العفو يا أهل العفو مِن أبناء الشقيقة قطر بعد أن منّ الله على الخليج بفتح الحدود كإنجاز في البيت الواحد.
ونستسمح منكم حين نشرح للجميع سبب تمسُّك الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيّب الله ثراه بمساعيه المضنية لتفادي الفتنة والحصار والقطيعة وسحب فتيل المشاحنات التي أعقبتها الأضرار الجسيمة على المنطقة بأكملها، وما قام بإكماله صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
لا تلومونا في الكويت، ولا تشكرونا، وإن أردتم الشكر فبإمكانكم أخذ خلاصة نصائحنا؛ واسألونا عن ويلات الحرب التي كنّا نخاف عليكم من الوصول إليها.
الأمر لمْ يَكُن بقدر خوفنا عليكم، فنحن مررنا بحرب ضروس شعواء، انتُهِكت فيها الأعراض، وسُرِق الأبناء، وسيقت طواقم العسكريين زمراً زمراً إلى السجون، فمنهم منْ قضى نحبه، ومنهم منْ عُذِّب، ومنهم منْ أُطلِق سراحه بعد تحرير الكويت برحمة مِن الله تعالى، ثمّ بوقوف العالم بأكمله معنا.
رجعت الأرض محروقة تغلي بطوفان بحيرات النفط المسكوبة في الصحراء وفي مياه البحر، وتركت بقعة لَمْ تتمّ السيطرة عليها إلا بعد أمدٍ بعيد.
إن شباب أي أمة منها بمنزلة الجسد الذي يحفظ الروح، وإذا كانت الحياة لا تكون إلا باجتماعهما، كان من الواجب المحافظة على ذلك الجسد والاهتمام به أشد الاهتمام، فكلما كان الجسد قوياً صحيحاً معافى كانت الحياة كريمة عزيزة.
والتخلق بأخلاق الإسلام وأخلاق رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هي ما يجب أن نعلمه لشبابنا، فيجب أن يتعلم شبابنا معنى الرجولة والمروءة، والأمانة، والصدق، والشجاعة، والكرم، والإيثار، وحب العلم، والعمل والاجتهاد، وتحمل المسئولية، وأن ننأى بهم عن أخلاق ذلك العصر الذي كثرت فيه الخيانة، والكذب، والجبن، والبخل والميوعة، والتخنث، والتنصل من تحمل المسؤولية، والمطالبة بالحقوق وإهمال الواجبات.
فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجلى فيه خلق الرجولة وتحمل المسئولية منذ صغره، فلما أصبح رجلاً، وبعثه الله تعالى نبياً ورسولاً، طلب كبراء قومه من عمه أبو طالب أن يغريه بالمال والجاه والدنيا ويصده عن دعوته، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن أجابه قائلاً: (والله ! لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك دونه) [1].
وكانت حياته صلى الله عليه وسلم عبارة عن سلسلة من المواقف التي تدل على الرجولة، والشجاعة، والبطولة، وتحمل المسئولية.
ونحن هنا نريد أن نلقي الضوء على نماذج لنشأ تربى على الأخلاق، والرجولة، وتحمل المسئولية، ليتعلم منهم أبنائنا وشبابنا.
الحمدُ لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى. أما بعد:
فإن المتأمل في أحوال المسلمين في هذا الزمان لا ينقضي تعجُّبُه من سوء أحوالهم وخِذلان الله تعالى لهم، وتلفُّه الحَيرة من كل اتجاه حينما يتفكر في أسباب هذا السوء وهذا الخذلان الذي هم فيه.
وقد تكلم في هذا الأمر كثيرون غيري، وكتب الكاتبون من المسلمين الذين يبحثون في أمراض هذه الأمة وأدوائها وكيفية علاجها. وربما كان من أشهرهم في العصر الحديث اثنان: الفيلسوف الكبير الشاعر الهندي محمد إقبال والمفكر الجزائري المعروف مالك بن نبي، رحهما الله تعالى، وبينهما وبعدهما كثيرون.
وكل عالم أو مفكّر أو كاتب أو شاعر، ممن يشغله تراجع الأمة الإسلامية بنحو عام، والأمة العربية بنحو خاص، عن قيادة الأمم، يتجه اتجاهاً أو ينحو منحىً يرى أنه "مكمن الخطر" وراء هذه الأمراض وتلك الأدواء التي أصيبت بها أمتنا منذ عدة قرون، ولعل أسوأها هذا القرن.
احتفظت سنغافورة بمركزها الأول للسنة الثانية على التوالي في تحليل المعهد الدولي للتنمية الإدارية للاقتصادات العالمية وقدرتها على تحقيق الرخاء؛ وذلك وفقا للتقارير الدولية الصادرة عام 2020؛ وهو الأمر الذي يؤكد النتائج التي توصل إليها كاتب المقال في دراسة علمية نشرها بالمجلة المصرية للتنمية والتخطيط عام 2018، والتي أكدت أن جودة التعليم قبل الجامعي أحد أهم أسباب هذا التفوق الرائع والمبهر لسنغافورة التي كانت فيه ضمن الدول الأوائل على مستوى العالم؛ حيث وصل معدل الأمية في سنغافورة إلى 4,6%؛ فالتعليم هو استثمار في رأس المال البشري الذي احتلت سنغافورة فيه المركز الأول عام 2018.
لكل زرع طيب ثمرة طيبة ، وقد أثمر اهتمام الإسلام بالإنسان ، وحرصه على تنمية مهاراته في مختلف المجالات ، ودعم روح الإبداع لديه ثماراً طيبة ظهرت في العديد من الاكتشافات والابتكارات والمخترعات التي سبق بها المسلمون العالم ، وكانت سبباً في نفع البشرية على مر العصور ، ومنهلاً عذباً ينهل منه العلماء والباحثون والمفكرون ، فتعلموا وطوروا وخدموا البشرية في شتى المجالات ، وبمشيئة الله تعالى سوف نذكر بعضاً من هذه الاكتشافات والابتكارات والمخترعات وذلك كما يلي:
اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 9 ديسمبر سنوياً يوما دوليا لمكافحة الفساد، وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة في 31 أكتوبر 2003 اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وقد دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في ديسمبر2005م .
كان اختيار يوم عالمي لمكافحة الفساد من أجل نشر الوعي عن مشكلة الفساد وعن دور اتفاقية الأمم المتحدة في مكافحة الفساد ومنعه؛ حيث يكلف الفساد الدول واقتصادياتها خسائر جسيمة ويعوق حركة التنمية والتقدم للمؤسسات والدول؛ ذلك لأنه تضيع قيم التقدم من الجد والاجتهاد والكفاءة والأمل والقدرة والتفاؤل والإخلاص والولاء والجماعية والإيجابية والمسئولية، لتحل محلها قيم التخلف من الفردية والإنتهازية والمصلحة الشخصية والواسطة والسلبية واللامبالاة والمحسوبية والإحباط واليأس والعجز؛ مما يلقي بظلال سيئة على الجميع في النهاية؛ فالفاسد لن يستمر على الدوام محتفظا بسلطته أو نفوذه، ولكنه يقتل ويشيع الإحباط والسلبية لدى العموم على مستوى المجتمع أو المنظمة.
ويمكن تعريف الفساد بأنه سوء استغلال السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة.
الصفحة 12 من 433