ما هو قانون الأخلاق ؟... وهل هو من القوانين أسوة بغيره من القوانين الوضعية التي سنّها البشر والتي أدرجت ضمن دساتيرهم كي تُنظم حياتهم وتحكم علاقاتهم وأساليب التعامل فيما بينهم؟... ولو كان كذلك فلِم لاتوجد له تلك العقوبات الرادعة التي تُطبق على من يُخالف القوانين الوضعية الأخرى؟ ...
قانون الأخلاق ليس في الحقيقة من القوانين الوضعية المكتوبة وإنما هو حاجة وضرورة اجتماعية نشأت منذ بدء الخليقة لكي تُهذب طباع البشر وتضبط تصرفاتهم بصرف النظر عن أعراقهم وأجناسهم ودياناتهم وطباعهم..
تجدهُ وحيدًا في أدغال أفريقيا كناسِكٍ متأمّل، “سجادتهُ” طاولة البحث و”سبحته” أدوات الفحص والقياس و”ِقبلَته” شاشة جهازه الإلكتروني المُعين له في تحصيل النتائج وتقديم القراءات، ولا يختلف الأمر عن “ناسكٍ” آخر في وسط زمهرير المناطق الباردة، أو في أعالي قمم الجبال أو في أعماق المحيطات، أو في قلب مجتمع غريب عنه ثقافة ولغة، فيأكل وينام ويعيش معهم، لتجد مثل هؤلاء “المتنسّكون” للبحث والمعرفة في كل بقاع هذه الأرض، مأهولة أو مهجورة. ما “المغناطيس” الجاذب لهؤلاء لترك نمط الحياة الطبيعية ليكونوا في خِضَم مثل هذه الظروف التي قد تؤدي في بعض الحالات لفقدان حياتهم؟! أو أقل تقدير لانعزال -ولو مؤقت- عن المحيط البشري، أو ليكونوا ممن يواجهون النقد والتقريع من قبل المجتمع؟ من أين كل هذا الكَمِّ من الشَغَف وعشق المعرفة والبحث؟ هي مُحصلة ثقافة ودعم لها، مُحصلة تربية في التعليم داعمة بتشجيع ولو بِنَسَبٍ متفاوتة في هذا المجال.
يهدف المشروع الحداثوي عند أبي حامد الغزالي إلى إعادة صياغة الشخصية الإنسانية الإسلامية كونها العامل الأساسي في البناء الحضاري، ولذلك أعطى اهتمامًا كبيرًا لتربية الإنسان وتزكية أخلاقه، والاعتناء ببناء المؤسسة الاجتماعية بوصفها الفضاء العقائدي والأخلاقي والمعرفي الذي يحيا به الإنسان والذي يحقق فيه رقيَّه الروحي والأخلاقي الذي يرفعه إلى مقام (الإحسان) والذي ينقسم على قسمين :-
إن التشاور واحد من السنن التي أقام الله تعالى عليها علاقات خلقه بعضهم ببعض، وإن صلات الجماعات المختلفة أو فشيما بين الشعوب والقبائل قائمة على التعارف، ولذلك أثر إيجابي في عمارة الأرض وإشاعة الأمن والوئام والسلام بين الناس، وعلى الحوار وخاصة بين المسلمين ومَن عداهم من أصحاب الديانات السماوية وعلى دعوتهم ودعوة مَن سواهم بالحكمة والموعظة الحسنة قد يتم اتباع الدين الحق. وإن من شأن هذه المرتكزات الثلاثة، أي التعارف والحوار والدعوة، أن تفتح الباب واسعًا أمام بني البشر من أجل أن ينعموا بحياة هنية تقوم على التعاون وتفهم الآخر واحترام اختياراته من غير أن ينجم عن الحوار وعن الدعوة إلى الطريق الحق ما من شأنه أن يولّد التقاطع والتنابز بين المكونات الاجتماعية المختلفة، أو أن يزرع بين أفراد هذه المكونات وأولئك الذين يخالفونهم في الرؤية أي نوع من أنواع الحقد والتباغض والانقطاع. وإن ما يمكن أن نراه من هذه الصور السلبية في حياتنا المعاصرة أو في تاريخنا الاسلامي مردود إلى التنكب عن تنفيذ التوجيه الاسلامي الواضح الصريح تنفيذًا صادقًا والاستعاضة عن ذلك بمحاولة قمع الآخرين وفرض الارادات عليهم وإحلال مبدأ "التناحر" محل "التعاون" في التعامل مع شؤون الحياة وما نجم عن ذلك، وما ينجم الآن ومستقبلا، من تنمية القوة من أجل البطش بالآخرين وتعطيل قدراتهم وإراداتهم والاستفراد بالرأي والقرار.
تُحصي قاعدة البيانات : "إثنولوج" "Ethnologue" ما مجموعه : 6909 لغة في أكثر من 220 بلد [1]. 96% من تلك اللغات يستخدمها فقط 4% من سكان العالم، والمكتوب منها لا يتعدى عدده 200 لغة. وهي موزعة جغرافيا على القارات الخمس على النحو الآتي : آسيا 2322 لغة (33.6 %) ، إفريقيا 2110 لغة (30.5 %) ، أوقيانوسيا 1250 لغة (18.1 %) ، أمريكا 993 لغة (14.4 %) ، أوروبا 234 لغة (03.4 %) .
المقدمة
تعد هيئة الرقابة الشرعية من الهيئات المهمة في المصارف الإسلامية، كونها تمثل القرار الشرعي بكل أبعاده الإقتصادية والاجتماعية والفكرية، الذي يحدد شرعية المعاملات المصرفية، لاسيما وأن معظم تخصصات العاملين في هذه المصارف ليست تخصصات شرعية .
تتكون هيئة الرقابة الشرعية من أعضاء متخصصين في الشريعة والقانون والإقتصاد والمحاسبة والمفترض أن يضاف اليها عضو في الإدارة، كي يكون قرارها محكما و حرا وموضوعيا .
الصفحة 78 من 433