قد تكون صناديق الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد أفرزت بعض المفاجات التي تخالف ما توقعته لها استطلاعات الرأي على صعيد مقاعد الكنيست السابعة عشر، وحصة كل من الاحزاب المتدينة، واليمينية،أو تلك الأحزاب الرئيسة – كاديما، العمل، الليكود - . ولا يعنينا في هذا المقام الخوض في الخلافات الشكلية الظاهرية لبرامج هذه الأحزاب المذكورة ولا غيرها، فهي في اعتقادنا خلافات لا تنطلق من تعدد استراتيجيات سياسية فيما يخص منظورها تجاه القضية الفلسطينية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
عدتُ من الرياض، بعد المشاركة في ندوة "منهج الأدب الإسلامي في أدب الأطفال"، لأجد في انتظاري دعوة من تونس الخضراء للمشاركة في مهرجان "خيمة علي بن غذاهم الشعري" الذي يُعقد في منطقة جدليان التابعة لولاية القصرين، في الأسبوع الأخير من شهر مارس / آذار، سنويًا، منذ أحد عشر عامًا، وكان لي شرف المشاركة في دورته التاسعة عام 2004 مع الشاعر جابر بسيوني، والشاعرة سناء الجبالي، من الإسكندرية.
أشغال يدوية ومسابقات شعرية وثقافية وغناء وموسيقى ودبكة ورقص شعبي، محتويات هذا السوق الذي أقيم في مئة وخمسين مدرسة من مدارس السلطة الوطنية والمدارس الخاصة بمختلف المراحل، وشارك فيه قرابة 2000 طالب وطالبة.
قبل وقت قصير من أعياد الميلاد أي في كانون الأول من عام 2005، نشرت النيويورك تايمز أسرارعملية التجسس المحلية الكبيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية التي ربما طالت الآلاف من المواطنين الأمريكيين أنفسهم. وكشف الكثير من الحقائق عن هذه العملية تباعا في الصحف اليومية بما فيها تقارير عن تنصت على الهواتف والرسائل الإليكترونية بالمئات من قبل وكالة الأمن القومي.
بعد ثمانية وخمسين عامًا هي عمر النكبة الفلسطينية التي أاخرجت من أحشائها القضية الفلسطينية – وليس لها إلا هذا المسمى – وتحديدًا غداة الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة، طلعت علينا مؤخرا عرابة السياسة الخارجية الاميركية بتصريح مفاده أن الولايات المتحدة الأميركية تدرس احتمال تاييد خطة الانفصال الأحادي التي اخترعها الجنرال أريئيل شارون، وطبق المرحلة الأولى منها في قطاع غزة،
إن الغربيين مهما اجتهدوا في تجميل صورتهم سيظلون كذلك الممثل الفاشل الذي لا يستطيع اقناع الجمهور بصدق أدائه على خشبة المسرح، فالأيام تكشف في كل يوم لكل ذي عينين ان قيم الانسانية والاخاء والرحمة لا تصمد أمام غول المصلحة الذي يفترسها بلا رحمة، وان الدرس الذي ينبغي ان يعيه العرب من فلسطينيين وغيرهم ممن يتلقون مساعدات «اليد الحانية» يتمثل في كلمة وجيزة جدا «من لا يملك خبرته لا يملك حريته»!