ظهرت "الأغنية الملتزمة" في الوسط الفني بعد شيوع تنظيرات الفيلسوف الفرنسي المعروف جون بول سارتر حول "الأدب الملتزم" فكانت "الأغنية الملتزمة" في عز المد الثوري في كل بقاع الأرض في الستينيات وكانت تعني "الأغنية السياسية الثورية" أي أن "الأغنية الملتزمة" ارتبطت في بداياتها باليسار (فالأغنية غير اليسارية لم تكن تعتبر "الأغنية الملتزمة" ولو كانت أغنية وطنية). وابتداء من السبعينيات امتدت "الأغنية الملتزمة" لتشمل اليمين أيضا، فصارت "الأغنية الملتزمة" تعني "الأغنية الدينية" كذلك.
ترى، ما سبب الاحمرار المفاجئ لكل شيء حولنا؟ هل صرت مهمّة إلى هذا الحد، فقرر الناس أن يسروني بكسو كل شيء بلوني المفضل خاصة وأن ذكرى يوم ميلادي اقتربت؟
انظروا حولكم أعزائي، كل شيء صار أحمر اللون في غضون ساعات، ولا أعني هنا أن الناس أظهروا "العين الحمراء" لبعضهم البعض، فهذا عصر العيون الحوراء، والحولاء أيضا. بعد التفكير، لعل الشوارع احمرّت خجلا من مستوى التعليم لدينا، ومن تردي الأخلاقيات، ومن فشل الإعلام، فقررت أن تحمر خجلا نيابة عنا؟
«من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم»
قال أبو حسرةَ العنيد، في شأنِ عصرِ الواحدِ السعيد، والحيُّ في هرجٍ مرجْ، ينظرون إلى ما جاءِ بهِ من عجٍّ وغنجْ، بوركتَ يا تحفةَ الزّمان، يا وحيد العصرِ والأوانْ، فلقد جئت بما لم تستطعهُ الأوائل، وفزت على كل ا هو لامس دونَ حائل، ولو أوكلَ أمركَ إليَّ، لخرجتُ بكَ على كلِّ الدنيا وفورَ الهديّةْ، فقد برعتَ للهِ درُّكَ، في كلِّ ما يصنِّفكَ فيهِ وحيدَ صركَ، يا جميل المحيا، وبهيَّ الطلعةِ سميّا ، أما بعد النظرِ ، فعندكَ نه خيرُ الخبرِ، والدلائل كثرُ، والشواهدُ حضرُ..
الصفحة 237 من 433