إعادة قراءة القرآن الكريم بعامة، وقراءة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) خاصة. تعد ضرورة شرعية وحضارية، فأما الشرعية فإننا بدون القرآن لسنا من الإسلام بشيء.. وقد قال الله (عزّ وجلّ) في كتابه العزيز):فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا(.(طه/123ـــ124).
وعن أبن مسعود (رضي الله عنه):" من جعل القرآن خلف ظهره ساقه القرآن إلى النار، ومن جعل القرآن بين يديه قاده إلى الجنة".
وأما الضرورة الحضارية، فإنَّ القرآن الكريم هو هدى الله(عزّ وجلّ) في تنظيم العقل الإنساني بغية تحقيق النهضة الحضارية المنشودة للأمة لتأخذ موثقها الذي أراده لها الله(عزّ وجلّ)،(الشهود الحضاري).
وأما قراءة إبراهيم (عليه السلام) في القرآن الكريم، فللوقوف على منهجه في بناء العقل الإسلامي، وسلوكه الإيماني الذي جعل منه باني النهج الإسلامي العقلاني المؤدب بهدى الله تعالى.. ولمعرفة كيف سمانا المسلمين، وكيف هو أمة قانتة.. ولماذا أهتم به أهل الشرائع الأخرى؟
إن هذه القراءة تحقق للإنسان المسلم نهضة روحية نفتقدها اليوم، ونهضة أخلاقية تعيد ترتيب وجوده مع نفسه والعالم، ونهضة عقلية هو بحاجة إليها في مواجهة أعدائه.. مواجهة الحروب الشرسة التي تشن على الإسلام بأسلحة حديثة، اقتصادية وسياسية ودينية.
إبراهيم (عليه السلام) القاسم المشترك الأعظم بين الشرائع المختلفة اليهودية والمسيحية والإسلام، غير أنه أبن الدين الواحد عند الله (عزّ وجلّ) وهو الإسلام، أي: التسليم لله وحده لا شريك له، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
يسعى هذا البحث إلى الوقوف على مكانة إبراهيم (عليه السلام) في هذه الشرائع، وكيف نظرت إليه، وما صفاته التي بوأته هذه المكانة، ومن أحق به؟
يشير مفهوم الرقمية Digitization أساسًا إلى أخذ معلومات تناظرية وترميزها إلى أصفار؛ وذلك بحيث يمكن لأجهزة الكمبيوتر تخزين ومعالجة ونقل هذه المعلومات.
وتعني الرقمنة Digitalization التحول في الأساليب التقليدية المعهود بها إلى نظم الحفظ الإلكترونية، هذا التحول يستدعي التعرف على كل الطرق والأساليب القائمة واختيار ما يتناسب مع البيئة الطالبة لهذا التحول، وأصبح التحول إلي الرقمية أمرا ضروريا لحل كثير من المشكلات المعاصرة من أهمها القضاء علي الروتين الحكومي وتعقد الإجراءات، وكذلك القضاء على مشاكل التكدس وصعوبة الاسترجاع.
إن "الرقمية Digitization و "الرقمنة Digitalization" هما مصطلحان مفاهيميان يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وكثيراً ما يستخدمان بشكل متبادل في مجموعة واسعة من الأدبيات، فيما يتعلق بالتحول الرقمي.
تعلمت من أمي وأبي- رحمهما الله- درسا مهما لي ولغيري، ألا وهو لطف الله الدائم للمؤمن الذي يستوجب الحمد الدائم لله على كل حال، فكان أبي -رحمه الله- يؤكد لي أن لطف الله دائما مع المؤمن؛ حيث قال لي: أن أحد العارفين بالله سئل ذات مرة أين لطف الله إذا حدث للمؤمن حادث سير أودى بحياته؟
فأجاب العارف بالله بأنه يمكن إذا لم يحدث هذا الحادث أو تأخر للمؤمن أن بتعرض لفتنة تخرجه عن دينه وأخلاقه فيخسر الدنيا والآخرة؛ لذلك كان الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يسأل الله الثبات على دينه دائما وأبدا، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينِكَ"
قال تعالى في سورة الحديد الآية 7:
{آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}[1].
وقال سبحانه في سورة فاطر الآية 15 :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[2].
كان الناس في الأمم السابقة ينقسمون إلى طبقتين هما : طبقة الأغنياء ، وطبقة الفقراء.
وكانت مصر في عهدها القديم جنة الله في الأرض ، وكانت تنبت من الخيرات ما يكفي أضعاف أهلها عدداً ، ولكن الطبقة الفقيرة فيها كانت لا تجد ما تأكله ، لأن الطبقة الموسرة كانت لا تترك لهم شيئاً غير حثالة لا تسمن ولا تغني من جوع ، فلما أصابتها المجاعة على عهد الأسرة الثانية عشرة ، باع الفقراء أنفسهم للأغنياء ، فساموهم الخسف ، وأذاقوهم عذاب الهون[3].
يشير مفهوم الإدارة الرقمية Digital Management إلى منهجية جديدة تقوم على الاستيعاب الشامل, والاستخدام الواعي, والاستثمار الإيجابي لتقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة في ممارسة الوظائف الأساسية للإدارة على مختلف المستويات التنظيمية في المنظمات المعاصرة. وتسهم الإدارة الرقمية في تحقيق الغاية الأساسية للمنظمات الساعية إلى التميز وذلك بتمكينها من بناء قدرات تنافسية عالية وفعالة تجعلها قادرة على الوصول السريع والمجدي للأسواق واستقطاب معاملات الشرائح المستهدفة من العملاء.
وفقًا لمصطلحات جارتنر لتكنولوجيا المعلومات Gartner IT Glossary ، فإن “الرقمنة هي عملية التغيير من الشكل التماثلي إلى الرقمي ، والمعروف أيضًا باسم التمكين الرقمي، وبطريقة أخرى فإن التحول الرقمي يأخذ عملية تمثيلية ويغيرها إلى شكل رقمي دون أي تغييرات مختلفة في العملية نفسه.
ويعبر مفهوم التحول الرقمي عن تطور مفاهيمي من الميكنة Mechanization إلى الأتمتة Automation ؛ حيث توفر الميكنة استخدام العضلات البشرية في حين أن الأتمتة توفر استخدام الحكم البشري، والميكنة تزيح العمل البدني ، في حين أن الأتمتة تزيل العمل العقلي كذلك.
فالأتمتة هي استبدال التفكير البشري بالحواسيب والآلات والأنظمة الخبيرة Expert Systems، وهي يمكن أن تساعد على إيجاد فرص عمل للعمال المهرة على حساب العمال غير المهرة وشبه المهرة.
الصفحة 11 من 433