مقدمة: اذا كان الفكر المغربي في شقه الفلسفي ، قد حقق تقدما كبيرا ( الجابري-العروي-طه عبد الرحمان...) فإن الفكر الإسلامي المغربي ما زال يراوح المكان بين التقليد والتجديد.
I- العلماء والفكر الإسلامي المغربي
اذا كان العلماء في المشرق العربي ، قد ساهموا في إثراء الفكر الإسلامي ، باجتهادات جديدة في مختلف مجالات الحياة .
حيث واكبوا مختلف التحولات الإجتماعية ، الإقتصادية ، والسياسية . وعلى رأسهم نجد مثلا: الشيخ القرضاوي ، العلامة حسين فضل الله ، جودت سعيد ، سعيد رمضان البوطي ، حسن الترابي...
بما أني –ولله الحمد- أتممت عقدا كاملا من عدم حضور الأعراس والأفراح والليالي الكِلاح بعدما اكتشفت أنها أسهل وأضمن طريق للإصابة بالعين، وبما أننا في فصل الصيف، وفيه تكثر دعوات الأعراس التي تعودت إلا ألبيها حتى صرتُ لا أُدعى، لكل هذا خطر لي أن أتقاسم معكم هذه الخواطر المشاكسة.
بدايةً، شهادة حق في حق إخواننا الرجال، فهم قوم عمليون، مريحون، ومرتاحون جدا؛ ولا فرقَ واضحا لديهم بين حفلات العرس ومراسم العزاء اللهم إلا في وجود "البِشْت" الأسود، الفاروق الذي به يميّز ويُفرق بين الفرح والترح! أعراس الرجال -في الغالب الأعم- بسيطة وجميلة؛ يسلِّمون ويباركون، يتصورون، يأكلون، و"چَلّوحْ مَلّوحْ، اللي يدل بيته يروح"(1)، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيء يحقق الحكمة الإسلامية من العرس: الإشهار والإظهار (إظهار الفرح).
البطاقة الأولى :
هذا المهدُ
مملكةٌ .. ليسَ لها حدُّ
لا يسكنُها إلاّ الوردُ
لا يمطرُ فيها مِدراراً .. إلاّ الشهدُ
الحبُّ يزورُ شواطئَها
فهنا مدٌّ .. وهنا مدُّ
البديل الحضاري منذ بدايته ،وهو يكرس مبدأ الحوار في أدبياته وممارساته: إلى حد أن كلما ذكرنا البديل الحضاري ذكرنا معه الحوار .
1)* الحوار : وسيلة من وسائل الاتصال بين الناس ، وشكل من أشكال الكلام بين الأشخاص ؛ إذ أن ليس كل ما بين الأفراد حوار.
- هدف الحوار: لكل حوار هدف وهو الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين، وتحديد الهدف يخضع لطبيعة المتحاورين ؛إذ أن حوار الأطفال غير حوار المراهقين أو الراشدين وبذلك فقد يكون الحوار لتصحيح بعض المفاهيم وتثبيت بعض الأفكار وقد يكون لتهذيب سلوك معين ...
عندما قام الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين بتأميم المحروقات قاطعت فرنسا البترول الجزائري وأسمته البترول الأحمر , عندها قال بومدين لدى سؤاله عن العلاقات الجزائرية –الفرنسية : بيننا وبين فرنسا أنهار من الدماء و جبال من الجماجم و ساعتها كان عبد العزيز بوتفليقة وزيرا للخارجية وكان مقتنعا بنظرية بومدين بشأن الطلاق الأبدي مع عدوة الأمس فرنسا , واليوم وعندما أصبح عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للدولة الجزائرية تخلى عن نظرية جبال الجماجم وأنهار الدماء و تبنى نظرية المصالحة التاريخية مع من قتل مليونين جزائري في ظرف سبع سنوات . ألا يدل ذلك على مدى التغيرات التي عرفتها الجزائر التي مازالت تبحث عن ذاتها ودورها , واذا كانت المصالحة الوطنية في الداخل الجزائري ما زالت معلقة فكيف يبحث عنها بوتفليقة في باريس .
الصفحة 148 من 433