رغم مرور أربعين سنة على استقلال الجزائر، ورغم أنّ كل الدساتير الجزائرية السابقة المنسوخة والراهنة تقرّ أنّ اللغة الرسميّة في الجزائر هي اللغة العربيّة إلا أنّ الطابور الخامس الفرنكوفوني الذي لا يؤمن بعروبة الجزائر وانتمائها العربي ظلّ يعرقل تكريس اللغة العربيّة في الواقع السياسي والتربوي والثقافي والإعلامي والاجتماعي. ومن المفارقات الجزائريّة أنّ الجزائر التي قدمت مليوناً ونصف مليون شهيد من أجل عروبتها وإسلامها يخرج منها كاتب كمولود معمري الذي كان يعتبر الفتح العربي للجزائر غزواً واستعماراً، أو كاتب ياسين الذي كان يطالب رسول الإسلام محمّداً صلى الله عليه وسلم بالخروج من الجزائر، أو وزير التربيّة الأسبق مصطفى الأشرف الذي كان يعتبر اللغة العربية أفيون الجزائر وعاملاً من عوامل نكستها.
هذا هو السؤال الرئيس الذي نجح الكاتب د.ساجد العبدلي مشكوراً في إيصال إجابته لي ولمجموعة من الزملاء والزميلات ، الذين شاركوني حضور دورة (المقال الصحفي ) التي ألقاها الدكتور الفاضل ضمن فعاليات موسم الدورات التدريبية للنادي الصحفي في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت / فرع الجامعة ، والتي أقيمت تحت عنوان مميز هو : نحو صحافة طلابية قادرة وبرعاية كريمة من معالي وزير التعليم العالي د.رشيد الحمد .
لكلمة (الحب) فعلها السحري العجيب في النفوس وجاذبيته الخالبة التي لا تقاوم، وهذا ما يفسر تسنّمها قمة هرم الالفاظ المستعملة في التواصل الانساني قديما وحديثا، لكن هذه الهالة المضيئة التي تلفها تستغل بطريقة بشعة من قبل كثيرين يرون فيها عقارا للتخدير يسهل لهم خداع ضحاياهم، فما اكثر الجرائم التي ترتكب باسم الحب وبيد المحبين المزيّفين!
الكثيرون - وأنا منهم - شامتون برئيس الوزراء البريطاني توني بلير وحكومته، على الهزيمة النكراء التي منيت بها في انتخابات المجالس المحلية، فقد جاء ترتيب حزب العمال الذي يقوده بلير الثالث في تلك الانتخابات وهي أسوأ نتيجة مني بها الحزب منذ تأسيسه، ومن المرجح أن يمنى مرشحو حزب العمال بنكسات مماثلة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجرى اليوم الأحد،... والغريب في الأمر أن النصر الوحيد الحاسم لحزب العمال في تلك الانتخابات تحقق على يد عمدة لندن كينيث (كن) ليفنغستون، الذي ظل ينادي بمثول الرئيس الأمريكي جورج بوش أمام محكمة لجرائم الحرب بسبب ما ارتكبه جنوده في العراق، وفي هولندا منيت الحكومة المؤيدة لحرب العراق بهزيمة ماحقة في الانتخابات ومن قبل أطاح الناخبون الإسبان بحكومة خوزيه ماريا أثنار بسبب انجراره وراء بوش في الحرب على العراق، بل إن بوش نفسه في حيص بيص وهو يواجه الانتخابات في نوفمبر المقبل، حيث لا يستبعد أن يهزم أمام جون كيري ذي الشخصية الباهتة والدم "التقيل"
صوت الدم يرتفع عالياً عالياً , عويل الدم لايتوقف ؟ الدم بالدم ! لم يذهب دم الشيخ الشهيد رخيصاً , ولم يكن دماً مجانياً , ولم يُسفك على مذبح عجز الأمة ووهنها وصمتها واستكانتها فحسب , لقد كان دم الشيخ الشهيد في ذلك التوقيت بالذات فديّة دفعها فحُقنت بها دماء المسلمين في اسبانية
في مدريد سقط مائتا قتيل وألف وستمئة جريح وستون ألف متضرر مادي أو نفسي مباشر أو غير مباشر من الأبرياء !ولكن في مدريد ومع كل هذه الضحايا البريئة المظلومة كان الاسلام ودون أدنى شك الضحية الأولى , ومرّ اغتيال الشيخ أحمد ياسين ومن ورائه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وكأن شيئا لم يحدث , وكانت القضية الفلسطينية قد أصيبت في الصميم