تعتبر قضية اندماج الأجانب في المجتمع الغربي عامة، والهولندي خاصة، من بين أهم القضايا التي شغلت وتشغل الرأي الخاص والعام في هولندا، طوال أكثر من عقدين زمنيين، ومع أنه على المستوى العلمي تم حسم هذا الموضوع منذ أمد ليس بالقصير، وحدد مفهوم الاندماج، من جهة أولى، في تعلم لغة البلد المضيف والتحدث بها بشكل سليم ومفهوم، ومن جهة ثانية في التعرف على ثقافة ذلك البلد وتقاليده وقوانينه واحترامها وأخذها بعين الاعتبار.
إلا أن الإشكال يظل عالقا، عندما يتصل ذلك الموضوع بما هو سياسي، إذ يطغى التوظيف الأيديولوجي لقضية اندماج الأجانب والمسلمين في المجتمعات الغربية، فيؤول كل تيار أو حزب سياسي ذلك الاندماج، وفق رؤيته وتعاطيه لما هو أجنبي، وهو تأويل يتراوح بين التعامل الإيجابي السمح مع ملف الاندماج، كما هو الشأن لدى الأحزاب المتعاطفة مع الأجانب، كأحزاب كتلة اليسار، التي تحترم الوجود الأجنبي والإسلامي في الغرب، وتسعى حثيثا إلى إدماج الأقليات الأجنبية في المجتمعات الغربية، مع أخذ هوياتها الأصلية بعين الاعتبار، وبين التعامل الصارم، كما تصنع أحزاب اليمين والوسط، التي تشدد على اندماج الأجانب في الواقع الغربي الذي ينتظمون فيه، دون أن تكترث بالإرث الثقافي والديني والتاريخي الذي يحملونه، ولا بالهوية التي ينتمون إليها، إذ أن مقصدها الأول والأخير هو تحقيق سياسة الاندماج بصيغة صارمة وبكيفية سريعة، ولو اقتضى ذلك تنازل الأجانب عن هوياتهم الأصلية، الذي ما هو إلا الذوبان الكلي في الثقافة الغربية المستضيفة!
خوان غويتيسولو روائي إسباني كبير من مواليد عام 1931 يعيش الآن في مراكش المغربية قال عن نفسه: :(أنا أعد من بين الروائيين الأروبيين القلائل المهتمين بالثقافة العربية الإسلامية وقد دافعت قدر استطاعتي عن القضية الفلسطينية وكنت حاضرا على جبهات النضال من أجل الديمقراطية في العالم العربي واستعادة شعوب المنطقة للحرية ). وفي أروبا كثير من المثقفين الرافضين للدوغمائية الغربية التي صاغت طروحاتها الفكرية قوافل المستشرقين ابتداء من القرن الثامن عشر بدافع استعماري وفي إسبانيا ذاتها التي يحمل جنسيتها كاتبنا الشاعر العظيم لوركا الذي تغنى بمجد الأندلس وكاتب ألمانيا صاحب نوبل غنتر غراس فقد شذا عن عموم الأروبيين حكاما ومحكومين في تبني الفكر المركزي الأروبي.
لكن المثير في قضية غويتيسولو هو رفضه لجائزة القذافي العالمية للأدب وهي جائزة تأسست عام 2007 تمنح للأدباء الذين يخوضون معترك الكتابة في الدفاع عن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية ومبلغها مغري جدا 150ألف أورو وأرجع الروائي أسباب رفض الجائزة في رسالة وجهها إلى رئيس لجنة التحكيم الروائي الليبي هو الآخر إبراهيم الكوني إلى مصدر الجائزة فالمبلغ المالي مقدم من الجماهيرية العربية الليبية التي استولى فيها القذافي على الحكم بالانقلاب العسكري سنة1969مشيدا في الرسالة ذاتها بلجنة التحكيم التي ضمت نخبة من النقاد وعلى رأسها الناقد المصري المتخصص في الدراسات الإسبانية صلاح فضل كمال نوه بالمستوى الأدبي والأخلاقي المرموق للجنة مضيفا أن دواعي منحه الجائزة تستحق كل الاحترام والتقدير،معقبا:( بعد تردد قصير ناقشت بينه وبين نفسي احتمالات قبول الجائزة أو رفضها ولأسباب سياسية وأخلاقية اتخذت الخيار الثاني).
نشرت مؤخرا جريدة"هآرتس" العبرية مزيدا من التفاصيل حول ما وصفته"المخطط الهيكلي" الأول للقدس الموحدة. وبلغة أدق وأوضح ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية. ويتضمن هذا المخطط توسيع المستوطنات اليهودية جغرافيا وديموغرافيا.
سوف تضفي المصادقة على هذا المخطط "شرعية تنظيمية إسرائيلية" لضم القدس الشرقية من طرف واحد، وإيجاد مساحات واسعة لإقامة مستوطنات، وبناء فندقين كبيرين يتسعان لألف وأربعمائة غرفة في القدس الشرقية.
تسوقنا هذه المقدمة إلى ما تتعرض له القدس من هذه المخططات التهويدية المستمرة. مثالا لا حصرا هدم منازل المواطنين المقدسيين. الإستيلاء بالقوة على الأراضي بعد هدم ما عليها من عقارات. سحب هويات المواطنين المقدسيين. طرد هؤلاء المواطنين خارج أسوار المدينة المقدسة. تغيير معالم المدينة المقدسة، والهدف هو تهويدها، وهذا غيض من فيض.
(المخيّم رقم 1)
الحب شيء جميل؛ الكثير من الزهور الحمراء، والدببة الليّنة المبتسمة، والشوكلاتة المنمّقة. الحب قوس قزح كبير يلف خاصرة الأرض، من أجله يصير لون السماء ورديا، وتبدو الغيوم كـ"شعر البنات"، ويظل القمر بدرا طوال الشهر. الحب رحيق الحياة، الحب يجعل الأرض تدور!
(المخيّم رقم 2)
مهلا، مهلا! ما هذه الأباطيل؟ إليكم حقيقة الحب الحقيقيّة:
الحب ذل وويل، الحب قطعة من العذاب، بل هو العذاب بعينه. أما يكفيكم أن تتدبروا فيما حدث لروميو، وقيس بن الملوّح، وحتى "نرسيسوس" عاشق ذاته، وغيرهم من الضحايا لتعلموا أن الحب شيء يجب أن يكافح كما تكافح القوارض والأوبئة. الحب يحدث حين يتفلَّت القلب من لجام العقل. الغرام، ذلك الزكام الذي يجب اخذ التطعيمات والأمصال الواقية منه. الحب، ذلك الشِرْك الأصغر!
مشاهد عديدة تتجسد أمام ناظرينا ومواقف كثيرة تمر بحياتنا نراها مثالا لثمرة الإصرار رغم العواصف والإعصار، وغيرها لا تحصى من أحداث تضل الطريق وتنصهر بسهولة لانهزامها وعدم صمودها أمام التحديات، فهناك أناس جبلوا على المواجهة وغيرهم اكتسبوا هذه الصفة لتحقيق مرادهم، لكن تبقى الحقيقة ثابتة وهي أن من عظمة قدرة الله في الإنسان أنه عزوجل خلقه ناقصا ليستمر في طلب العلو والكمال، وإن كان التاريخ يشهد لنا بمواقف عديدة لرجالات تحملوا وصبروا حتى نالوا ما أرادوا في مجالات كثيرة ، فكانت في سجل هذا التاريخ صفحات زهرية نقشت سطورا ذهبية لانجازات نسائية قد لا يسعني ذكرها في مقالي هذا، لكنها موجودة بحق وتثبت لنا أن المرأة برغم استغلال العالم لعاطفتها، وجعل مشاعرها (شماعة) يعلق عليها أي تقصير منها، إلا أنها عندما تنوي وتعتزم لا ترضى أن تنهزم.
في صباح الاثنين قبل ٧ اشهر صحوت في قرابة الساعة العاشرة صباحاً، فوضبت نفسي وقبل أن اخرج من المنزل لحقت بي ابنتي لولوة متشبثةً بثوبي وهي تبتسم وعيناها تقول لي: اجلس معي قليلاً، فقبلتها ووعدتها بقصة جديدة كهدية في طريق العودة للمنزل، تركتني وهي تنظر ولسان حالها يقول: تعلم أنني أريدك أنت لا القصة.
خرجت من المنزل وإذ بجيران لنا جُدد في المنزل المجاور، فسلمت على كبيرهم وباركت له، فتبين لي أنهم أجانب من ديانة سماوية، وقد استأجرت لهم شركتهم العالمية المنزل المجاور لنا في منطقة (الشهداء).
ذهبت مسرعاً ركبت سيارتي، انطلقت لقضاء بعض الحاجيات، وأنا في طريق العودة فكرت في شراء هدية لجيراننا الجدد لعلي ارسم على شفاههم ابتسامة أو ينشرح قلبهم للإسلام.
فذهبت واشتريت لهم مجموعة فاخرة من اطقم الأواني المنزلية، وبعدها زرت صديق لي (حمود الابراهيم) يعمل في لجنة التعريف بالإسلام، وطلبت منه تزويدي بكتب منوعه عن الإسلام، وكعادتهم فاضت أياديهم بأفضل ما حوته مكتبة اللجنة.
الصفحة 119 من 433