عرضنا عضلاتنا أمام بلد كالدانمارك ليس لديها إلا النوق والبقر ومنتجاتهما في أسواقنا فشددنا أسرها وأسرهم وأرينا العالم منا صولة وجولة تمخضت في آخر الأمر عن لاشيء.
لاشيء في المجال السياسي لأن الحكومة الدنماركية لا تستطيع ولو أرادت أن تعتذر عن فعل قامت به صحيفة في بلد حر ديمقراطي وهذا أمر يعرفه كل من له أدنى علم أو اطلاع على شؤون البلدان الغربية.
ضحكت طويلا حين قرأت ذلك الخبر الغريب الذي تناقلته بعض القنوات الإخبارية، ومفاده أن مجموعات من الناشطين الأوروبيين في مجال حماية الحيوان تعتزم تنظيم مظاهرات ضد الاستعمال غير الرحيم للحيوانات في معامل البحث العلمي، إذ تصبح تلك المخلوقات المسكينة محل تجربة للأمصال والادواء، مما يؤدي الى نفوق الكثير منها و إصابته بآلام مبرحة في ما تبقى من حياته القصيرة،
فقلت في نفسي:
لو تتبعنا ما يقع من البشر من مخالفات للقوانين الشرعية والوضعية، لوجدنا أن وراء أكثرها دافعاً واحداً خطيراً، هو "الهوى".
فما حقيقة الهوى؟ وما أمثلته في الواقع؟ وما موقف الدين الإسلامي منه؟ وكيف يكون العلاج منه؟
هذه أسئلة يجيب عنها هذا المقال، لعله يُسهم في تخفيف آثار الأهواء علينا، والله من وراء القصد.
في حديثنا عن الديموقراطية ثمة حقائق لا بد أن ننطلق منها. أولاها أنه كان بالإمكان قيام ديموقراطية فلسطينية منذ زمن لولا أن الفلسطينيين كانوا وما زالوا يفتقرون إلى كيان سياسي يمارسون عليه حريتهم جراء اغتصاب وطنهم منهم، ورزوحهم تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي اوشك ان يدخل عامه الأربعين.
ما هي التداعيات المترتبة على تبدد وفرة النفط، تلك التي اعتمدت عليها التنمية الاقتصادية عموماً، والصناعية منها بشكل خاص.
وهل تشكل محاور النفط من جورجيا إلى دارفور السودان خطوط الحروب المقبلة؟
وهل تكون الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وبصفتها المالكة لأكبر ترسانة حربية في التاريخ، ستكون الطرف الأبرز في هذه الحروب وتلك النزاعات؟
المستشار سالم البهنساوي يرحمه الله تعالى نموذج للشخصيات القانونية الفريدة التي تجمع بين علوم المهنة وأخلاقياتها، وبين إدراك نصوص القوانين الوضعية وفهم مقاصدها السامية وأهدافها العليا من كفالة الحرية وضمان الحق وإقامة الدولة والفصل بين سلطاتها وغير ذلك، فقد ابتليت المهنة القانونية – والمهن الحرة الأخرى مثل الطب والهندسة – بأفراد يدركون المصطلحات الفنية والمتطلبات المادية لمهنهم، ولكن بعيدون كل البعد عن الحفاظ على شرفها وتحقيق غاياتها.