"... كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ..."
هكذا يقول رب العزّة في كتابه العزيز، وهكذا يسجلّ التاريخ في "بدر"، وفي "الخندق" وفي غيرهما.
لكن أليس لافتا أن "الفئة القليلة" التي انتصرت –ميدانيا لا أخلاقيا- هم اليهود لا نحن! ألا يستدعي هذا التفكير؟ ألا يستجدي هذا البحث في الأسباب؟ وأنا هنا لا أتكلم عن أداء المقاومة في أحداث غزة الأخيرة، بل أستقرئ تاريخ صراعنا مع الصهاينة.
نسمع كثيراً عن تخصيص العديد من الجوائز وحفلات التكريم للشخصيات التي كان لها إسهامات واضحة في خدمة الإسلام والمسلمين سواء أكان ذلك على المستوى المادي أو الدعوي أو الإعلامي أو العلمي أو أياً كان شكل تلك الاسهامات. وبلا شك أن مثل هذه الجوائز والمهرجانات تعتبر بادرة طيبة وتترك انطباعاً ايجابياً في نفوس الذين حصلوا عليها, ومحفزاً كبيراً لغيرهم للمساهمة كلٌ في مجاله وتخصصه في سبيل رفعة الإسلام وخدمة المسلمين.
لعل ما يسترعي الانتباه، ونحن نخوض غمار الدرس النقدي، هو ذلك التداخل على مستوى التنظير والتطبيق النقديين، الذي أحدثه التأثر الواضح للأدب العربي والنقد الأدبي، بنظيريهما عند الغرب،لدرجة تلاشى معها كل تمايز كان يفرق بينها،وانصهرت هوية الأدب العربي الحديث ونقده، في النقد الغربي الذي فرض ذاته ، أو فرضته ظروف تاريخية واجتماعية معينة،مما جعل دارس الأدب العربي ونقده ملزم بالتعرض لما سبق إليه النقاد والمفكرون الغربيون،وذلك بدرجات متفاوتة.
تعذرت حكومة مصر الشقيقة باتفاقيات تنظيم المعابر كي تبرر تقشفها في فتح المنافذ الحدودية التي تفصلها عن قطاع غزة الفلسطيني، رغم ما يعانيه المرابطون من موت بطيء بالحصار، وموت سريع بالقصف البري، والبحري، والجوي. وبعيداً عن الجوانب السياسية، والإنسانية الواجبة الاعتبار، فإنني سأخصص هذا المقال للرد على العذر المصري الرسمي من ناحية قانونية بحتة، وذلك على الوجه التالي:
الصفحة 167 من 433