كثيرة هي الكلمات الفصيحة التي تتكرر على ألسنة الناس في عبارات مسكوكة محفوظة يجهل أكثرهم حقيقة مغزاها وتاريخ أصلها اللغوي,ولعل ما يدفع الناس إلى التقاعس عن التعرف على هويتها المعجمية عازفين عن سؤال المختصين عنها يكمن في ذلك الرواج الكبير الذي تحظى به بفضل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مما يجعلها بمنزلة الكلمات المعروفة التي لا تحتاج إلى سؤال أو تنقير,فقد أغنتها شهرتها وذيوعها عن ذلك ,و ربما حدثت بعضهم نفسه أن يسأل عن دلالتها لكنه في اللحظة الأخيرة يحجم عن ذلك خشية أن يظن به الجهل بما هو معلوم للقاصي والداني!.
إن مشروع المنظومة الحزبية بالمغرب عرف النور في منتصف عشرينات القرن الماضي. وهي منظومة فرضتها قوى سياسية وتنظيمية عاشت ظروفا خاصة في تقلص المجال الحزبي آنذاك وعدم التجانس التنظيمي وضعف التأطير. وما دام كل مشروع حزبي يختزن في جوهره هيمنة إديوليجية وسياسية، فقد استندت الفكرة الحزبية في المغرب على القومية { والإصلاح كمنظومة سلفية تمحورت أهدافها بالأساس حول مبدأ الإصلاح }
" ومعظم النار من مستصغر الشرر.."
كان من الأحسن أن يكون الحوار سيد الموقف بين وزير التربية أبو بكر بن بوزيد.. والأساتذة المضربين من السلك الثانوي.. لأن المطالب مشروعة مادام الوزارة نفسها أقرت بذلك واعترفت أن الأستاذ توجب له زيادة في أجره وهذا ما أقدمت عليه في 13 نوفمبر .2003 اليوم، وبعد أن تحول المشروع إلى محظور.. والقانوني إلى خارج عن العرف والقانون وبعد أن ركب كل طرف رأسه.. وقرر أن لا يتنازل عن مطلبه قيد أنملة.
لطالما شدتني آراء الدكتور سيار الجميل وتحليلاته المتعلقة بالشأن العراقي وذلك لما تحمله من توازن بين العاطفة الوطنية من جهة والامانة العلمية والدقة في التشخيص من جهة اخرى. واليوم اقف أمام طرحه المتعلق ب"بحاجة العراق الى كاريزما" وذلك في مقاله المنشور بتاريخ الاحد 23-9-2003 في جريدة ايلاف الالكترونية والمعنون "بلاد بسبعة ارواح بحاجة الى كاريزما قيادية وحياة دستورية"
بالتأكيد فإن عراق صدام حسين لم يكن مثالاً طيباً لنزاهة وعفة اليد، فقد كان، فيما يتعلق بتفشي الفساد والمحسوبية سيم سيم مثل بقية ديار العرب، ولكن عراق جورج بوش ليس أفضل حالاً من عراق صدام، إلا لشركات أمريكية مثل بكتل وهاليبيرتون، فالأخيرة مثلاً تبيع البنزين المستورد بواقع دولار وتسعة وخمسين سنتاً، مع أن شركة النفط العراقية ترى أن سعره لا يزيد على 98 سنتاً، وحصلت بكتل على عقود بقيمة مليار دولار لتأهيل البنى الأساسية في العراق، وهانحن نشهد يومياً على شاشات التلفزة دلائل الازدهار والرفاهية ووفرة الخدمات في العراق، ومن آيات هذه الرفاهية أن منظمة إغاثة بريطانية كشفت النقاب عن أن أربعة مليارات من الدولارات من عائدات نفط العراق "خرجت ولم تعد"، ولا يعرف أحد في أي جيب أو كرش استقرت
تشكل الولايات المتحدة أهم القوى على ساحة السياسة الدولي - بلا منازع تقريبا - منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وهي تشكل للعقل العربي تحديا خاصا لأسباب عديدة في مقدمتها علاقتها بالكيان الصهيوني . ومنذ احتلال العراق أصبحت - وللمرة الأولى في التاريخ - تحتل بلدا عربيا . وإذا كان التحدي الصهيوني قد دفع الإعلام المصري لسنوات إلى رفع شعار " اعرف عدوك " فإننا ما زلنا نواجه التحدي الأمريكي بقدر كبير من التشوش وضبابية الرؤية ،