ما أجمل الأحلام عندما تبقى في مخيلاتنا وتعود إليها.. مع أنّنا نتوهم أنّ الأحلام لو تحققت أو تحقق بعض منها فإنّ حياتنا سوف تتغير وتتبدل وتتحسن.. وخاصة في الحب.. لكن ماذا لو كان الحب مستحيلاً.. في زمن بات كل شيء يوزن بالمادة.
من الحقائق المسلم بها ان العرب ينتسبون الى أمة واحدة . واذا كان تاريخهم في الجاهلية قد عكس صورة اخرى عن انقسامهم وتشرذمهم وتعاديهم وتفرق كلمتهم وهيمنة روح الانتماء الى القبيلة – وهي الكيان الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الأصغر والاضعف والاقل شأنا – فهذا كله لا ينفي عنهم صفة الأمة المتجانسة عرقا ولسانا . وفي نفس الوقت ليس هناك دليل على انهم تجاهلوا البتة كونهم عربا أصلا وفصلا ، نسبا وحسبا ، حتى في غمرة ذلك المشهد القائم على الفرقة والانقسام .
قبل أشهر كنت في جلسة تضم مختلف الجنسيات و دار حوار خلالها عن القمع الذي يعيشه المواطن العربي و عدم شعوره بالأمان في مجتمعة فبادرت سيدة أمريكية بالسؤال موجة لنا نحن العرب : هل تعرفون ما الفرق بين المواطن الأمريكي و المواطن العربي رد الأغلبية عليها بإجابة تقليدية , بأن الفرق بين أسلوب المعيشة و الحرية الذي يتمتع فيها المواطن الأمريكي و طبيعة النظام الحاكم ... غير أن السيدة الأمريكية أجابت جواب ضللت أفكر في معناه طوال الأشهر السابقة و لم أفهمه إلا اليوم الأربعاء الموافق 5/11/2008
مرت أكثر من سبع سنوات على هجمات 11 سبتمبر، لم يعد العالم فيها كما كان ... تغيرت العديد من المفاهيم والتوازنات وتبدلت مصالح ونشأت علاقات جديدة، ومن بين الأمور التي تغيرت أوضاع المسلمين في الغرب، التي يكشف إلقاء الضوء عليها ليس فقط العديد من الأسباب الكامنة وراء احتمالات الصدام ولكنه ينبه أيضًا إلى أن السياسات التي تتبناها الحكومات الغربية لمكافحة التطرف قد تكون هي السبب الرئيسي لتفاقمه في كثيرٍ من الأحيان.
لا أقصد من مقالي هذا التشاؤم أو التشكي و التشفي , إنما محاولة لتحليل حال الموظف الحكومي خاصا و أن هناك دراسة تشير بأن إنتاجية الموظف الكويتي لا تزيد عن 20 دقيقة في الأسبوع رغم أن مجموع ساعات الدوام الأسبوعي 27 ساعة , و كذلك نسبة الموظفين الحاصلين على تقرير سنوي امتياز يفوق90% من مجموعة موظفين الحكومة في دولة الكويت , و مجموع المواطنين العاملين بالقطاع الحكومي من مجموع الموظفين 90% , فهل يعقل أن يكون أغلب الشعب الكويتي منتج وفعال و حاصل على امتياز و لكن أي معاملة بسيطة يستهلك إصدارها أشهر و في أفضل الحالات أسبوع ؟
ما يهمنا هنا والموضوع يخص الثقافة العربية ، أن هذه الثقافة التي يفترض بها أن تكون العنصر المؤسس والداعم والمؤيد والحامي للهوية العربية بعامة ، والعروبة الثقافية بخاصة ، بكل ما تمثله من قيم ومثل وسلوكات موروثة ، قد أخذت تتعرض لتحديات ومخاطر بدأت إفرازاتها تطفو على سطح الواقع العربي متمثلة بالغزو الثقافي الخارجي ، وفرض المنظور الثقافي الغربي على المجتمعات العربية . ويخشى مع استمرارها أن تشكل مشهدا لا يمت قلبا وقالبا إلى العروبة بكل أبعادها .