نشرت في مجلة الوعي الإسلامي، العدد 558، صفر 1432/ديسمبر-يناير 2011، صفحة 61.
مع صحوة النهار، و"الله أكبر"، وضوء بالماء البارد، ووقوف اتجاه القبلة، صلاة، ودعاء، ووقوف وذهاب إلى العمل، ورسم ابتسامة الأمل.
أرتاح أنا في العمل، ومع أنني -أحيانًا- أدعو على "قاسم أمين" وأمثاله، ممّن دعوا إلى تحرير المرأة، وإنزالها الى ميدان العمل!
أحب الراحة، وأحبّ الشعور بعدم الالتزام، وأكره تحمّل المسؤولية، ومع ذلك رائدة أنا في العمل، وأنجِزُ مهامي بدقّة، وأقوم بمسؤولياتي بإخلاص!
ورُغم ذلك؛ أكرهك يا قاسم أمين! لقد كنتُ اليوم أنعم بالراحة، ومع أنني اعتدتُ على العمل، وهو يقوم بوقايتي من العوز، ومن الفقر، ومن الحاجة، وبه أكون إنسانة قويّة؛ أملك قراري وأملكُ المال، ورغم ذلك أدعو على قاسم أمين!
محاور البحـث:
مقدمة.
معنى النقـد.
أهمية النقـد.
خطورة غياب النقـد.
أنواع النقـد.
منهج النقـد والمراجعة والتصحيح.
مقدمة :
"كان النقد و لازال من أفضل الأدوات المعينة على ارتقاء الأفكار والأفراد و المناهج، ومن دونه تفقد الإنسانيّة المعيار الصحيح للتصحيح على المستوى الفردي و الجماعي، وللأسف؛ كثيرٌ ينظر إلى النقد على أنه أداة ازدراء، بينما هو أداة بناء ونماء، ولمّا كانت المرحلة الآن تموج في التغيرات السريعة، والاضطرابات المتقلبة على الساحة العربية و الإسلاميّة، ولما بنيت كثير من الأفعال على ردود الأفعال؛ وجب أن نبيّن بعض الجوانب المهمة لهذه الأداة التي تمكننا من الوقوف على مكمن الداء و تعيننا على التشخيص الصحيح للدواء"."1"
يقول الدكتور عبد الكريم بكار: "النقد أداة من أعظم الأدوات التي اخترعها البشرية لبلوَرة وعيها, و اكتشاف ذواتها، وأصولها, وأوجه القصور في مشروعيتها، وإنجازاتها, حيث تظل الأفكار غائمة ومعتمة, ما لم تتعرض لِلَوك الألسنة, و أشعة الروز و التقييم".
أدناه أسئلة مشروعة كثيرا ما تردني. وما سأجيب به هو مجرد أبواب أشرّعها لكم كي تفكروا في الأمر. لا شيء أثقل على قلبي من الوصفات الجاهزة، ومن الكتّاب الذين يبتكرون القوانين ويختبرونها على قرائهم. إجاباتي هي تجربتي الخاصة المُعْلِمة لا الملزمة، اطلعوا عليها لكن لا تقبلوا بالتخلي عن أدواتكم المخبرية ومحاليلكم وحلولكم. إذا اتفقتم معي، أخبروني، وإذا اختلفتم نوروني.
إنها رسالة أحملها لأقول لكم أن القراءة تُقرِئُكم السلام، أنها تُحَييكم كي تُحْييكم. فهل ستردون التحية بمثلها أو بخير منها؟
يقدّر قاموس "لاروس" لسنة 2010 عدد الأرمن بستة ملايين ونصف مليون أرمني، منهم ثلاثة ملايين في أرمينيا والباقي مهاجرون أو مهجّرون. والغريب أن هذا القاموس المحترم يقول أن سبب هجرتهم هو مذبحةُ عامِ 1915 على يد الأتراك! بينما قال بعض الأرمن على الفضائيات أن مجموع المهاجرين الأرمن في العالم هو ستة ملايين، وعزوا ذلك لظلم وتعسف الأتراك. وتقوم اليوم ضجة كبرى في فرنسا وإسرائيل لإدانة من يشكك في "المحرقة الأرمنية".
أولا أعبر بصدق ومودة عن تعاطفي مع المهاجرين الأرمن الذين انتزعوا من بلادهم أو اضطروا إلى تركها والهرب منها نجاة بأرواحهم، كما أتألم لكل مهجّر في الدنيا اضطر لترك بيته ووطنه بسبب الاضطاد كما حصل لمسلمي دولة الأندلس ومسلمي الدولة العثمانية في القوقاز والبلقان. كما يجب أن أشير ألى أن الأرمن كانوا أوفياء للبلاد التي هاجروا إليها وساهموا بإخلاص في رخائها ونهضتها.
ثم لا بد من توضيح حقيقة تناساها كل الناس وهي أن هجرات الأرمن لم تنشأ فقط بسبب ما يسمى زورًا بـ "المذبحة الأرمنية عام 1915". وفيما يلي سرد زمني لعشر هجرات أرمنية تتالت لمدة ألف سنة بسبب الكوارث الطبيعية والحروب العديدة التي شهدتها بلاد الأرمن، ووقوع هذه البلاد بين أمم عظيمة كالبيزنطيين والفرس والعرب والمغول والروس والعثمانيين.
الصفحة 90 من 433