حساسة هذا الموضوع – الزواج المختلط – و إرباكاته المتعددّة تملي على الباحث أن يغوص في كافة الأسباب التي جعلت مثل هذا الزواج ينتهي بشكل درامي في بعض الأحيان و كأنّه الوجه الأخر لصراع الحضارات ولكن بشكل مصغّر و النماذج التي عاينّاها هنا وهناك إنتهت بشكل درامي للأسف الشديد , وحدث أن أصبح الأولاد عرضة للضياع والتذبذب النفسي والحضاري أيضا , وهنا لا بدّ أنّ أشير إلى أنّ الزواج في حد ذاته هو ظاهرة اجتماعيّة حضاريّة نصّت عليه كل الشرائع السماويّة والفلسفات الباحثة عن سعادة الفرد والمجموع
ترى.. هل نغالي إذا قلنا: أن ما يقوم به شارون، عبر ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، راهناً، هو عملية منهجية، مدروسة ومتصاعدة، لتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها، من أجل : منع، أو على الأقل: تأخير، قيام دولة فلسطينية مستقلة(؟!).
قطعاً، لا نغالي.. خاصة، إذا لاحظنا القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة "الأمنية" الإسرائيلية، منذ أسابيع قليلة مضت.. فمن جهة، قررت تلك الحكومة الدفع بقوات عسكرية ـ جديدة ـ إلى قطاع غزة ومنطقتي وسط الضفة الغربية وشمالها، وتشديد عزل هذه المناطق، المحاصرة أصلاً.. هذا، قطعاً، بالإضافة إلى تلويح شارون الخاص بـ "طرد" الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، باعتبار أنه لم يعد مهماً لإسرائيل(هذا، قبل "الوعكة الصحية" التي ألمت بالرئيس عرفات، مؤخراً).
كان موضوع العدد الأخير من مجلة تايم الأمريكية عن المعمرين، بالتحديد عن أولئك الذين تجاوزوا المئة، واستند تقرير المجلة على دراسات علمية رصينة، وأفاد بأن جزيرتي ساردينيا في إيطاليا وأوكيناوا في اليابان تضمان أكبر عدد من المعمرين في العالم، وأن الأمر لا يتعلق بالجينات أو المورثات إلا بدرجة ضئيلة، وإن "الرّك والكلام" على التغذية وأسلوب الحياة، وكان عدد كبير من المئويين الذين تناولت المجلة سيرهم ما زالوا نشطين ويأكلون من عرق الجبين،... وبالطبع لم يكن بينهم من يأكل أي نوع من الوجبات السريعة، وكان القاسم المشترك بين عواجيز سردينيا وأوكيناوا أنهم يعيشون في بيئات ريفية ولا يشربون الخمر ولا يدخنون
إسرائيل في أزمة . إنها أزمة كيانية لا تتعلق بمسألة الانسحاب من قطاع غزه وحسب بل تتعلق ايضا ، وفي الدرجة الأولى ، بمسألة تعطيل دور الدولة بل إكراهها على تعطيل دورها في الحياة العامة تحت ضغط الأحزاب الدينية والمستوطنين الذين يريدون تغليب الدين والشريعة الدينية على علمانية الدولة وقوانينها الوضعية .
من يتأمل فيما يطرحه المغرب حيال مسألة الصحراء الغربية" جبهة البوليزاريو" من مناوشات كلامية ،وتحركات ديبلوماسية رفيعة المستوى يفهم وكأن المشكلة بالدرجة الأولى جزائرية صرفة تخص الجزائر لوحدها.والمعلوم أن الصحراء الغربية منذ أن خرجت إلى الوجود في 1975 كقضية استعمارية تم مقايضتها مع الجانب المغربي من طرف أسبانيا.هي في المقام الأول مسألة تخص الصحراويين الذين لجأوا إلى الجزائر هروبا من الوضع الجديد المفروض عنوة من طرف الدولتين المغرب وأسبانيا.
" في البدء لم يكن على الأرض طرقات
ولكن حين يسير الناس في اتجاه واحد
يصنع الطريق "
لوشين
منذ منتصف السبعينات كنت مهتماً بقضايا الحركة العمالية والنقابات العمالية واكتسبت والحمد لله الكثير من الخبرات على يد جيل العمالقة النقابيين من أمثال عطية الصيرفي وطه سعد عثمان وفكري الخولي محمد عبد العزيز شعبان وفتح الله محروس وسيد عبد الوهاب ندا ورشاد الجبالي ،وكنت معايشاً للجيل الثاني مثل الزملاء صابر بركات ومحمد عبد السلام وأحمد الصياد ومصطفى عبد الغفار ورأيت نماذج المحاميين العماليين من عمنا يوسف درويش إلى عمنا احمد شرف الدين وأخونا خالد علي عمر وخلال ربع قرن كنت اعتبر نفسي مهتماً بالقضايا العمالية. وقرب نهاية التسعينات اتيحت لي الفرصة للمشاركة في انتخابات نقابة التجاريين وخضت المعركة الانتخابية لشعبة التنظيم والإدارة وجاء ترتيبي الثاني بين المرشحين على المستوي القومي وحظيت بشرف عضوية مجلس الشعبة منذ عام 1989 وهى آخر انتخابات تمت في نقابة التجاريين وحتى سفري للخليج عام 1994 . وبالتالي فأنا اجمع بين الحسنيين العمل مع الحركة العمالية ،وكذلك التجربة في نقابة مهنية من اكبر النقابات المهنية عدداً وهي نقابة التجاريين.
سأحاول خلال السطور التالية عرض لتجربة نقابة التجاريين كنموذج قبل الوصول إلى وضع النقابات المهنية بشكل عام.