ما من شك أن ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر قد أحدثت تغييرًا كبيرًا -وإن لم يكتمل بعد-، بل وانقلابًا فى المفاهيم العامة للسياسة وإصطلاحاتها المعروفة لدى الساسة المخضرمين محترفى اللعب بالألفاظ من أجل توجيه الرأي العام إلى ما يصبون إليه من أفكار لحساب مآربهم الخاصة وغير المعلنة. من يتصور أن الثورة قد انتهت أو أن ما تم إنجازه هو ذروة ما يمكن لها أن تحققه؛ فهو واهم وغير مدرك تمامًا لما يطفو على سطح المشهد السياسي والاجتماعي في الشارع الآن، والذي يمكّن لمن لديه ولو قليلاً من القدرة على قراءة المشهد الراهن واستقراء الأوضاع، وإلقاء نظرة سريعة على التاريخ الثوري للشعب المصري، وماذا كان يفعل بمن كان يستبيح حقوقه عند نفاد صبره المعهود.
الساحة العربية في حالة غليان واضطرابات مقلقة .وكأنّها على بركان حانق ,لايعرف الخمود , أو استيقظ بعد نوم مديدعلى جنباتها التي أدمنت الثبات والسّبات.استيقظ ليقذف حممَه فوق ملايين العرب وأسرّتهم التي ضجرت من ركونهم,لقد استولت عليهم الغفلة ولعقود وقرون طالت , استسلموا فيها للتّنظير والبكاء على الماضي والتغنّي به . راحوا فيها بعيدا بحثا عن آراء وخلافات ولّدت اختلافات زعزعت العقل الذي أصبح معتقلا . ليت النقاش والخلاف والتنظير ولّد أو أنجب حالات فاعلة منتجة ومنشّطة , فقد انعكست الحالة وتحوّلت إلى صيغة قاسية وأحكام قطعيّة جائرة من تكفير وتخوين وزندقة وعمالة وآخرها الإرهاب والسّلفية .كلّ هذا دون تأكّد ودون دراية لطبيعة هذه التّهم وما تجرّ على المجتع, وذاكرة أبنائه الذين اكتفوا بعناوين الصّحف والأخبار ورؤوس الموضوعات , فأنتجوا ثقافة الخبر المتداول . واحترق معنويّا وحقيقةً الكثيرون ممّن ظنوا المناخات مناسبة ومعافاة وحدّث عن النتائج ..
في آخر خطاب له قبل أيام معدودة بحضور رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، صال جال بنيامين نتنياههو كعادته شارحا منظوره لحل سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يقوم أساسا على استبقاء الإستيطان الذي دافع عن مستوطنيه نافيا عنهم صفة المحتلين، وملصقا بهم صفة المواطنين الأصليين.
واستمرارا رفض أي حل قائم على الرجوع إلى حدود ما قبل الخامس من حزيران/ يونيو 1967، ومصرا على أن تظل القدس عاصمة الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى منظوره المتمثل في رفض حق العودة.
وكان قد خاطب مؤخرا مجلس الكونجرس الأميركي، مكررا لاءاته المتطرفة برفضه حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وبرفضه أن تكون القدس عاصمة لفلسطين، أو أن تنسحب قواته المحتلة إلى ما وراء خطوط الخامس من حزيران/يونيو، أو أن يفكك تلك المستوطنات التي أقيمت اغتصابا على الأراضي الفلسطينية.
في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي لابد أن يتغير مفهوم المنهج الدراسي كثيرا من مجرد حقائق نظرية إلى مواد تفاعلية لكي يحقق النمو الشامل للتلميذ.
على سبيل المثال إن المناهج الدراسية في كوبا تخضع باستمرار للإصلاح والتعديل لمواكبة تغير الأوضاع المحلية.
ويتبادل المعلمون تجاربهم فيما يخص استخدام أساليب التدريس ومواده في إطار الجمعيات التربوية التي تختص منها بمادة دراسية معينة ويتم تشاطر أفضل النتائج خلال المؤتمرات المتخصصة بالتعليم التي تعقد على صعيد البلديات وتتولى المعاهد مع المجتمع المحلي تنظم اللقاءات الكبيرة وغير ذلك من الأنشطة التشاركية ويتم كل من التدريب قبل الخدمة وأثناءها داخل المدارس (لمدة خمس أو ست سنوات على التوالي) مما يكفل ربط المدارس بالمؤسسات المعينة بالتدريب . كما يقوم المعلمين بزيارة تلاميذهم في منازلهم وعقد دورات للطلاب لمساعدتهم على أداء واجباتهم (ثلاث مرات أسبوعيا- مجانا ).
صادف الأسبوع الماضي ذكرى يوم النكسة العربية في تاريخ 5-حزيران – 1967 ، وبالتالي نتوقف اليوم الثلاثاء مع تأملات بهذا الشأن الكبير الذي خسرنا فيه فلسطين كاملة وأجزاءً من مصر وسوريا والأردن.
- لكل شيء صورتان ، فهذا اليوم بالنسبة لنا نحن العرب نكسة وهزيمة وهو بالنسبة للصهيونية يوم عزة وفخر وانتصار...أقول هذا كي نتذكر في أيام انتصاراتنا أن هناك أيام ذل أيضاً مررنا بها وعلينا تجنبها وعدم الرقص على ماضي الانتصارات فقط.
- حسب كافة التقارير الاستخباراتية العربية التي تخرج فإن خسارة الحرب لم تكن بسبب أمريكا ولا قوة إسرائيل ، لكن بسبب ظننا السيء ببعضنا البعض فكم من تقرير أكد معرفة موعد الهجوم وطريقته من مصادر مختلفة لكن عدم الرغبة بالتصديق جعلنا نخسر كل شيء.... تقول الحكمة : " دائماً اسأل ماذا سأخسر لو صدقت الكاذب ، فبعض كذبه صدق!!".
إن الكتابة عن الشعر تحتاج لأكثر من مجداف وأكثر من رؤية، وتحتاج لكثير من المفاتيح التي تساعد الكاتب في الغوص وكشف أعماق القصيدة دون خلل في بنائيتها المتكاملة أو مسٍّ لحساسيِّتها المرهفة والتي تلعب دورا عظيما في التواصل مع الآخرين. لأن العمل الشعري في النهاية عمل متكامل متلاحم الأعضاء، والصعوبة تمكن أكثر عندما نتناول تجربة الأنثى الكاتبة، وهذا لا يعني التقليل من إبداعها وشخصها كجنس بشري أو إجحاف لحقّها الإبداعي، فالإبداع تميّز يرفرف فوق سماء الرجل والمرأة، ولكن تبقى الأنثى مُحاطة بعدّة أسوار، تحتاج لأدوات خاصة وبارعة ورؤية متأنية ناضجة حتى يقتحم الناقد أسوارها، فلها طبيعتها النفسيّة والجسدية التي تميزها عن الرجل، ولها قضاياها التي تخصّها، وتدفعها للاهتمام والتعبير عنها، والإبداع أكبر من هذه المعايير، ولذلك يكون الأمر صعبا عندما تتناول تجربة مبدع بعيد عنك، وربما يكون هذا البعد الجغرافيّ والمعرفيّ لصالح العمل، فتتعامل معه بتجرُّد وموضوعية، هذا يدفعك للبحث عن وسائل أخرى تغنيك عن التقرب منه، فلا تجد سوى إبداعه وقصائده، فهي الأقرب وفي داخلها مفاتيح عالمها الشعري.
الصفحة 100 من 433