إلى فترة قريبة نسبيا كانت أوروبا تمثل في نظر العالم الإسلامي قارة التسامح ومهد التعقل في ميدان العلاقات السياسية والإنسانية التي تمتد حبالها بين الطرفين، وكان التطرف الأميركي في التعامل مع الإسلام والمسلمين والدعم اللامحدود الذي يقدمه للكيان الصهيوني عاملا أساسيا في تأسيس تلك النظرة المقدرة والمستشعرة لحيادية أوروبا النسبية،
من الذكاء أن يسأل الإنسان هذا السؤال: من أين تُأكل الكتف؟ حتى يختصر عليه الأوقات والطاقات في تحقيق الغايات. وإن غايات الناس عادة تكون مشتركة منها: السعادة والجنة والراحة والاطمئنان، كلها غايات موجودة عند كثير من الناس سواء أعلنوا أم جهروا بها.
ومن طنجة إلى جاكرتا تحركّت أمة المليار ملتزميها و منحرفيها، المصلين وتاركي الصلاة ، الصائمين و المفطرين، المجاهدين والقاعدين , العلماء و العوام , المثقفين وغير المثقفين، و لم يبق مسلم يمشي على ظهر الأرض إلاّ وتحركّ ضميره و إستيقظ شعوره و إهتزّت كرامته، وشعر أنّه طعن في عقيدته ودينه و شرفه ومروئته وتاريخه و حضارته و ثقافته و جغرافيته.
لعل الغاية الرئيسة من وراء خوض "حماس" الانتخابات التشريعية هي تجديد إرادة المقاومة وتزخيمها وتصليبها. الغاية المتوخاة تحققت وأفرزت مفاعيل إيجابية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا. من هنا تطالب "حماس" نفسها كما يطالبها جمهورها وأنصارها ومؤيدوها بأن تبقى، كما هي في واقعها ومرتجاها، رأس رمح وقدوة صالحة لمقاومةٍ واعيةٍ ومتواصلة.
لا تستغرب هذا العنوان أيها القارئ الكريم، فسأبينه لك.
لعلك تقول: كيف تدعوني إلى الأنانية، وهي صفة مذمومة عند عامة البشر؟!
وأقول لك: دعنا من المعاني الفلسفية للأنا والأنانية في المذهب الوجودي، وعند علماء النفس وغيرهم، فليس مراداً هنا قطعاً.