يبدو أن موضوع العقل المتفرد بوصفه موضوعًا قديمًا–جديدًا، قد يجعل الفطن يشتغل على صياغته في سياق نقدي يرتكز على مقدمات معرفية عديدة، من خلال ظواهر الموضوع ذاته، أو بواسطة تداخلهالمعرفي مع ما ورائياته المتعددة، في نواحي الحياة المختلفة، وفروع المعرفة العامة والمتخصصة.
جاء في اللغة: واستبد فلان بكذا أي انفرد به. يقال: استبد بالأمر يستبد به استبدادًا إذا انفرد به دون غيره. (ابن منظور: "لسان العرب"، ط3، دار صادر، بيروت، 1414ه، 3/81). واستبد برأيه انفرد (ابن سيده: "المخصص"، تحقيق خليل إبراهم جفال، ط1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1417هـ، 1996م، 3/431).
يرى الكواكبي أن الاستبداد في اللغة هو: "غرور المرء برأيه والأنفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة". وهو عند الإطلاق: "استبداد الحكومات خاصة، لأنها أعظم مظاهر أضراره التي جعلت الانسان أشقى ذوي الحياة. وأما تحكم النفس على العقل، وتحكم الأب والأستاذ والزوج، وبعض الشركات، وبعض الطبقات، فيوصف بالاستبداد مجازًا أو مع الإضافة". وهو في اصطلاح السياسيين: "تصرف فرد أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة وبلا خوف أو تبعة"، (الكواكبي: "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، تقديم الدكتور أحمد السحمراني، ط3، دار النفائس، بيروت، 1427 ه – 2006 م، ص 37).
أعرف العقل المتفرد على الشكل الآتي: هو العقل الممتد في فعل نموذج من الإنسان، وفي الفكر أيضًا، بمخرجاته المتنوعة، والقائمة على تسليع الثقافة بطريقة الإنتاج النمطي، وقولبة الإنسان بإنتاجه على شاكلة القوالب المتماثلة، أي إنتاج الإنسان الواحدي، وتنميط المعرفة، أي تصنيع أنماط معرفية متشابهة، وتكرار النمط الثقافي الواحد، الممتد في التاريخ، بحيث يتم تعطيل تجديد النمط الثقافي بهدف تحويله إلى أنماط متعددة تشتغل بنسقية واحدة يخدم بعضها بعضها كالبنيان المرصوص، وهنا يصبح التجديد معطلاً والعقل غير قادر على أداء وظيفته الأساسية وهي التأمل والتفكر والتدبر والتبصر!
يشكل فعل الكتابة حدثا حضاريا فريدا، ذلك أنه لم يتخذ فقط من الخط واللغة وسيطا له، بل استطاع أن يوظف وسائط أخرى أكثر تأثيرا، قدمت للإنسان أشكال أخرى من الكتابة، ووسعت من مفهومه لها. فقد بدأت الكتابة، لا كعملية مكتملة ومرة واحدة، بل كتطورات متلاحقة في مسار عمل منتظم وثوري، فقد تعرفنا منذ قرون على الأصوات كأهم مادة يمكننا أن نمارس التأثير عليها، نظرا لأن الصوت هو أهم فعل متصل بالخارج وبالتغيير، فالمولود يصرخ لأول مرة حين يولد، أما ما يحدث بعد ذلك فهو تغيرات تطرأ على الصوت نفسه. إن التعرف على الصوت، والتمييز بين طبقاته، ثم إحداث الاختلاف فيما بين هذه الطبقات، ثم وضع لكل صوت حرفا معينا، هي عمليات مفصلية في التاريخ. لقد بدأنا أولا بالتمييز بين هذه الأصوات التي نقوم بها، ولا حظنا بأن هذه الأصوات يمكننا أن ننتظمها لنكون كلمة ما، ثم جملا واضحة تؤدي اغراضا مهمة لنا. لكننا بالنسبة للجملة، نحتاج إلى شيء آخر، أكثر من مجرد إحداث اختلافات واضحة بين الأصوات لنتعرف على الشيء، إننا بحاجة إلى قواعد منطقية، لنحدد هذا الواقع ولنستطيع التعامل معه. وهكذا نشأت اللغة أولا. أما في المرحلة التالية، فقد استطاع الإنسان أن يعطي شكلا ما لهذه الحروف، من خلال اكتشافه لوسيط أخر يمكنه من إجراء تغييرات عليه، وهو خط الأفق المستقيم، والذي هو خط خيالي أكثر، بسبب تطورات حاصلة في قدرات الفكر البشري، ومن ثم توصل للأبجدية والكتابة كفعل تاريخي،. ولذا أطلق الإنسان على هذه المرحلة من تاريخه، اسم "التاريخ" وما قبله "ما قبل التاريخ".
تطورت فلسفة إدارة المحليات في الآونة الأخيرة لتعبر عن أساسين رئيسين وهما : اللامركزية الجغرافية والتنمية المحلية ، ومن المفترض أن تقود اللامركزية الجغرافية إلى التنمية المحلية ؛ ومن ثم يتعين البحث في الأسس العلمية لكل من اللامركزية الجغرافية والتنمية المحلية :
1 - اللامركزية الجغرافية والمجتمعية.
يتم التقسيم الإداري والحدود الجغرافية لوحدات الإدارة المحلية بمختلف مسمياتها (مناطق، محافظات، مدن، الخ) بالاستناد إلى معايير علمية موضوعية تحقق أغراض اللامركزية المجتمعية، وأهمها: التمكين المحلى، والتنمية المحلية المستدامة،وعدالة توزيع الموارد الطبيعية المتاحة بالدولة ككل على وحدات الإدارة المحلية مع مراعاة بعض الخصوصيات؛ وبما يحقق استغلالا كاملا ومحليا لتلك لموارد، ومن أبرز تلك المعايير الاسترشادية :
في سورة واحدة، يظهر سؤالان يعلّمان الناس كيف يكون السؤال. سؤال مشروع لا تثريب عليه، وسؤال آخر هو عين الخطأ والاعتداء. في سورة البقرة نقرأ سؤال الملائكة، ونقرأ أيضا أسئلة بني إسرائيل.
عجيب جدا أن نعرف أن الملائكة المجبولة على الطاعة وعدم المعصية تتعجب فتسأل الله تعالى عن جعل آدم خليفة في الأرض. وجميل جدا أن الله تعالى لم ينهرها، ولم يعاقبها، و لم يتجاهل سؤالها، بل رد عليها ردا عمليا مفصلا. حين أبدى لها كيف أن آدم مهيّأ بالمعرفة {وعلم آدم الأسماء كلها ...} التي تؤهله للخلافة.
وفي مكان آخر من السورة الشريفة، نجد سؤالا، أو بعبارة أدق السلسلة السؤالية التي صاغها بنو إسرائيل. سألوا، وسألوا، وسألوا. وأمهلهم الله ليمعنوا في السؤال ولم ينكر عليهم. تركهم ليضيقوا على أنفسهم بأنفسهم.
سؤال الملائكة كان سؤالا نبيلا، سؤالا استفساريا مشروعا. قد يبدو للعقل غير الخبير أنه سؤال ينم عن طمع، وحاشا أن يكون هذا من صفات الملائكة. لكن المنطق هو الذي فرض المقارنة بين الإنسان المعرض للمعصية وبين الملائكة التي لا تعصي ولا تستطيع ذلك. وإزاء هذا السؤال، أجاب الله وخلّد الموقف في القرآن ليعرف بنو آدم أن لا غضاضة من سؤال الملائكة، فما بالك بالبشر الذين يملكون النجدين؛ الطاعة والمعصية، بعكس الملائكة المجبولين على السير في طريق الطاعة وحده.
أما سؤال بني إسرائيل فكان سؤالا تنصليا، سؤال جدال ومراء و"شراء وقت"، كان محاولة لتمييع الموقف خوفا من كشف الحقيقة. فأخذوا يسألون ويسألون عن صفات البقرة، أملا في أن يتعذر إيجادها أو يتغير سير الأحداث إلى سيناريو أقل حدة من إحياء الميت وتوريط الجاني وأدانته إدانة تامة. كيف تعامل معهم الله تعالى؟ لم يقرعهم، ولم ينبههم أن يذبحوا أي بقرة وأن يتوقفوا عن الأسئلة، بل أمهلهم ليستدرجهم إلى تلك البقرة النادرة العزيزة التي كلفتهم مبلغا طائلا جعلهم يترددون في ذبحها حتى بعد أن وجدوها {... فذبحوها وما كادوا يفعلون}.
إذا تدرجنا من إشكالية الرواية العربية المعاصرة، واستحقاقيتها لأن تكون الجنس الأدبي الأقدر على التعبير عن علاقات الإنسان الحديث المعقدة، سواءً على صعيد الذات أو على صعيد فهم الآخر والكون؛ يتوجب علينا الخوض في عدد من التساؤلات التي تتزاحم بذهن القارئ، من مثل: هل الأنا العربية تتناقض مع الآخر؟ هل الأنا تمثل الصديق، والآخر يمثل العدو؟ هل هناك صراع حتمي بين الأنا والآخر، أم تآخٍ وتكامل بينهما؟
يبدو -من الوهلة الأولى -أن الرؤية ما تزال تغشاها ضبابية حتمية، حيث الأنا لم يلبث يبحث له عن وجود في الآخر، سيما وأن "الأنا" لا تتجلى ذاتيته إلا بوجود الآخر، فالصراع أو –بالأحرى- اللقاء بين"الأنا" و"الآخر" يظل حتمية قائمة في ظل الـ"هنا" والـ"هناك"، حيث يبقى هذا اللقاء رهين إحساس مزدوج (الانجذاب/النفور)،(التوافق/الاختلاف).
خرج حزب الوسط المصريّ إلى النور فى 19 /2 / 2011م بعد مخاض عسير طويل منذ انبثاقه كحزب سياسيّ له قبول عام بين الكافة أو أكثرهم لفكره الوسطيّ فى 10 /1 / 1996م، وذلك لخوض رجال الحزب حروبًا شرسة مع أذناب نظام المخلوع الذين اصطنعوا العراقيل لوأده مبكرًا .
يتميز الوسط بأنه أول حزب مصريّ صاغ مرجعية الحضارة المصريّة العربية الإسلاميّة في شكل مشروع سياسيّ ببرنامج مدنيّ، ويوضح الدكتور عبد الوهاب المسيريّ وهو يقدم لبرنامج الحزب ولائحته معنى (المرجعية الإسلامية) كمرجعية نهائية للمجتمع المصريّ: \"بأنها بعيدة عن فكرة الحكومات الدينيّة وحكم الكهنوت، لأنه بدون المرجعية، لا يمكن للمجتمع أن يحدّد أولوياته أو يسيَّر أموره؛ فالمرجعية إذن أمر حتميّ، ومرجعيّة الإسلام العامة مرجعية دينيّة للمسلمين، ومرجعية حضاريّة لغير المسلمين، كما أن الشريعة الإسلامية لا تستبعد أحدًا\".والحق أن الدكتور المسيري قدم فكرًا مستنيرًا رشيدًا عن الشريعة الإسلاميّة كمرجعيّة، وكيف أن الحزب لا ينظر إليها على أنها نصوص تُتلى أو أحكام يتمّ تطبيقها أمام المحاكم، وأنها ليست مجموعة من القيم الساكنة .
ونأتى إلى الفقرة الأهم والحاسمة التي نورد نصًّا بدون تصرف: (وحينما يطرح الحزب الشريعة كمرجعيّة نهائية فإنهم يسعون إلى جعلها متفاعلة مع جوانب الحياة جميعها ووضعها موضع التطبيق عن طريق تخيّر الاجتهادات التي لا تصيب حركة المجتمع بالشلل، وهي اجتهادات بشريّة تستضيء بمقاصد الشريعة العامة وكليّاتها الأساسية، ولكنها تظلّ اجتهادات تحتمل الصواب والخطأ، وقابلة للأخذ والردّ والنقد والمراجعة، كما أنها قابلة أيضًا لإعادة النظر والتغير من زمان لزمان ومن مكان لمكان)، وهو عين ما قاله الأستاذ \"عصام سلطان\" أيضاً فى تصديره للبرنامج: (فلا قداسة لشكلٍ معيّن من أشكال الدولة أو الحكم على مر التاريخ، ولا لممارسات معينة، كما أنه لا قداسة لرأي فقهيّ لعالم من العلماء على مر التاريخ أو لمذهب أو لفرقة؛ فالبشر هم البشر يخطئون ويصيبون، وكلُّ أحدٍ يؤخذ من كلامه ويُرَّد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم). وانطلاقاً من هذا النهج القويم، والفكر الحكيم، أرى أن أقول للتاريخ كلمتي وأمضي سواءً أخذتم بها أم لا؛ لعل أجيالاً تأتي بعدنا ممن سيقودون سفينة الحزب، يوافقونني على ما ذهبت إليه؛ فيأخذون ببعضها أو كلها. ولعل من يقرأ كلام المغفور له -بإذن الله- أستاذنا الدكتور المسيري عن المرجعية النهائية للإسلام ثم يشرع في قراءة برنامج حزب الوسط، وخاصة (ثانيًا: المحور الاقتصاديّ) سيكتشف أن الصلة منبتة تمامًا، والمرجعية غائبة برمّتها، حتى أن كلمة (إسلام) لم ترد نصًّا أو روحًا فى المبادئ العامّة أو السياسات؛ بيد أن هناك ذكر للزكاة والصدقات، لكن لم يُذكر أن المحور الاقتصاديّ للحزب له مرجعية إسلامية أبدًا، لا من قريب ولا من بعيد، بل المذكور هذا النص الصادم: (فيما يلي مجموعة من المبادئ العامّة والسياسات المقترحة لحل الأزمة الإقتصادية المصريّة، ونحن لا نرسم سياستنا الإقتصادية في فراغ فهي من ناحية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقؤاءتنا لطبيعة الأزمات الإقتصاديّة التي تعاني منها مصر في اللحظة الراهنة، بينما ترتكز من ناحية أخرى على علم الاقتصاد، بل والاستفادة من التجارب المختلفة حول العالم، بما فيها التجربة المصريّة ذاتها عبر العصور المختلفة). ولقد شرح بعض من رجال الحزب البرنامج الاقتصادي على شاشات التلفاز، وأكدوا أن الحزب يتبنى نظام الإقتصاد الحر، ويستغرب من استغرب متسائلًا: وأين الإقتصاد الإسلاميّ؟! ألم يكن هو الأولى بتبني الحزب له؟ خاصة وأن الاقتصاد الإسلامي نظرته وسطيّة كفكر واسم الحزب؛ فهو لا يبيح الشيوع، كما أنه لا يبيح إطلاق الملكية بلا حدود، وإنما يقيّد الملكيات كلها -خاصة وعامة- بقيود الشرع، حيث ينظر إلى الفرد وإلى المجتمع بلا طغيان أو إخسار، فيعطي الفرد حقه في التملك، ويقر له بالملكية الفردية، ولكن ذلك يتمّ بأسسٍ وضوابط محددة، كما أن الاقتصاد الإسلامي يراعي مصلحة المجتمع ومصلحة الفئات الضعيفة فيه، وذلك لإقامة التوازن والعدل بين الفرد والمجتمع.قاطعت من استغرب وأكدت له أن الحزب ربما تأثر بفكر الآباء المؤسسين من أمثال الدكتور \"سليم العوا\" والذي يتبنى أيضًا الاقتصاد الحر، فقد كان هذا ضمن برنامجه الانتخابيّ الرئاسيّ، وذلك حين سألوه حول رأيه في النظام الاقتصاديّ، فأجاب: (أنا ضد القسمة إما اقتصاد حرّ أو اقتصاد موجّه، وأنا مع الاقتصاد الحر غير المستغِلّ مع الاقتصاد الحر الذي يعطي الدولة حقها ويفيد المستثمر، أنا مع الاقتصاد الحر دون الإضرار بمصلحة الفقير بموجب تشريعات). وربما كان تبنّي الحزب لهذا النظام حال تأسيسه له وجاهته، ولكن الظروف تغيرت وظهرت على السطح أحزاب من ذات المرجعيّة الإسلاميّة، منها ما يتبنى أنظمة اقتصادية غير الاقتصاد الإسلاميّ؛ بيد أن أشهرها من نص صراحة فى برنامجه على أنه يستمد رؤيته الاقتصادية من مرجعية النظام الاقتصاديّ الإسلاميّ.
إن الاختلاف حول المساواة الكاملة للمرأة، وولاية غير المسلم على المسلم، من المبادىء التي يتبناها الحزب تحتمل الخلاف وإعمال العقل، ومناقشة الآراء الفقهية، لكن أن يكون هناك نظام اقتصاديّ كامل ضمن مرجعيتنا الدينية، فنقصيه ونتنصل منه، ونفضّل عليه نظام اقتصاديّ آخر بمرجعية أخرى؛ فهذا انقلاب على المرجعية التي نص عليها الحزب في برنامجه ولائحته، إذ أنه من المعلوم أن لكل نظام اقتصادي عقيدة فكرية تستنبط منها مفاهيمه وأسسه، وتُعتبر مرجعيته في التطبيق, والمرجعيّة الإسلامية للنظام الاقتصادي الإسلاميّ هي فقه المعاملات والفتاوى الاقتصاديّة المعاصرة الصادرة من مجامع الفقه الإسلامي, ولذلك لا يُمكن فصل الاقتصاد الإسلامي عن العقيدة وعن الأخلاق وعـن الفقه، وهذه المرجعية تختلف عن المرجعيات الوضعية الماديّة الليبراليّة والتي ينتمي إليها نظام الاقتصاد الحر بالضرورة. وكم كان أولى بمن وضع المحور الاقتصادي للحزب لو أطلّ إطلالة على الدستور الإسلاميّ الذي وضعه علماء وفقهاء مجمع البحوث الإسلامية، وأصدره الإمام الأكبر الراحل: الدكتور عبد الحليم محمود، وخاصة الباب الرابع منه والمعنون بـ: (الاقتصاد الإسلامي) لوجد أن موادّه تفي بالغرض وأكثر، وتحافظ على مرجعيّة الحزب ومصداقيّته في ذات الوقت، ومن هذه المواد: مادة 20: يقوم الاقتصاد على الشريعة الإسلامية بما يكفل المصالح الشرعية المعتبرة، ويجوز اعتبار ما يثبت صحته من القوانين الاقتصادية فيما هو حلال، كما تجوز الاستعانة بالوسائل الاقتصاديّة العصرية في حدود الشريعة الإسلامية. مادة 21: حريّة التجارة والصناعة والزراعة مكفولة في حدود الشريعة الإسلامي. مادة 22: لا يجوز التعامل بالربا أخذًا أو عطاءً. وكل ربا تمّ التعامل عليه موضوع .
لقد ثبت فشل نظام الإقتصاد الحر عند تطبيقه فى مصر، فقد أكد الدكتور إبراهيم العيسوي أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي، فَشل النموذج الاقتصادي الحالي في تحقيق التنمية في مصر، مؤكدًا أن هذا الفشل كان أحد الأسباب الرئيسيّة لاندلاع ثورة 25 يناير، واستغرب العيسوي من إصرار المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة د. عصام شرف بالتمسك بالاقتصاد الحرّ وعدم تغيير المسار الاقتصادي.(الأهالي 16/6/1102)، وقال أحمد سيّد أحمد فى الأهرام الرقمى: \"أن مصر قد تبنت النظام الاقتصادي الحر منذ نهاية الثمانينيات وحتى الآن والذى تجسّد في سياسات الإصلاح الاقتصادى وعمليات الخصخصة للقطاع العام التي طبقها النظام السابق، والذى بدوره فشل فى تطبيق الاقتصاد الحر كفشله فى تطبيق الاشتراكية). وهذا ما دعا الدكتور محمد مرسي إلى تبنّي نظام الإقتصاد الإسلامي فى حديثه الذي ورد بمجلة الأهرام الإقتصادية حيث قال: (إن الاقتصاد الإسلامي الأفضل لتوجيه اقتصاد مصر المرحلة المقبلة؛ لأنه يبتعد عن أخطاء وعيوب النظامين الاقتصاديين الحر والموجه اللذين مرّت بتجربتهما مصر السنوات الماضية؛ فالاقتصاد الموجه ثبت فشله فى استقامة اقتصاد الدولة؛ حيث أنه لم يُتح الفرصة لحرية الاقتصاد والمنافسة بما جر مشكلات عديدة عانى منها أصحاب الأعمال على وجه الخصوص، وبالنسبة للاقتصاد الحُرّ فقد ثبت أيضًا أن له مساوئ عديدة أهمها: تهميش صغار أصحاب الأعمال من التجّار والصناّع وتكوين رأسماليّة متوحشة تقودها كبرى الكيانات وبالتالي تصبّ فى مصلحتها وحدها، ذلك إلى جانب ما جرّه من ضرر على المستهلك يتمثل أهم جوانبه فى الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار السلع الأساسية. وأضاف: إن نظام الاقتصاد الاسلامى الأفضل لضمان تكافؤ الفرص وحسن توزيعها على أصحاب الاعمال بما يحقق العدالة داخل مجتمع رجال الأعمال فضلًا عن انعكاسه ايجابًا على مصلحة المستهلك. وبعد كل ما تقدّم وبناءً على المرجعية الفكرية لحزب الوسط التي أرساها الراحل الكبير الدكتور المسيري، وأكد عليها السيد نائب رئيس الحزب، وذكرناها آنفاً، بأنه لا قداسة لرأي فقهيّ لعالم من العلماء على مر التاريخ أو لمذهب أو لفرقة، والاجتهادات قابلة أيضًا لإعادة النظر والتغير من زمان لزمان، ومن مكان لمكان؛ نرى أنه بات لزامًا أن يعاد التفكير بل والمضيّ نحو تغيير المحور الاقتصاديّ للحزب من نظام الاقتصاد الحر إلى الاقتصاد الإسلاميّ، وذلك حتى يتطابق المنهج الاقتصاديّ مع المرجعية الدينية والحضارية للحزب. ولأن القاعدة فى الحزب هى الاستفتاء دون الاسئثار بالرأي، فمن الممكن أن يطرح تغيير الهويّة الإقتصادية للحزب فى استفتاء عام على كافة الأعضاء، ولو أن أمرًا يمسّ الشريعة، والمرجعية لا تحتاج لمثل هذا الإجراء.
التدقيق اللغوي لهذه المقالة: أفنان الصالح.
الصفحة 85 من 433