الآن عليك أن تبيع.!، أن تبيع فقط.!، أنت في مصر فعليك أن تبيع كل شيء،. عليك أن تبيع نفسك. أن تبيع أخلاقك. أن تبيع مبادئك. أن تبيع عِرضك .. شرفك .. جسدك.. مادام هذا الأمر لن يضيرك. بك سيعود عليك بالنفع. هل أنت جادٌّ حقاً في البيع.؟!. إذا كنت جادَّاً .. فما عليك إلا أن ترضخ لرغبات الآخرين لكي تكون في المقدمة . لكي تكون من أصحاب الملايين . أو على الأقل من ذوي النفوذ والسلطة . أو في أضيق الحدود تكون شخصية مرموقة في الحياة العامة.
مرت في الأسبوع الماضي على المغرب والجزائر والعراق أحداثا دموية متشابهة إستهدفت الأبرياء وممتلكاتهم ومؤسسات الدولة والشعب و بنى تحتية رئيسية. وهي أحداث متكررة ومتواصلة يدفعها الجنون إلى كل إتجاه دون مشروع ولا هدف سوى سفك الدماء البريئة والهدم والتخريب.
بداية ، أنوه إلى أنني استخدمت مصطلح قراءة في عنوان هذا المقال ، ولم استخدم عن قصد مصطلح إستقراء . هناك فرق كبير بين المصطلحين في كل المجالات . إن القراءة هنا لا تعني أكثر من الإطلاع على أمور جاهزة وتحليلها وتصنيفها ، وليس ثمة كبير عناء واجتهاد وافتراض في تفسير عناصرها ومركباتها . والسياسة الإسرائيلية لم تكن في يوم من الأيام تحتاج إلى توضيح أو تفسير أو طرح احتمالات أو تكهن لفهمها أوتفسيرها . وهذا ما يحتاجه الإستقراء .
دأبت المراكز و معاهد الدراسات الغربية على جمع كل شاردة و واردة عن الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي , وقد أصبحت هذه الحركات مدار تشريح وتحليل و متابعة معلوماتية دقيقة حتى من قبل الأجهزة الأمنية الغربية التي كانت وما زالت متخوفّة من أنّ يكون الوجود الإسلامي في جغرافيتها هو إمتداد لفسيفساء الحركة الإسلامية بكل تفاصيلها في البلاد العربية والإسلامية.
" العالم بدأ من غير الجنس البشري وسينتهي من دونه "
كلود ليفي ستراوس
لم يكن المسرحي الأثيني أرستوفانيس جادا كدأبه حينما أوضح في معرض رده على المتحاورين في "مأدبة" أفلاطون التي كرست برمتها لموضوعة الحب ، كيف أن البشر كانوا في الأصل غير محددة هويتهم الجنسية ، إذ أنهم كانوا ذكورا وأناثا في كيان واحد . ويستطرد أرستوفانيس بأن تلك الحالة أفضت بهم إلى أقصى درجات الرضا والسعادة ولكنها استفلحت فيما بعد لتنقلب إلى غطرسة وغرور. عندها قرر الآله زيوس أنزال العقاب ببني البشر من خلال شطر كل منهم إلى نصفين ؛ ذكر وأنثى . مذاك أضحى كل منهم يتوق إلى نصفة الآخر الذي اقتطع منه . فكانوا ، والحديث هنا لأرستوفانيس كلما ألتقيا طوقا بعضهم البعض بذراعيهما وتعانقا ، يحركهم في ذلك شوق وحنين لأن يعودا مرة أخرى مندمجين في كيان واحد .