تعتبر قضيّة الإندماج الشغل الشاغل والهمّ الرئيس لصنّاع القرار في الغرب الذين يخصصّون ميزانيات عملاقة لإنجاح إدماج المهاجرين في التركيبة الإجتماعية الغربية , ويعترف الكثير من الإستراتيجيين الغربيين الذين يعملون في مجال الهجرة و إعادة تأهيل المهاجرين لغويا و مسلكيّا وثقافيا و حضاريّا أنّ مشكلتهم الأساسية هي مع القادمين من العالم العربي و الإسلامي على وجه التحديد بإعتبار أنّ هؤلاء يرفضون الذوبان في المجتمع الغربي بل يظلّون محافظين على عاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم أما أولئك الذين يدينون بالمسيحية والقادمين من دول كصربيا و اليونان و بعض دول المشرق العربي من الذين يدينون بالمسيحية فهؤلاء سرعان ما يذوبون في المجتمع الذي هاجروا إليه .
أحببت الفصحى في صغري؛ ولازلت أذكر أني كنت حريصا كل الحرص على إجابة جميع موضوعات التعبير في امتحانات الشهر بالرغم من أنه كان يطلب منك الإجابة عن سؤال تعبيري واحد أو اثنين؛ فقد كان لمعلمتي في المرحلة الابتدائية وقبلها جدي لأمي -رحمة الله عليهما- باع طويل في هذا الحب لما لمسته من تأييد وتعضيد على حداثة سني.
بينما كانت إحدى الفتيات تسير مع أفراد أسرتها في السوق، قذف عليها شخص فجأة شيئا ارتطم بها وسقط على الأرض، رغم أن ذلك آلمها إلا أنه أثار فضولها في التقاطه، رفعته فإذا هو شريط عن المواصفات المثلى للعباءة الإسلامية! وفي حادثة أخرى كانت فتاة تسير في الحرم المكي فجذبت إحدى النساء حجابها ورمت طرفه على وجهها لتغطيته قائلة لها أن النقاب فرض على كل امرأة مسلمة! والقصص كثيرة عن الأسلوب غير اللطيف الذي يتعامل به بعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية مع الناس.
أصبحت الجوائز الأدبية و الثقافية في الغرب خاضعة جملة و تفصيلا للأبعاد الإيديولويجية للكتلة الغربية القائمة على أساس إستعداء الحضارة العربية و الإسلامية و التي يرى فيها المنظرّون الغربيون أهمّ منافس شرس للحضارة الغربية و أبعادها , و من هذا المنطلق يثمنّ الغرب كل الغرب أي رواية أو مسرحية أو قصة أو قصيدة شعرية أو لوحة تشكيلية سوريالية كانت أم طبيعية على أساس قربها من منطلقات الأنماط الفكرية الغربية .