بداية، لا بد لي في يوم المرأة العالميّ أن أبعث ببطاقة تقدير وإكبار للمرأة العربية بعامة في كل الجغرافيا العربية؛ احتراما لدورها المقدس، باعتبارها قلب المجتمع العربي النابض في كل الاتجاهات. هنا، فإنني أخص المرأة الفلسطينية بتحية إكبار وإجلال؛ لكفاحها وصمودها، وتضحياتها المستدامة، وهي تتصدى لأعتى التحديات الاحتلالية وأشرسها. أحييها أمًّا، زوجة، أختًا، بنتًا، ربة بيت، عاملة، طالبة علم، أسيرة في معتقلات الاحتلال. وأدعو الله عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة شهيدة مأواها جنة الرضوان.
الثامن من آذار/ مارس من كل عام؛ إنه يوم المرأة العالمي، هو يوم في حقيقته مكرّس لإبراز منظومة التحديات التي كانت ولا تزال شرائح عريضة من نساء العالم يشعرن أنهن يواجهنها على كافة الصعد الحياتية، وفي المقابل استعراض إنجازات ومكاسب حققتها المرأة على مدى عام منصرم، أو أهداف ما زالت تسعى لترجمتها على أرض الواقع، وقد وضعتها نصب أعينها بغية تحقيقها.
يا سيد البطولات الأدبية، ويا خطيب المنتديات الثقافية، ويا كاتبًا من الفئة الأولى، وشاعرًا من الطراز الملكي،
تفتقدك أماكنُ الصدراة، وتنادي عليك وبأعلى الأصوات، "في أيّ مكانٍ أنت ومع أيّ جماعة تكون؟"
محلّك في القمة فارغ، وجسد الإبداع يلزمه رأسه، وإلا سيُبلى الجسد وتخبو باقي أطراف الشعلات والومضات.
"ما زلتُ أتذكر الرجُل الذي وقف وأسرته أمام متجرٍ صغير يُحاولُ أن يشتري لهم شيئًا، وليسَ في جيبهِ إلا دنانير كويتية لم تعُد ذات قيمة، فطفرت من عينهِ دمعة لم يمسحها حتى وجد أمامهُ رُزمةً من المالِ ألقى بها عابرٌ أمامهُ، وتوارى وهو يخفي وجهه." محمد حسن علوان
الذكرى السنويّة المجيدة للعيد الوطني وعيد التحرير تعود. تعودُ لتذكر أهل الكويتِ بنشوةِ الحُرية، تلكَ التي سُلِبت منهم إبّان الغزو الصدّامي الغاشم؛ التي امتطى فيه شعبُها صهوة الحُزنِ المذهول والتساؤلات التي تكادُ لا تنفك عن قرعِ الطبولِ بداخلِ رؤوسهم.
ذكرى الاستقلال، هو ذلك اليوم الذي ودعت في الكويت ماضٍ طبعَ فيه الآباء والأجداد على جبينِ الكويت قُبلا من التضحية في سبيل العيش الكريم والدفاع عن تراب الوطن.
لاشكّ أنّ ما نمنحه لأولادنا من محبة، ومن حنان، وعطف يُعتبر من الأمور الرائعة التي من شأنها أن تجعل طفولتهم سعيدة، والتي لابدّ أن يكون لها تأثيرها وانعكاسها الإيجابي الفعّال على تكوين
شخصيتهم في المستقبل. لكننا يجب ألا نَغفل أيضًا عن أمر آخر, هو في الواقع في غاية الأهمية, وهو بأن علينا أن نُعلّمهم أيضًا حسن التعامل مع الآخرين؛ وأن نزرع في نفوسهم البريئة الطاهرة
شعور التعاطف نحو الآخرين؛ وأن نعوّدهم على التعبير عن امتنانهم في مختلف الظروف ولو بكلمة شكر صغيرة, بحيث يصبح ذلك من الطباع الراسخة في نفوسهم.
كلمة الشكر!.. كلمة لطيفة لها دومًا تأثيرها السحري على نفوس البشر، على اختلاف أعمارهم، وأوضاعهم، وعلى اختلاف مكانتهم الاجتماعية. ولكي نعمل على ترسيخ هذه العادة المُحببة في
أولادنا لابدّ أن نكون مَثلهم الأعلى في مثل هذا التصرف الراقي.
فلو بدأنا بالمحيط العائلي فإن كلمة شكر من زوج لزوجته أو من زوجة لزوجها تُعبّر عن التقدير, حتى لو كان ذلك لأقل الأشياء أهمية, وحتى لو كان لبعض الأمور التي قد تُصبح مع مرور الوقت من
الأمور البديهية في الحياة العائلية, لابدّ أن يكون لها أثرها الكبير في زيادة التقارب بينهما وفي تعميق وتأصيل العلاقة بين جميع أفراد العائلة.
لِم لا يعتاد الأهل أيضًا على عدم الاكتفاء بالتعبير عن الرضى عن تصرفات أولادهم أو بالتعبير عن محبتهم لهم بمنحهم الهدايا، وإنما بالحوار الذي يجعلهم يدركون قيمة التزامهم بالمبادئ الأخلاقية
التي يغرسها الأهل فيهم، وبأنهم بذلك يُحققون ما يتطلع إليه أهلهم؟
هيَ ملعب للأولاد، ومأوى للعصافير، وحائط للتعبير للفتيان وللفتيات.
وجذعها ضخمٌ يتوارى خلفه الصيادون، وأغصانها وارفة يتفيأ تحتها الرعاة.
وفي أحد الأيام، كنت ألعب مع إخوتي، وأولاد جيراني، تسلقناها وقسمناها فيما بيننا. وكان في جهتنا عش عصافير، فيه عصافير صغيرة أصواتها خافتَة، ولا تنفك تغرد وكأنها تنادي أمها.
طوق الغاردنيا،
اشتريته منها وألبستها إياه فضحكت، وقالت "هو للبيع سيدتي وليس لي. يكفيني رؤيتها واستنشاق رائحتها الزكية.
خذيه لكِ أو لأحد غيركِ، وقدميه هدية وشكرًا لكِ. ولكن لا أستطيع أن أضعه! أنا أضرب، وأشتم، ويعتقدون أنني مسرفة وغير مبالية! خذيهِ أرجوكِ لا أستطيع أنْ أردّ لكِ النقود خذيه."
الصفحة 89 من 433