة، ومسئول أمام من يمارس عليهم هذه السلطة، ثم إنه أولا وأخيرا مسئول أمام الله. وهكذا يخضع المسئول للمساءلة أمام جهات متعددة؛ وبالتالي يخضع للمحاسبة عند التقصير؛ فالمسئول محاسب إن جانبه الصواب سواء بقصد أو غير قصد؛ حيث ترتكز المحاسبة بالأساس وفي البداية على حدوث الخطأ، وليس على المقصد. ولن يفلت المسئول من المحاسبة،مهما طال الآجل، وخاصة من محاسبة الله العلي القدير.
لم يقل شيئا ..ولكنهم صفقوا له كثيرا
لو إفترضنا جدلا أن الحضارة الغربية هي حضارة إنسانية تكرم الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ، فإنه من المؤكد أنه من السهل أن تجد الكثير من التهم التي تهاجم فيها العرب والمسلمين وتصفهم بالإرهابيين والمتخلفين ..وهذا ما حاول نتنياهو أن يفعله بالأمس .
نتنياهو قال للأمريكان بالأمس من بين ما قال أن المشكلة في الشرق الأوسط ليست قيام الدولة الفلسطينية بل قيام الدولة اليهودية فصفق الكونجرس واقفا ..قال الزعيم أيضا أن أسعد العرب وأكثرهم حظا هم المليون فلسطيني الذين يعيشون في( إسرائيل ) فهم الوحيدون الذين يعيشون جوا ديمقراطيا من بين أل 300 مليون عربي فصفق الكونجرس واقفا .قال الزعيم حفيد شارون أن العالم لم يشهد حرية أديان للثلاث ديانات إلا من خلال حكم إسرائيل للقدس في الأربعين سنة الأخيرة ولهذا يجب أن تبقى القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، فصفق الكونجرس واقفا .وقال أن لا عودة لحدود 67 من أجل ضمان أمن إسرائيل ، فصفق أيضا الكونجرس واقفا .قال النتن انه لا عودة لفلسطيني إلى وطنه ، فصفق الكونجرس واقفا .
من المتعارف عليه أنّ قوّة المجتمع مرهونة بمدى قدرته على التفاهم أمام المستجدات. وإن لحمة الأمم تعتمد على عوامل مشتركة من الوعي يقوم بها ويؤدِّي وظيفتها رجال الفكر والأدب...
وهذا لا يتم إلا إذا توطّدت العلاقة بينهم وبين عامة الشعب .. وما من أمة حافظت على تاريخها وبنت حاضرها، وسعت إلى مستقبلها إلا وكان وراءها فكر نيّر، وعقول راجحة متوازنة، تعي ما تأخذ، وتعرف مسار خطواتها أمام الزوابع التي تحاصرها، وترمي غبارها عليها..
يحيي الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل وفي الشتات الذكرى السنوية الثالثة والستين لنكبته التي ما زالت تعايشه، وتستوطن حنايا ذاكرته، وكل تضاريس وجدانه وأحاسيسه. وقد يظن البعض أن النكبة الفلسطينية محصورة في اليوم الخامس عشر من شهر أيار/مايو 1948.
حقيقة الأمر أن هذا اليوم في التاريخ الفلسطيني الحديث قد أصبح عنوانا ومدخلا إلى النكبة الفلسطينية التي ابتدأت فعليا قبل هذا التاريخ، و هي لم تقف عنده، وتجاوزته بتداعيات وإفرازات كارثية، أضيفت الى سجلها طيلة ما تبقى من القرن العشرين المنصرم، لتدخل القرن الحادي والعشرين وما زالت مفتوحة على المزيد من المآسي.
يمكن القول إن الإعداد للنكبة الفلسطينية، قد بدأ في نهايات القرن التاسع عشر وتحديدا في العام 1897. إلا أن العام 1917 وهو العام الذي أصدرت فيه حكومة بريطانيا العظمى على لسان وزير خارجيتها آنذاك اللورد بلفور وعده المشؤوم في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر لذلك العام، فقرع بذلك أجراس النكبة الفلسطينية التي ما زالت تقرع حتى الساعة.
2- التلفاز
من وسيلة إعلام وتوجيه جماهيري إلى وسيلة إعاقة اجتماعية ونفسية وأسرية
ما الذي يجمع الأسرة اليوم في المنزل؟
ليس الجلوس في أوقات تناول الطعام التي كانت مقدّسةً يومًا ما.
ليس للنقاش حول موضوعات الحياة والأسرة والعائلة، العائلة الكبيرة والممتدة التي لم تعد أواصرنا معها كما كانت منذ عشرين عامًا، فلم تعد تحتل أي مكانة للنقاش حول أحوالها وأخبارها وأفرادها.لم يعد اجتماع الأسرة لنقل الخبرات والتجارب، وتعليم النشء الأعراف والتقاليد وثقافة المجتمع السائدة ليراعيها في تعاملاته، من خلال الحوار واستشفاف أفكار النشء، ومن ثمّ توجيهها أو تعزيزها، أو من خلال حكاية قصص الماضي التي تعرّف الأبناء على الأهل أخوالاً وأعماماً وأقارب، بل وحكاية سيرة الأب والأم الذاتية ومواقفهم وأحلامهم لتكون لهم قدوة.
الصفحة 101 من 433