غريب أمر هذه الحداثة التي ما إن تقرا لواحد من نقادها فكأنما تقرا الجميع،وغريب أمر ثقافتنا التي عرفت أساتذة متعصبين لإعلام حداثيين لاينون يذكرونهم متباهين مكررين قائمة المصادر الأجنبية التي يرجعون إليها والأسماء الإفرنجية التي يغرفون من مصادرها،ولا هم لهم غير الظهور بمظهر العارف الذي يطل على القراء من برج عال يشفق على من لا يعرفون لغة أو مصطلحا أو مؤلفا أعجميا ،لدرجة يصبح معها المثال "سوسير"أو"بوشلار"أو"رولان بارت"أصناما لابد من الطواف حولهم والتبرك بهم على طريقة الجاهلية الأولى،حتى أن مصطلحات هؤلاء النقاد تبدو مرتبكة غير محددة الملامح يجد القارئ نفسه ضائعا بين مصطلح النقد الحديث والحداثة والرواية الجديدة والرواية الضد والرواية النفسية وتيار الشعور والعدمية واللاشيئية والوجودية.
(الموت) كلمة قليلة في حروفها ضئيلة في مبناها لكنها تنضح بدلالات موجعة تنفر منها النفوس والأرواح وتقشعر لها الجسوم والأبدان ولا تقوى على احتمالها شمّ الرواسي ,ولو أن صورة الموت المعنوية تشخصت على أرض الواقع لكانت صحراء قاحلة يسكنها الظمأ والجفاف ,ولا تسمع بها سوى عزيف الرياح الموحشة .
تعتبر الإنتخابات الرئاسيّة في الجزائر حدثا غير عادي لإرتباطها عضويّا بالإرادات الحقيقيّة التي ترسم المسار السياسي للجزائر منذ إستقلال الجزائر سنة 1962 , و دعوة الشعب الجزائري للمشاركة في هذه الإنتخابات هو من قبيل الإيحاء بأنّ الشعب هو لاعب مهم في العمليّة الإنتخابية فيما هو لا يقدّم ولا يؤخّر في صناعة الرئيس الجزائري الذي سيتربّع على كرسي الرئاسة في قصر المراديّة .
فلسطين والكويت وباكستان هي دول المبدعين الثلاثة الذين سأتطرق لهم في هذه المقالة بإذن الله تعالى ، فالمبدع المسلم لا يعوقه جنس ولا جنسية ولا تحده قيود أو سدود سوى تعاليم شريعته السمحاء وتوجيهات دينه الصالح لكل مكانٍ وزمان ، ومن أرض فلسطين التي بها المسجد الأقصى المبارك الذي هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ستكون انطلاقتي :
بعد أن هدأت عاصفة بيانات الشجب والاستنكار من الأنظمة والأحزاب والمنظمات والحركات وقد يضاف استنكار آخر من القمة العربية القادمة. وبعد أن هدأ غبار المظاهرات والمسيرات التي لا نشك في صدقها وعفويتها، يحق لنا أن نسأل بهدوء: لماذا أقدم شارون الإرهابي على ما قام به؟ وما هو الرد المطلوب، إن جاز لنا أن نطلب، من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسائر الفصائل الفلسطينية الأخرى؟
بعد أسابيع تمر الذكري العاشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي شهدتها دولة رواندا في العام 1994 ، ولعلها مشيئة الله التي أرادت أن يسبق هذه الذكرى صدور قرار بتعيين الدكتور بطرس غالي رئيسا لـ " المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر " وهو القرار الذي نكأ الجرح ودفع لفتح هذا الملف ، فالدكتور بطرس غالي أحد الذين يتحملون المسؤولية عن وقوع هذه الجريمة ليس فقط لتقصيره في أداء مهام منصبه كأمين عام للأمم المتحدة - كما سيأتي ذكره - بل قبل ذلك بسنوات . لكن دوره في هذه القضية كان في إطار الخدمات الجليلة التي طالما قدمها للمصالح الفرنسية وبخاصة في أفريقيا وهو ما أهله لأن يتولى منصب الأمين العام لمنظمة الدول الفرنكفونية ، والشيء بالشيء يذكر .