كلما قرأت عن سيرة اليهود على كثرة جرائمهم وتقززي منها ..شأني شأن أي مسلم له خلفية مسبقة حول مسار حياة اليهود على مر العصور .. إلا ووجدت نفسي محتارا بين خطنا كأمة تدعي أنها خير من الناس وان لها منهج رباني متميز عن كل المناهج وبين خط اليهود الذين أوصلوا الفكرة إلى قاع الفعل ومازجوا بين النظرية والتطبيق.. فسادوا ثم سوَّدوا حياة الآخرين.وعلى تلفيقات هذا الجنس الذي عوّم
يجمع العرب والمسلمون الذين يجاوز عددهم المليّار على أنّ الكيان الصهيوني يصرّ على إذلالهم وتحطيم كرامتهم والدوس على مقدساتهم و ذبح رجالهم ونسائهم وأطفالهم و إحراق قراهم وإستئصال زيتونهم وأسر قبلتهم الأولى و تهويد هويتها و سرقة مياههم وأرضهم .
وأمام هذه الغطرسة الصهيوينة يتوزّع المنطق السياسي العربي والإسلامي في كيفية التعاطي مع الكيان الصهيوني الغاصب على محورين:
كثير من القرارات التي تصدر في هذا البلد تجعل الحليم حيران حقا! فلا يستطيع ان يستوعبها ليعرف مسبباتها ومسوغاتها، والظروف التي اقتضت صدورها على هذا النحو وفي هذا التوقيت بالذات، ولذا فإن المشكلة لا تكمن في قرار ارتجالي بعينه بل بالآلية التي تتم عبرها صناعة القرار بصفة عامة، وفي بعض الاحيان تسير الامور في صورة منكوسة معكوسة تشبه التفكير ببناء الدور الرابع من مبنى قبل التفكير بوضع اسس الدور الارضي!! وما القرار الصادر بإغلاق كلية الشريعة ودمج ما يمكن دمجه من اقسامها العلمية بكلية الحقوق إلا نموذج معبر عما نعيشه من قرارات فطيرة غير نضيجة لم تختمر تصوراتها بعد في اذهان صانعيها!
على إمتداد سنيّ المنافي التي قضيتها في الأرصفة العربية والغربية أبحث عن وطن جميل ودافئ وآمن يعوضني عن وطن المليون والنصف مليون شهيد الذي خطفه أبناء فرنسا مني , كنت ألتقي بشخصيات عراقية فكرية وسياسية و مذهبية وعلمائية تنتمي إلى كل ألوان الطيف السياسي العراقي وكثيرا ما كانت عيناي تدمع لما ألمّ بالشعب العراقي من عذابات و جروح غائرة سببّها لهم الطاغية بإمتياز صدام حسين , وكل عراقي صادفته في المنفى كان يصلح لعمل درامي أو يصلح أن يتحول إلى قصّة مأساوية حزينة
النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع الرئاسي للثامن من أبريل الجاري لم تكن لدى الغالبية الساحقة من الشعب الجزائري سوى مبايعة لعبد العزيز بوتفليقة من أجل تمكين المصالحة الوطنية الشاملة ،وتحقيق الاستقرار الذي يقضي أن تُسوَّى جميع الملفات أوَّله الملف الأمني وملف الحقوق العامة للجهة المتضررة من الأزمة .
هل فكّرت يوماً في رفع دعوى قضائية ضد ذاك الذي اخترع الكتابة؟
منذ نشأنا تلقّينا كثيراً من المسلّمات، وصرنا نردّدها في الصباح وفي المساء، في السر وفي العلن، معلنين ، بفخر، أنّ العلم نور والجهل ظلام. ولكن، ماذا لو أننا فكّرنا مرّة في الكف عن الببغائية ورحنا نعكس ماتعلّمناه لنمتحن مصداقيّة مانؤمن به ؟
جرّبوا أن تسايروني اليوم، وتعالوا نفكّر معاً في المآسي التي جعلنا نتحمّل أوزارها ذلك العبقري الذي اخترع الكتابة ؟