تنفرد مدينة نابلس (جبل النار) بعادات وتقاليد خاصة بها، أو أنها تتشابه إلى حد ما مع بعض المدن الإسلامية مثل القاهرة ودمشق، وتذكيرًا فقد لقب المؤرخون مدينة نابلس بدمشق الصغرى، ومع ذلك تظل نابلس لها خصوصيتها.
لقد اعتاد النابلسيون على استقبال شهر رمضان المبارك من كل عام هجري بفرح وسرور عظيمين. ولا عجب في ذلك فهو شهر الرحمة والمغفرة، شهر الخيرات والبركات، شهر التوبة من المعاصي والذنوب.
قبل أيام من ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك الذي اعتاد المسلمون في كثير من الأقطار الإسلامية أن يحتفلوا به، كان النابلسيون يستعدون لهذه المناسبة الكريمة بما يليق بجلال حلول هذا الشهر المبارك.
عندما نترك بعض الأشياء ونهاجر من الأماكن ونعتزل الأعمال، أو عندما نبتعد عن أناس قريبين منا فهذا لا يعني أننا نكرههم أو مللنا عِشرتهم، أو لا نكنّ لهم في دواخلنا مشاعر الحب والولاء، بل أحيانا يكون الأمر عكسيًّا تمامًا، فمن شدة حبك وتعلّقك بأمر ما صدفة تقرر تركه من باب التغيير ومعايشة التجديد. بالطبع لا أعني بذلك الروابط الإنسانية التي مهما طال الزمان أو قصر يجب أن تتعمق وتزداد محبة وإخاء، لكن حديثي عن الأنشطة والأعمال والعلاقات العملية مع مجموعات ومؤسسات.
كلما نسمع من شخص أنه ترك مجموعة كان يعمل معها أو انفصل عنها، فأول سؤال يبادر إلى أذهاننا: عسى ما شر.. ليش؟ زعلت منهم؟ أو اختلفت معهم؟ ويتوجه العقل بشكل مباشر إلى التحليل السلبي لهذا الابتعاد غير المتوقع، فقد اعتاد مجتمعنا إلى غرس مفهوم (إن لم أكن معك فأنا ضدك أو خصمك)، وهذا مفهوم خطير يقلل من شأن التطوير وتدفق دماء التجديد في عروق الفِرق وشرايين المجموعات، ولهذا أحيانا بل يجب أن يكون غالبًا على المرء أن لا يبخل عن ترك مكانته أو مهامه لإعطاء المجال للآخرين أن يبدعوا ويتألقوا، وقبل ذلك أن يعطي لنفسه فرصة ذهبية لينتقل إلى عوالم أخرى ومسؤوليات أعظم، فالثابت الوحيد في الوجود هو التغيير الذي يحرك عجلة التنمية.
إن أي مختص ومعنى بالإستراتيجية الحديثة يعي تمامًا أن هناك تدافعًا مفاهيميًا كبيرًا موجود في حقل الإستراتيجية العام، هذا التدافع المفاهيمي أدى بدوره إلى خلط الأوراق مع بعضها، وتشويه جوهر الإستراتيجية وروحها، وجعلها تغرق في محيط كبير من المفاهيم التي شوهت السمة الروحية لها، وهذا الأمر الذي جعلني أكتب هذه الرؤية التحليلية للإستراتيجية والفهم الخاطئ لها بدلالة التخطيط.
يكشف المنهج الجينالوجي-الحفري لأعمال الفيلسوف الألماني هيغل (1770-1831)م عن المسكوت عنه في عمق فلسفته بطريقة لا شعورية يدفع كل أطروحاته الفلسفية، كما يكشف تمركزا ابستيميا يشكل نموذجا للعنف الثقافي الذي يمارس فعالياته العميقة في إظهار هوية الغرب الذي شحن نفسه بمقومات تاريخية ودينية وعرقية، واختزل العالم غير الأوروبي إلى مجموعة أنماط حياتية واقتصادية غير واعية ومتعثرة وساكنة واستبدادية، ومفتقرة لقوة الاستكشاف والتحليل والاستنتاج.
إنَّ الواقع المأساوي الذي ساد في العراق في ظل الاحتلال وعبث الجماعات المسلحة ذات التوجهات الدينية المزعومة أو السياسية الملغومة، جعله يعيش وضعًا مفعمًا بالصعوبات والتعقيد، وبعيد الأثر السلبي في مجالات الحياة جميعًا، وهو وضع غني بالأحداث، وكفيل بتوفير المواد التي تصلح للإبداع في فنون التعبير، لو تهيَّأت وسائل الإنتاج للمبدعين. وتأتي مسرحية "أمراء الجحيم" لتشكل ملمحًا مهمًا من ملامح الإبداع في هذه المرحلة من مراحل تاريخ العراق الحديث، ولتسجِّل بجرأة واضحة أهم ما يمكن تسجيله من المسببات التي تعبث بمقدرات هذا الوطن الجريح، دون أن تعبأ بالنتائج، فهي أوضح مِن أنْ يعتني بها عمل فني قصير ومركَّز كـ"أمراء الجحيم".
نابلس مدينة قديمة بناها الكنعانيون، وهم من القبائل العربية القديمة منذ 4000 سنة، كانت تسمى "شكيم" وتعني النجد، أو الأرض المرتفعة. احتلها الرومان الذين قرروا هدمها وإعادة بنائها على النمط الروماني في عهد الإمبراطور "فسبسيانوس" الذي أطلق عليها اسم (فلافيا نيا بوليس). فلافيا هو اسم عائلة الإمبراطور "فسبسيانوس". أصبح اسم المدينة يعني (مدينة فلافيا الجديدة)، مع الأيام بقي من اسمها نيا بوليس (المدينة الجديدة) والذي حُرّف فأصبح نابلس.
في العام 638 ميلادية، فتح المسلمون مدينة نابلس على يدي القائد الإسلامي الكبير عمرو بن العاص، وذلك في عهد خلافة أول الخلفاء الراشدين أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.
الصفحة 96 من 433