من أفغانستان وحتى فلسطين.. يعلو ضجيج الغاضبين على ما جاء بمجلة أميركية من امتهان للمصحف الشريف وإلقاء نسخ منه في المراحيض كوسيلة لاستنطاق الأسرى بمعتقل (غوانتانامو) سيء الذكر.
ربما بدا الأمر وكأنه لقطة عابرة لواحدة من الخيبات المهنية التي تعانيها صحافتنا المحلية. لكن المتابع لتفاعلات قضية رسّام الكاريكاتور السعودي (ع.غ) عبر عوالم الإنترنت ستتضح له أبعاد أخرى للمسألة تتجاوز بها حدود السطو الفكري لتقيمها شاهداً على ثقافة تُبجِّل الانتحال، ومُنجز حضاري قائم على وضع اليد؛ فيما حديث نَصُه "من غشنا فليس منّا" يحفر ذاته في ذواكر صبانا.
لطالما شكّلت البعثات الدراسية أحد أهم أوجه علاقتنا بأميركا. وفي حين كان الهدف المعلن لتلك البعثات هو تزويد مواطني ممالك النفط النامية بالشهادات والخبرات الحديثة، فإن الدراسة بالخارج قد غدت كذلك بروتوكولاً تمارسه شرائح شتى أملاً في الارتقاء بوعيها الثقافي وقيمها الاجتماعية. تلك (الحجّات الأميركية) تركت بصمتها على أجيال من المبتعثين ناهيك عن أبنائهم وبناتهم الذين وُلدوا ونشأوا هناك قبل أن يعودوا لأوطانهم ليشكلوا ما عُرف بـ (أجيال البعثة).
الكل هذه الأيام يتصدر ليفتيك في أمر المال والأعمال. الحمى الاستثمارية تجتاح الشارع تستحثها مباركة رسمية، وسيل من المشاريع (المبتكرة) العملاقة، وسوق أسهم واعدة تكاد تكسر حاجز الاثنتي عشرة ألف نقطة. في حين تعربد آمال جمة في نفوس الجماهير وهي تشهد وصول سعر برميل النفط لحدود الستين دولاراً.
احتفلت الطبعة العربية لمجلة Newsweek بالذكرى الخامسة لصدورها عبر ملف خاص بأسماء 43 شخصية عربية عدّهم المحرر (كريستوفر ديكي) إما "شخصيات محورية في الصحوة العربية".. أو مُرشحين لأن يغدوا كذلك. وتم تصنيف هؤلاء ضمن سبع فئات تبعاً للمجالات التي يبدعون من خلالها ليصنعوا مستقبلاً عربياً أكثر استقلالاً وحرية.. كما ترى المجلة.
حين انطلقت قناة (الحُرّة) الإخبارية من واشنطن قبل عام، نالتها حملة شعواء بوصفها بوقاً أميركياً موجهاً. ولأن إذاعة (الحُرّة) تزامنت مع تدهور في العلاقات العربية-الأميركية على المستويين الشعبي والرسمي بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها